أحد الاخوة العسكريين يقول لي تدينت كيس دقيق وانتهى ثم ألحقته بالآخر وانتهى، والراتب عاده ما وصل، وذهبت إلى صاحب البقالة أريد كيس ثالث، قال لي سدد قيمة الكيسين السابقيين، ثم تعاطف معي وأعطاني 2 كيلو مشوا معي يوم ونص. ونحن لا نزال منتظرين اولئك المغضوب عليهم أن ينظروا إلينا نظرة رحمة وشفقة ويطلقوا رواتبنا. ذل ومهانة يتعرض لها الضباط والأفراد من منتسبي القوات المسلحة والأمن، وكل ذلك بسبب سياسة ملعونة أبطالها ذوي الكروش السمينة الذين لا يردعهم إلا الموت. لك أن تتخيل كيف يكون حال الفرد عندما يدخل بيته ولا يجد قوت يومه، فيضطر ليعرض نفسه للمهانة من أناس دلته إليهم الحاجة. ما ذنب أم الشهيد، وزوجة العقيد، وأبنة النقيب أن ينتظروا جنابة الظالمون في ان يقوم بتشكيل الحكومة، حتى يطلق الراتب الذي ربما يكون راتب شهر واحد من إجمالي عدة شهور، ولن يكفي لسداد ديون تراكمت، وهموم ألمّت، وآهات يسمع بها كل ذي قلب سليم. نسلي أنفسنا دائماً بحسبنا الله ونعم الوكيل، فحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من ساهم في قطع الرواتب، حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تعمد في إجاعة هذا الشعب، حسبنا الله ونعم الوكيل في الظالمين.