ثلاثة أعوام مرت لم تشرب بها واحة الصحافة مطرك ياسيد 00 لكن اسمك مازال محفوظا ينبض بحفر قلمك الساخر الجميل في الأذهان والوجدان على حد سواء ، فتلك عبقرية نادرة رزقت بها وحياة ثرية مليئة بالعطاء حزت عليها ، وتمتع بها غيرك وحرص عليها لتكون له ولكل قارئ ومتابع شرعا ومنهاجا ونتيجة حتمية في الاستمرار ثقافيا في الحياة ، فهذا هو سر الخلود لك ايها النجم الذي أوقدت شعلة بعد رحيلك لن تنطفئ !! الشيخ والاستاذ عبدالله محمد عبدالله الجنيدي ابو (نجم) ، رحمة الله عليه واسكنه ربي في عليين ،، موسوعة عجيبة انسيابية نابضة كانت تمنح للكلمة مدلولات لأنهائية الأبعاد تفتح لنا بها أبواب المعاجم وبطون الكتب وبريق المعاني ، وسحر الصياغة ودمعة المفارقة ، بورتريهات النفس وبانورامات الحياة تثري مفرداتنا وتغني ثقافتنا بخفة ورشاقة ،تمنحنا كنزا ثقافيا ومنظورا فكريا جديدا لايشعر به إلا الراسخون في الثقافة وذوي الأقلام الهادفة الشريفة ، فهكذا نحن دائما عندما نقف ونستمتع في واحات كتاباتك ايها الفرقد الذي شاع ضوءه في السماء ، وحصلنا من سناء نوره على وجبات دسمة غنية بفيتامينات المعرفة غزيرة حقا بمصطلحات جمة لها مذاق عصي على النسيان !! رحلت عنا ... لكن غرابك مازال ينبش في ذاكرتنا هواك المتعطش وفضولك المتبختر واناقة قلمك السيال وفحولة معانيك التي لاتنضب ،فكلما قرانا لك وامعنا النظر في القراءة راح هذا النمط يشرح لنا مانحن فيه اليوم ومانعاني منه بفضل حلاوة معانيك التي فتحت لنا حفرا عميقة في وديان نفوسنا وخلجات مشاعرنا أكثر عمقا ، ليس ذلك فحسب بل فهمنا أنفسنا أكثر لنتوحد غصبا عنا مع سخرية الحياة ليمتزج ضحكنا مع البكاء وبكائنا مع الضحك ليذهلنا حضورك الذي لازال بيننا رغم غيابك البعيد وخلودك الأبدي كل هذا كان باستشعار معانيك وندرة الفاظك وصنيع لغة معانيك فالعباقرة شهب كتب عليها أن تحترق لإنارة عصورها كحال أبي نجم 00 الذي عجن بؤسنا صانعا منه رغيفا شهيا يساعدنا على الابتسام ، ويرسم في حساباتنا أضلاعا هندسية واحتمالات لمعاني كثيرة جعلتنا نرى أبعادا نتذوق من خلالها نكهات أصيلة لفرائد مثالية في الكتابة والتعبير ،، ولطلاسم أنت فتحت شفراتها عندما آخذنا مفاتيح البيان من حدائق وكنوز معارفك التي تحويها سراديب منزلك لرامتان في صومعتك العتيقة لذا نقول اليوم في ذكرى رحيلك الثالثة إننا حزينون لفراقك ،،، وماذا عسنا قدمنا لك بعد رحيلك ، إذا ما أخذنا في الحسبان نظرية البدائل الذي كان من الممكن للوزير والمحافظ والمدير أن ينجزوها بفضل مارزقوا من رياسة للدولة ويعيدوا حسباتهم في مثل أولئك الكوكبة التي أضاءت خلفياتها بعد رحيلها وأن يهتموا بذراربهم على أقل تقدير ،، ولايسعني هنا إلا ان اقول ما قالته الأوائل : اصنع المعجزات ولو أكلت الذراري التراب !!