لم نستطع نسيان الشهيد علي جرجور لأن نسيان شهيد بحجم هذا الشاب الذي لا تزال مواقفه ومآثره البطولية تذكرنا بتاريخه الحافل بالشجاعة والاخلاص والرجولة.. الشهيد علي جرجور، رفيق النضال والطفولة والحياة، الانسان القريب مني طيلة حياته، الصديق الوفي، والأخ الشهم كان رحيله صدمة بالنسبة لكل من عرفه وعايشه وعرف مدى طيبته وشهامته وقلبه المتسامح.. استشهد البطل علي جرجور عندما هب للتصدي لشرذمة الارهابيين الذين اقتحموا مبنى ادارة البحث الجنائي في العام 2017م، وعلى الرغم من ان الأمر لا يدخل ضمن مهام الشهيد علي جرجور، لكنه وبمجرد سماع صوت الانفجارات نهض من نومه وحمل سلاحه واستقل دراجة نارية وتقدم صوب بوابة مبنى البحث الجنائي رغم كثافة نيران القناصة الذين بدأوا اطلاق الرصاص صوبه من الجولة المجاورة لفندق عدن، الا انه تقدم بشجاعة وترجل من الدراجة وحاول اقتحام بوابة ادارة البحث الجنائي بمعية رفيق دربه الشهيد البطل شلال الشوبجي الذي شرع بتغطيته باشغال القناص المتمركز على مبنى فندق عدن قبل ان يستشهد البطل علي جرجور برصاص قناص ارهابي استهدفه من داخل المبنى.. استشهد البطل علي جرجور ويده على زناد بندقيته، ليترك درس في الشجاعة والبطولة سيظل الجنوبيين جيل بعد جيل يتعلمون منه.. رحل الشهيد علي جرجور ولم يترك اي مكاسب مادية خلفه، رحل ولم يمتلك منزل في اي مكان تاركا خلفه ست بنات وولدين يعيشون بمنزل والده في جحاف الضالع، وثمة ورقة مليئة بالديون التي ظل يستلفها من اصدقائه وزملائه ايام الحرب في الضالع وبعد انتقاله الى عدن، كانت جل ديونه في سبيل توفير ما يحتاجه افراده من ذخيرة وطعام وعلاج.. الشهيد علي جرجور كان طيلة حياته ومنذ صغره يعشق النضال اذ آمن بقضية الجنوب وحمل على كاهله هم الوطن فتعرض للملاحقات والسجن عدد من المرات اذ كان اصغر جنوبي ينظم الى حركة حتم واصغر جنوبي يعتبر من مؤسسي الحراك السلمي الجنوبي ولم يتغيب عن اي فعالية من فعاليات الحراك، اذ تجده مشارك في كل فعالية بحضرموت وشبوة وعدن وابين وردفان ويافع، في كل مكان وزمان.. كان يرحمه الله من ابرز مؤسسي وداعمي الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب بالضالع، وحرص على مرافقة قيادة الحركة الشبابية بكل لقاءاتهم واجتماعاتهم وتنقلاتهم.. رحل ابو عبود وبرحيله اهتز الجنوب من اقصاه الى اقصاه، يظهر من الحشد الكبير اثناء تشييع جثمانه الى مثواه الأخير بمسقط رأسه بمنطقة القرضي جحاف.. كم هو مؤلم حين تأتي مثل هذه المناسبات التي تفرض علينا ان نتذكر هؤلاء الأبطال الذين تركونا رغم انها سنة الحياة لكن رحيلهم مؤلم، ولكي نتجاوز احزاننا ونشعر بالرضاء لابد ان نكن عند وعدنا لهؤلاء الرجال بأننا سنمضي على عهدهم لتحرير وطننا من الاحتلال وان نسمو بنضالنا وثورتنا لتمضي على نهجها الحقيقي وتحقيق اهداف ثورتنا.. يجب علينا ان نرد الجميل لهم بالاهتمام بأسرهم واولادهم.. وتشجيعهم وليس بنسيانهم والتخلي عنهم.. رحل البطل علي جرجور والى هذه اللحظة لم ينل اي ترقية من رتبة وغيرها رغم احقيته عندما كان على قيد الحياة ووجوب ترقيته بعد استشهاده.. رحم الله الشهيد علي جرجور، وجميع الشهداء..