الإساءة للناس تترك أثراً غير محمود وربما جارح أو محطم للعلاقة البينية، بالرغم من سمة وفضيلة التسامح الذي يمسح النقاط السوداء في حياة الناس، إلا أن الإساءة تكسر العلاقة لتصبح كلوح الزجاج المكسور يصعب إعادته لوضعه الأصلي. لغة التعدي والإساءة للآخر مرض ينتاب بعض الناس من منطلق حقد أو حسد أو قهر لمحاربة قصص النجاح والتميز. للأسف ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي كمنبر وبوتقة لمثل هؤلاء للإساءة للآخرين من خلال لغة الرمزية والهمز واللمز وأحياناً التصريح. التنافس الشريف يجب أن يكون ديدن الناس لتأطير علاقة بينية متوازنة ومحترمة دون كيد أو ضبابية أو سوداوية. علماء النفس والإجتماع يجمعون على نظرية الإسقاط من حيث أن المسيئين المرضى يسقطون ما بداخلهم على الآخرين، كنفث السموم تماما، مما يؤشر على أن الإساءة مرض بإمتياز. أصحاب البذرة الطيبة والتربية الحسنة لا يمكن ان يسيئوا للآخرين، لا بل تربطهم ببعض علاقات إيجابية لا سلبية. الخلق الحسن والتربية السليمة يقتضيان بأن لا نسيء للآخرين لا بل نحترمهم ونبني على علاقاتنا الطيبة. ناقلو الأحاديث بين الناس يسعون للفتنة دوما، فلا نعطيهم معسول الكلام. مطلوب نبذ المسيئين مجتمعياً وتجريمهم وعدم مجاملتهم على حساب علاقاتنا بالآخرين. عموماً الإساءة تسكن بالقلب، والجرح العميق لا يمكن نسيانه، ومطلوب تبديل السيئات بالحسنات بالتسامح بين الناس.