جراء زمهرير البرد القارس بضواحي ريف أبين أرض البدو والرعيان ..وخوفا على صحة أمي المسنه والمصابه بمرض الربو وبعد جهد وتوسلات نقلت أمي إلى مدينة مودية لتمكث معي وتقاسمني في حجرتي. لكنها اصرت على ان تصطحب حاجياتها ماعدا كفنها ..فقد توسلت إليها وبكيت امامها على أن تتركه ..فأنا لايروق لي… هل قلت لايروق لي ! لا بل يزعجني ويحزنني أن احمل كفن أمي في حلها وترحالها ..وقبل أيام تأملت إلى وجهي أمي وجسمها المنهك ..إثر الشيخوخة والتي بلغت ارذل العمر وهي تقف على عتبة الثمانينات. فعادت بي الذكريات إلى السنين الخوالي وجاشت مدامعي لحالما رحل والدي وتركنا أيتام في عنق أمي ..فلازلت صورة أمي حاضرة أمامي ..قبل خمسين سنه من السنين العابرات. نضارت وجه أمي الجميل وجسمها المتناسق الانيق ..وشعرها المحاذي لاردافها ..فلعمري لم أرى اطول منه شعر ..وقد تسابق عليها العرسان بعد موت والدي. وكلما سمعت بعريس ..تقدم لأمي ذهبت خلف الجدار الآيل لسقوط ابكي وانتحب لحظي العاثر ..فيؤلمني وكيف لي أن اقتنع بمن يقاسمني في حضن أمي. فكانت أمي تذهب لتبحث عني وتضمني إلى صدرها وتمسح دموعي بمقنعها ..وهي تجهش بالبكاء وتمطرني بالقبل من اخمص قدمي حتى رأسي وتقسم لي باأغلظ الايمان أنها لن تتزوج وتتركنا. كانت أمي كأنها خيله تحملنا نحن الاربعه على ظهرها خوفا من الاشواك اثنين من اخواني على كتفيها وانا على ظهرها والصغير تحزفه على صدرها حينما نروح مع غروب الشمس من الطين. وياعم منصور يامروح البلد سلم على أهلي شيبتهم والولد كنا نعيش في القرية حياة نكده لكنها الذ واجمل من هذه الحياة لهذه الأيام. نجلس على صحفة واحده نأكل جميعا ونغني جميعا نحزن ونبكي جميعا ونفرح جميعا متجانسين نحس للحياة ذوق وطعم. ثم بجهد أمي زوجتني أبنة شقيقتها وتزوجت أم الحسين والتحقت عسكري وبعد احداث ينائر 1986 التحقت بسلك التدريس مدرسا بضواحي الريف مراتع ومدارج الاهل والخلان. عشنا في سكينه ووئام لاحروب ولاخصومات لاتليفونات ولاانترنات نتعشاء كلنا على صحفة واحدة من حبوب الذرة على لبن ماعز وزيت السمسم دهن سليط بلدي ..ثم بعد ذلك نستأذن من أمي ونمتطي بيتنا أنا وأم الحسين المبني من الاحجار ومسقوف من القش في نعمة الله. لنستمع من راديو جلد لصوت فيروز العصفوري ..والقمر يشدو موال وخاطر على البال على ضواحي قريتي وجنتي زاهر أنا عندي حنين مابعرف لمين وقل للزمان ارجع يازمان