التحالف العربي عادل جداً في تقسيم الظلم بين أبناء الشعب اليمني، منصف تماماً في توزيع الإهانات على الساسة اليمنيين بالقدر المتساوي. يمقتون الجميع ويحتقرون كل ما هو يمني ويتعاملون معنا وفق منطق براجماتي بحت قذر، يستهدف كل ما يمت لهذه الأرض بصلة. فلا يفرقون بين أحد من اليمنيين كان جنوبي أم شمالي، لا يميزون أبداً بين المكونات اليمنية سواء أكان حوثي أو إصلاحي أو حتى انتقالي، شرعية أم انقلابي. يضعون الجميع في سلة واحدة، وينظرون إلينا من خلال استراتيجية شاملة. مفادها: -منع قيام دولة قوية في اليمن. -مناهضة أي مشروع وطني يمني. -شيطنة أي كيان أو حزب يمني لا يخضع لهم. -اليمن بموقعها الاستراتيجي الهام وثرواتها البشرية والطبيعية تشكل قلق دائم على ممالكهم، لذا يجب أن تبقى حبيسة الحرب والفقر. -اليمني كائن خطر للغاية يستوجب تطويعه، والسيطرة عليه كلياً. فبالتالي كل ما يفعله التحالف في اليمن منذ خمس سنوات، يتم وفقاً لهذه الاستراتيجية ذات الأبعاد المتعددة والمدمرة، حيث يهدفون من خلالها إلى تغذية الحروب والصراعات بين اليمنيين، ونشر الفوضة في البلد ومفاقمة الكوارث. وهذا كله من أجل خلق يمن ممزق ومقسم، يمن هش وفقير يعيش تحت رحمة معوناتهم وسلالهم الغذائية. حتى تسهل مهمة اخضاعه والسيطرة المطلقة عليه. أعتقد أن هذه بديهية لا تحتاج إلى عبقرية ما كي يفهمها المرء، أظنها فكرة واضحة لا تستدعي دراسة عميقة ومطولة لنستوعبها. فمن المؤكد أنها الحقيقة الواحدة التي يقر بها أغلب اليمنيين. -فالتحالف الذي يقاتل الحوثيين هو التحالف الذي يمنع عودة الرئاسة والحكومة إلى اليمن، وهو نفسه الذي أصدر أوامر منع لوفد الانتقالي من السفر إلى عدن. -التحالف الذي يستضيف الشرعية في الرياض ويدعمها بالسلاح والأطقم والمال، هو ذات التحالف الذي يستضيف الانتقالي في أبو ظبي ويزوده بالسلاح الثقيل والمدرعات. -التحالف الذي يمنع صرف مرتبات الجنود والموظفين في المناطق المحررة، هو نفسه الذي يدفع للمقاتلين في الساحل الغربي مرتباتهم بالعملة الصعبة. -التحالف الذي حول ميناء بلحاف إلى ثكنة عسكرية ومنع تصدير النفط والغاز منه إلى العالم، هو من صير ميناء عدن إلى متارس ونقاط عسكرية ومركز تهريب لكل الممنوعات. وهو ذاته الذي يعسكر المجتمع اليمني ويعطل التعليم ويدفع بالشباب والكهول إلى الجبهات، ويتبنى البلاطجة ويكس البلد بالحشيش والهرويين والمخدرات. يعرف اليمنيون هذا جيداً.