يبحر بنا إيقاع الزمن في حياتنا خاطفا ،ولا نكاد نحس به إلا وقد حملنا لعالم أخر،واناسا غيرنا ، هكذا كنا بالأمس ،وكذلك نحن اليوم ، وإذ بنا قد تغيرت حياتنا بإسلوبا ونمطاوهموما وابداعا غير الأمس ... فالحديث عن ماضينا يعود بنا إلى (الزمان) نهاية القرن التاسع عشر،والمكان سيندرلا الجزيرة (عدن), والتي كانت منارة العلم والحضارة في شبه الجزيرة العربية والخليج، في شتى المجالات والسبل ، وحديثنا يتطرق لمسيرة الحركة الرياضية في عدن مهد الحضارات الحديثة،والتي بدأت منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر،أي بعد الإحكام والسيطرة من قبل الإنجليز على عدن وإستقرار عائلاتهم ونزول الجاليات التي استعمرتها من شرق الأرض لغربها ، بدأت ترسي قواعد وابجديات الرياضة في المنطقة مع التجاوب السريع من أبناء المنطقة، وكان لعدن السبق في مزاولة الرياضة مع التوسع التجاري والاقتصادي عن بقية عواصم الدول العربية، ونذكر على سبيل الحصر أول ناد لتنس الميدان تأسس عام 1902م، وناد اليخوت العدني عام 1928م والهوكي عام 1936م والرجبي ومضمار الخيول والطيران وأول حلية مصارعة الذي جرى نزاله بين بطل من تركيا ومواطن من أبناء عدن وكان نزالا ترفيهيا ،لعدم المتكافئ بين المتنازلين ، وبداية إنتشار لعبة كرة السلة بواسطة معلم سوداني في حضرموت وسريع ما انتشرت في عدن وبالذات بالمدارس الحكومية ،وهناك العاب اندثرت في عدن وضعفت وأشتهرت بعدها في دول الجوار والدول العربية. ولاننسي أيضا الجنس اللطيف والذي لم يلعبن بعض الالعاب الفردية والجماعية للتسلية ،إنما لعدن وغيرها من المحافظات كأبين مثلا خرجن من رحمها نجمات نافسن دول متقدمة في شرق آسيا والدول العربية كتنس الطاولة وألعاب القوى والسلة والطائرة والذي كان لأندية الميناء وشمسان والتلال والوحدة والشعلة دورا بارزا لبروز نجمات لامعات ، وللرياضة المدرسية أيضا دورا بارزا منذ ستينيات القرن العشرين.. ولو تطرقنا على بداية مزاولة اللعبة الاكثر رواجا وشعبية ، نذكر جيلنا الحالي بإن تم تأسيس الملعب البلدي (الحبيشي ) حاليا عام 1905،وهو العام الذي تأسس نادي الاتحاد المحمدي (التلال) حاليا ،والذي يصنف كأول ناد تأسس في الوطن العربي ويقال إنه الثالث ، وبعد سنتين سنحتفي بالذكرى المئوية لتأسيس نادي الميناء ويليهم الوحدة العدني والذي تأسس في عام 1927م . ومع مرور الوقت وإنشاء مناطق جديدة بأطراف عدن والإستقرار المعيشي والانتعاش الاقتصادي في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، انتشرت مزاولة اللعبة بل تعدت حدود عدن ففي عدن مثلا هناك فرق بكريتر والتواهي والشيخ عثمان والبريقة وتخطت لمحافظة لحج وأبين وحضرموت في نهاية اربعينيات القرن العشرين ، ومن خلال الإنتشار الواسع للعبة تم إنضمام عدن لإتحاد الفيفاء عام 1966م . العام الذي زار أحد نجوم المنتخب الإنجليزي الحامل للقب كأس العالم ،الى عدنوحضرموت ، وبالمقابل خرجت فرق عدنية ومن لحج إلى الشقيقة والعزيزة على قلوب كل عربي (مصر) ، وزار نجوم الفن إلى عدن كالفنان المصري محرم فؤاد واستمتع بإحدى المباريات المحلية في ملعب الحبيشي . ونذكر جيلنا بحضور المعلق الكبير ( نجيب مستكاوي )عام 1973م لمشاركته بتعليق نهائي أحد الدوريات الكروية بين العملاق آنذاك الهلال العدني (وحدة عدن) وشباب البريقة (الشعلة) والتي توج بالكاس الهلال اثر فوزه على الشباب . في العدد المقبل باذن الله نتطرق عن الرياضة مابين 75حتى 90م و عن الإعلام ودوره في مسيرة التنمية الرياضية في البلد .