لاينطبق الحنين إلى الزمن الجميل على أية مدينة في المنطقة كما ينطبق على عدن.. المدينة التي عرفت المدنية وجزءاً كبيراً من الحضارة في وقت مبكر قبل أية مدينة في الجزيرة العربية والخليج. الأمر يتعلق على الجوانب الثقافية والفكرية والاقتصادية، كما الرياضية.. والحق يقال إن الإحتلال البريطاني للمدينة الذي انتهى في مثل هذا اليوم قبل 46 عاماً كان السبب الأول في هذا التميز الذي عاشته عدن منذ النصف الأول من القرن الماضي. زمن الرياضة الجميل الذي عرفته عدن لم يقتصر على اللعبة الشعبية الأولى في العالم (كرة القدم)، حيث عرفت عدن تأسيس أول نادٍ رياضي في الجزيرة العربية والخليج (الاتحاد المحمدي) الذي تأسس عام 1905م المعروف فيما بعد بنادي التلال، بل إن الزمن الجميل تعدى كرة القدم ليطال ألعاباً لم تعرفها المنطقة العربية إلى اليوم. - فالهوكي والرجبي والبولو والتنس الأرضي وحتى سباق اليخوت، مازالت ملاعبها وميادينها مبعثرة في أحضان الإهمال في ضواحي كريتر والبريقة والشيخ عثمان دون أن يلتفت إليها أحد، حتى ولو لمجرد الذكرى. صحيح إن الجنود البريطانيين كانوا هم من يمارسون تلك الألعاب، إلا أن أبناء عدن مارسوا وكوّنوا فرقاً رياضية متخصصة خاضوا من خلالها غمار المسابقات المحلية والإقليمية مع الضباط الإنجليز والجاليات الزائرة للمدينة، وكانوا يحققون إنجازات وانتصارات عديدة. ذلك التاريخ الرياضي لعدن لم يلق حق العناية والرعاية منذ الخروج البريطاني ونيل الاستقلال الوطني، وامتد هذا الإهمال حتى يومنا هذا. قد يكون إهمال مثل تلك الألعاب غير مستغرباً، فالإهمال عندنا قد طال كرة القدم ذاتها، اللعبة الجماهيرية ذات الإنفاق الكبير، فلا غرابة في أن يكون الإهمال نصيب تلك الرياضات التي يبدو أنها لن تصحو من سباتها إلا بتكوين روابط أو كيانات محبة لتاريخ المدينة تأخذ على عاتقها إحياء الألعاب المختلفة التي عرفتها عدن قبل غيرها من مدن العالم. - وقد نخفض سقف طموحاتنا إذا اقترحنا فقط مجرد تجميع ذلك التاريخ الرياضي لعدن وتخصيص متحف رياضي للرياضات التي تجاوز عمرها القرن وهي تُمارس على الأراضي العدنية. [email protected]