تشهد مدن وقرى يافع هذه الأيام تفاعلاً كبيراً وحملة مجتمعية منقطعة النظير من قبل أبنائها في الداخل وفي المهجر لدعم الطرقات ، وقد لاقت هذه الحملة استجابة كبيرة لم نشهدها من قبل وهذا عمل جبار يشكر عليه كل من ساهم وتفاعل مع الحدث . ولكن هناك أولويات ينبغي أن يفكر فيها الجميع في يافع ، ومن تلك الأولويات الاهتمام في دعم التعليم ، وهذه أولوية ينبغي أن تسبق الطرقات ، فبناء الأوطان يبدأ في بناء الانسان ، وبناء الانسان يتمثل في الاهتمام بالتعليم ، وبناء الانسان أهم بكثير من بناء الجدران كما يقول أحد الأخوة المهتمين . لو سألت أي شخص في يافع عن أهمية التعليم والطرقات ، يستطيع الإجابة بسهولة بأن التعليم أولى بكثير من الطريق ، فكل إنسان يستطيع أن يتحمل عناء السفر في الطريق المكسرة ولكنه لا يستطيع أن يتحمل مشاهدة الأبناء خارج المدرسة أو لا يتلقون تعليماً جيداً . وبما أن التعليم يشهد تدهوراً غير مسبوقاً نتيجة لأسباب كثيرة ناتجة عن الحرب فلابد للمجتمع أن يتدخل لانقاذه عبر حملة مجتمعية تشبه حملة دعم الطرقات قبل أن تحل الكارثة ، وتدخل المجتمع في دعم التعليم سيحل الكثير من المشاكل التعليمية وسيجبر القطاع التعليمي على العمل بجدية طالما وهناك دعم ومتابعة من قبل المجتمع ، فالشعوب ترتقي بالتعليم وتنهار في في هدمه . أنا لست ضد دعم الطرقات فهذا عمار جبار ، ولكن الأولوية كان ينبغي أن تكون للتعليم بسبب المشاكل التي يعانيها ، لأن التعليم يدرك قيمته من تعلم وكذلك من ترك المدرسة وذهب للعمل بالداخل أو المهجر ، واخوتنا المغتربين يعرفون ذلك جيداً . أتمنى أن تصل رسالتي لكل من يهمه الأمر والله من وراء القصد عبدالمنعم الرشيدي