حينما يتجاوز بعض الكتاب حدود الكلمة المسؤولة بما يمارسوه من شطط وجرأة ونقد جارح ضد الاخرين يفتقر الى المصداقية والتسرع في اطلاق الإتهامات الملفقة والباطلة جزافاً بدون دليل.. فإن ذلك لا ينسجم اطلاقاً بأي حال من الأحوال مع اهمية الدور الذي يجب ان تقوم به الصحافة في بناء وتوعية المجتمع من خلال سلوكها الوطني المسؤول سواءً كانت رسمية أو حزبية أو أهلية وذلك لما للصحافة من دور هام وباعتبارها رسالة نبيلة لخدمة المجتمع يجب أن تسلك السلوك الحسن الذي يساعد على تصحيح كل الأخطاء وان تمارس النقد الذاتي البناء. لكن المتتبع لما ينشر هذه الايام في كثير من صحفنا بما فيها الصحف الرسمية سيجد انها قد اصبحت تشكل معولاً للهدم من خلال سماحها لكتاب هدفهم الاول والاخير اثارة الفتنة بين ابناء الشعب الواحد لأن هؤلاء لا يستطيعون ان يعيشوا الا في ظلها.. ويريدون أن يصنعوا لأنفسهم مواقف على حساب كرامة الاخرين من خلال كتاباتهم التي لا تعبر بالدرجة الاولى الا عن حقدهم الدفين ضد كل ما هو جميل ولا نريد ان نخوض بشكل مباشر فيما يقومون به ترفعا من ان ننزلق إلى مستواهم وان كان لدينا الكثير للرد عليهم وتفنيد مزاعمهم الباطلة.. فمثل هؤلاء لم يعد احد يسلم منهم بما في ذلك الوطن ومنجزاته المتحققه كونهم ينظرون لكل شيء بنظارة سوداء، وبعيداً عن الكلمات التي تعبر عن حقد كاتبيها وتعكس مدى شعورهم بالنقص في سلوكهم وعدم الثقة في انفسهم نقول لهم إن شعوركم بالإفلاس حيث لا يوجد لكم أي رصيد وطني قد جعلكم تلجأون إلى استغلال الاحداث لتنفثوا من خلال تناولكم لها سمومكم ضد الاخرين متجاهلين المعنى السامي والعظيم للآية الكريمة «ولا تزر وازرة وزر اخرى» وهو ما يعني ان كل فعل مهما كان نوعه متعلق بفاعله فقط ولا يتحمل وزره اي فرد آخر مهما كان مقربا من فاعله. لكن لان مثل هؤلاء البعض الذين وجدوها فرصة لاستغلال الاحداث وتحميل الاخرين وزرها بل والاساءة حتى إلى الدين منطلقين من شعورهم بالعجز الذي يلازمهم دائماً ويحول دون قدرتهم على تقديم أي شيء مفيد للشعب سوى ما يقومون به اليوم من اثارة للفتن عبر كتاباتهم التي تقطر سماً والتي قد تضرهم في النهاية قبل غيرهم لان هدفهم كما قلنا هو التفرقة بين ابناء الشعب الواحد. ولأنهم تعودوا على الاصطياد في الماء العكر كما هو ديدنهم دائماً - حيث لا يستطيعون العيش الا في ظل اثارة الفتن خدمة لاغراضهم ومصالحهم الخاصة فانهم ما يزالون يواصلون حملاتهم الشعواء بهدف الحاق الاذى بالاخرين وخلق الكراهية والبغضاء بين مختلف فئات الشعب.. معتقدين انهم بذلك يدافعون عن الدين والدين منهم براء.. متناسين في نفس الوقت انهم بتصرفاتهم الحمقاء قد شوهوا صورة الدين الاسلامي الحنيف في جميع انحاء العالم واصبح محارباً في كل مكان بسبب ما يقومون به من اعمال لا يقرها الشرع ولا العرف ولا الدين.. الامر الذي جعل الدول الكبرى تفرض على الدول الاسلامية حذف الأيات القرآنية واحاديث الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام من كتب المناهج المدرسية وسيترتب على ذلك أمور خطيرة. وهو ما يقودنا الى القول ان لغة التخاطب ولغة اليوم في الحوار لدى المتشددين دينيا واعلاميا لم تعد بالحكمة والموعظة الحسنة كما اراد الله لها أن تكون كذلك ومقارعة الحجة بالحجة بقدر ما اصبحت لغة ذات مفهوم فكري متطرف.. ولغة تكفير والخروج عن دائرة الاسلام.. وهذه الظاهرة اصبحت مشخصة في المجتمع اليمني سيما بعد ماحدث في عمران والذي جعله البعض شماعة يمارسون من خلاله سبهم ونعتهم لمن يخالفهم الرأي وتحميلهم وزر مايحدث دون ان يخوضوا في اسبابه ومعرفه حقائقه وانما يتعاملون مع نتائجه وعلى اساسها يصدرون احكامهم المسبقة. اننا لا نتحامل ضد هؤلاء كما يفعلون ولكننا نتساءل: إذا كانت هناك اعذار تلتمس ومبررات تفتعل للصراع والعداء بين ابناء اتباع الاديان المختلفة والمتناقضة؟.. فما هي مبررات الصراع بين ابناء الدين الواحد مع وجود القواسم المشتركة بينهم التي هي اوسع واكبر من مساحة الاختلاف بين مذاهبهم؟.. اذن فهو الحقد ولا شيء غير الحقد!! [email protected]