يعتزم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الضغط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاتخاذ إجراء أكثر قوة بشأن سوريا خلال زيارة يقوم بها لواشنطن هذا الأسبوع بعد أيام من تفجيرات في بلدة تركية حدودية اعتبرت أكثر أعمال العنف دموية عبر الحدود حتى الآن. وكانت التفجيرات في ريحانلي التي سقط فيها 50 قتيلا يوم السبت الماضي وتقارير نشطاء عن مذبحة لمسلمين سنة في بلدة ساحلية سورية قد أغضبت أردوغان الذي ينتقد بالفعل تباطؤ رد الفعل الدولي على الصراع الدائر في سوريا. وسيتصدر خطر امتداد العنف الدائر في سوريا إلى تركيا جدول أعمال محادثات أردوغان وأوباما يوم الخميس لكن اللقاء الشامل مع أحد حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط من المتوقع أن يتضمن كذلك المصالحة الوليدة بين تركيا وإسرائيل وعلاقات تركيا التي تزداد عمقا في مجال الطاقة مع إقليم كردستان العراق شبه المستقل. وكانت تركيا ألقت بثقلها وراء الانتفاضة الدائرة منذ عامين ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد وسمحت للمعارضين بالتنظيم على أراضيها وآوت نحو 400 ألف لاجيء سوري. لكن أنقرة مستاءة من أن الغرب يمتدح أفعالها في حين لا يقدم ما يذكر فيما يتعلق بالدعم الملموس. وقال اردوغان للصحفيين قبل ان يستقل الطائرة متجها إلى واشنطن "بالطبع سوريا ستكون ضمن الموضوعات الرئيسية التي سنناقشها... سنضع خارطة طريق. تركيا تضررت اكثر من أي دولة أخرى." وجاءت تفجيرات يوم السبت في شوارع تسوق مزدحمة والقت أنقرة باللوم فيها على "منظمة إرهابية ماركسية قديمة" على صلة مباشرة بحكومة الأسد لتجسد المخاوف من أن يمتد العنف في سوريا إلى الأراضي التركية. وتعتبر واشنطن تركيا التي تمتد حدودها المشتركة مع سوريا مسافة نحو 900 كيلومتر وصاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي عاملا اساسيا في التخطيط لسوريا ما بعد الأسد ومن المتوقع أن تضغط للحصول على مساعدة اردوغان في ترتيب مؤتمر سلام مقترح تدعمه روسيا كذلك. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه يتوقع أن يعقد المؤتمر في أوائل يونيو حزيران على الرغم من ان قادة غربيين منهم أوباما كانوا قللوا من شأن توقعات بأن يهدأ قريبا الصراع السوري الذي تفيد تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن انه قتل ما يزيد على 94 الف شخص.