كتب / م. سالم صالح هادي. " دوشن " … نناديه باسمه (خميس) فيجيبنا : أيوووه ! وعاد اسم أميّ جمعه.. فنضحك لجوابه.. صار خميس لا يجد علاجا ً لهذا الإدمان والهوسَ ْ! الذي ألم به من هذا المسمى " واتس" بات لايفارق تلفونه الجوّال في حِله وترحالة، كثير التمعُّن والمتابعة لما يستجّد من منشورات ومقالات ،. الساحة السياسية والأمنية والعسكرية والشائعات خصبة وحبلى بمثل هكذا مواضيع وأخبار . يتصفّح بعينيه ويتمتم أحيانا ً بشفتيه كلاما مبهما ً لا تدري أهو شتم وسب ؟ أم مدح وذم ؟ سيّان الأمر لمن عرفه عن قرب فلا يأخذه الإستغراب منه،وهناك من يعلّق عليه ساخرا ً : — أيهييه! صاحبنا مقرّح واتس !! تمر عليه الدقائق والساعات وقد يغلبه النوم وهو ممسكا ً بجواله. ..في طريق عودتة قبيل المساء يركب سيارة الأجرة عائداً ً من جولة تسوّقية في سوق زنجبار ، صوت محرك الباص الأجرة يعمل وتبدأ عجلاته بالتحرّك صوب منطقة وصوله. فجأة ً يرن جوّاله فيهاتف : _ألووه .. من معي ؟ يجئ الرد معاتبا ً: __ خلاص ماشي عاد تعرف صوتي؟! أني مرتك؟! أسمع ! جزع معك الحواريق!! __ أيش من حواريق يا حرمة؟! يتلقى في أذنيه كلاماًً منها جعله يتلفّت يمينا وشمالا في وجهي جاريه من ركّاّب الباص. ثم يبتسم ويهمس في تلفونه !: __ قصدك(حواريق ) حق الخميييس! قده معي : فل، ومشمووم ! ههههه،. ثم يغلق تلفونه. وينتقل فورا ً إلى هوسه الذي لايفارقه. ..الواتس. ويتابع… ..? الساعة العاشرة مساء ً.. جو الغرفة ومحتواها وترتيبها وروائح عبقت في إرجاءها توحي بليلة خميس رومانسية حافلة ! . يستند خميس بظهره على مسند سرير النوم وعينيه تلتهم بشراهة كل عناوين الواتس .ويتثاءب بين حين وآخر، تدلف الحرم المصون إلى الغرفة وقد غطّت الروائح والأبخرة التي حملتها معها كل بدنها وشعرها وانتقلت عدواها الى بقية محتويات الغرفه ،. تمتد يدها إلى مفتاح الإضاءة الكهربائي وتطفئه ! تك ! فتلبس الغرفه سواد الظلام. يصيح خميس في رجاء منها : __ لحظة ! لاتطفي السراج.. باقي قليل في الواتس ماشي قرأته.. تعيد الإضاءة من جديد في عبوس وتلقي بنفسها جانبه في السرير، وتقول له : -- شعه باقي قليل وباتطفأ الكهرباء ! أحسن لك ! لم يعرها سمعا ولا إنتباها محدقا ً في واتسه ! تسلل النوم إلى عينيه رغما عنه وراح يغط في نومه.. عناوين كثيرة تصدّرت واجهة الواتس .عبر جروبات كثيرة ومواقع تواصل متعددة ينهمك في قراءتها وبسعادة. ياللروعه ! معجزة حصلت في البلاد . الطرقات في مدينتة ومحافظته الأبيهّ دوما صارت واسعه ومرصوفه بالإسفلت جيدا ً، أختفت الحفر والمطبّات ويمكنك ان تلحس قطرة العسل من سطحها الأملس النظيف! . عنوان أخر بشرى سارة ! اللمسات الأخيرة لتدشين تشغيل سد حسّان والمهندسون والفنّيون عاكفون هناك في إنتظار ذلك. جميع السدود والمنشآت الخرسانيه والعقم والموانع المائيه الترابيه تتحدي السيول في هذا الموسم أن تسقى (جربة حمادة ..في الشيخ عبدالله ) لن تذهب قطرة البحر. !! عنوان آخر يتصفحه وبنهم شديد وتفاعل يرتفع وينخفض بها صدره إثر ذلك: تقاطعات مجاري السيول مع الطريق الدولي والعباّرات الأرضيه في دوفس ، شقرة ، الخبر وحصن سعيد ، أمبسطي في أحور صارت جسور معلقة لم تعد تعيق الحركة. " عنوان: قوات الشرعية في قرن إمكلاسي شقرة وقوات الإنتقالي الجنوبي في الشيخ سالم صارت يدا ً واحدة . وداعاً ً لإزهاق الإرواح وإسالة دماء الجنوبيين في حرب عبثية !! تلتفت إليه زوجته فتلقاه مستغرقا في النوم وتسحب من بين يديه الجوّال وتضعه فوق رأس السرير ، وتتأفّفّ وتضع رأسها على مخدتها. ينقطع التيار الكهربائي بعد ساعتين وبدأ العرق يتفصد ويتصبب من جبينه وإبطيه. عنوان جديد يلمحه فيزداد سعادة وزهوا. أبين تودّع الظلام !! وداعاً للظلام..! وداعا للأنقطاعات المتكررة في التيار الكربائي. أبين تدخل موسوعة جينز للارقام القياسيه وتحتل المرتبه الثانية بعد اليابان ! إستمرار التيار الكهربائي على مدى الأربعة والعشرون ساعة .... يقول لنفسه : أيووه هكذا خبابير والا بلاااش. شكرا للحكومة ! شكرا للحكومة.! يقرر الذهاب إلى العاملين في المحطة التحويليه للكهرباء في محطة الكوز بزنجبار لتهنئة العاملين فيها بالقرب من تقاطع طريق زنجبار / جعار/ الكود. أنجاز تاريخي يستحقووه ! ويستحقوا التهنئة ، يترجل من السيارة وقطع الطريق ماشيا على رجليه دون ان يستحضر نظرية السلامة المرورية : أنظر يمينك ! أنظرشمالك! خطوتان خطاها وإذ بقاطرة أسمنت بحمولتها تكاد تدهسه وتميته ! فيصيح بما أوتى وملئ فمه : بامووت. بامووت! ياالله ..يالله إلحقوني ! تنهض زوجته على إثر صياحه وتوقظة _ حياااطه. ! يس! عليك. بسم الله ! تعوذّ من الشياطين.. ينتبه لنفسه ،فإذ به فوق فراش سريره والعرق يبلله من كل مكان. ، يخف لهاثه ويقول: كابوووس. ! الله يلعنه ! كنت باموت . تتلاوع عليه زوجته في الكلام وتجيبه ! _كابووس ! كابوس. والّلى أني فيه كابوس زايد عليك. يسأل: أيه تقصدي ؟ ترد عليه : ولا حااجه ! أسمع قم أمسح وجهك بماء وقم صلي لربك ركعتين.قال كابووس قال.! شع السجادة فوق (المشجب) وزيد شم عرفها لاشي عاد فيها ريح بخور من حق الخميس ثم تعطيه ظهرها مغتاظة .. يسألها: متى قطعت الكهرباء ؟ جواب. : _لما كانت بتدهسك وتدقك قاطرة الاسمنت.. يلتفت حواليه ، وين التلفوون ؟ تناوله تلفونه من جديد ويبدأ في ممارسة هوسه للواتس من جديد .. فعلّقت زوجته بالكلام: له صاعقه إن شاء الله ! تصعق من أخترع الواتس اووف وجع ! ضيّع علينا ليلة خميس