باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عقيد في الجيش الوطني يتحدث عن اول لقاء له مع الشهيد عدنان الحمادي.. وماذا حدث بينهما
نشر في عدن الغد يوم 02 - 12 - 2020

كتب العقيد/ فؤاد الشدادي قائد مقاومة الحجرية تفاصيل اللقاء الأول بالشهيد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع بتعز و الذي أستشهد في مثل تاريخ هذا اليوم الموافق 2ديسمبر من العام الماضي والا علان عن اول ظهورله وخروجه من تعز.
لم اكن اعرفه قبلاً ، وبدأت معرفتي به بعد حصار اللواء 35 مدرع.
واثناء حصار اللواء كنت والإخوة المهندس /رشاد الاكحلي وكيل محافظة تعز، والأستاذ /أمين شرف ، والأستاذ /عادل العقيبي ، والأستاذ /محمد الضبيع ، والأستاذ / أحمد الوافي وكنا جميعاً في حيرةٍ من أمرنا إذ نبحث عن طريقة لفك الحصار أو تخفيفه عنه.
خاطر الأستاذ / أحمد الوافي مع مجموعة من الإخوة الناشطين والأطباء لإدخال الدواء والغذاء الى اللواء .
وتمكن فعلاً أخينا أحمد من الوصول إلى اللواء ، واتصل بنا وأبلغنا بوجود جرحى و شهداء بينهم ضابط برتبة عفيد
و اسمه / محمد الحجراني .
صعقت من الخبر وطلبت منه التأكد من اسم الضابط الشهيد وهل اسمه
( محمدعبدالله الحجراني ) وأكد لنا ذلك ،
وبادرني الإخوة ، وقد رأوا صدمتي بالخبر ماذا حدث ؟ وهل الضابط الشهيد / الحجراني معروف لديك ؟
اجبتُ : بنعم.
وأردفت كنت على تواصلٍ معه منذ كان في( جزيرة كمران) ، وكان متحمساً ويريد الإنضمام والمشاركة والدفاع عن تعز والوطن اليمني الكبير ، وكنت قد طلبت منه التريث حتى نرتب الصفوف ونجهز الاحتياجات المطلوبة وسوف نتواصل معه ، لكنه يبدو لم يستطع صبراً، والتحق باللواء.
كان الشهيد /محمد عبدالله الحجراني قد دخل مباشرةً الى اللواء والتقى بالقائد الشهيد / عدنان الحمادي رحمة الله عليهما ، وقال له انا ضابط وتخصصي مدفعية ، وأريد المشاركة والقتال، والتحق بقطاع المدفعية مباشرة واصيب بقذيفة واستشهد.
كنا يومها والإخوة نريد التواصل مع القائد /عدنان الحمادي ولم يكن منا في الحاضرين احد يعرفه يومها .
اقترحت لهم تجهيز خطة لفك الحصار وتتواصل بعدها مع الاستاذ / عبدالله نعمان لتدبير الاحتياجات اللازمة .
و تواصلت بعدها بالاخوة العقيد / الجبزي ، العقيد /عبدالخالق البدوي، والعقيد / عبدالغفار السوائي ، وطلبت منهم الدخول الى تعز ، وحددنا مكان اللقاء و ألتقينا في غرفة صغيرة في حبيل سلمان جوار جامعة تعز ، و وضعنا خطة لتجهيز أفراد وفك الحصار عن اللواء، وعن الامكانيات اللازمة لتجهيز ذلك !؟ قلت سنتدبر ذلك ، والمهم الأن أن نضع الخطة، ووضعت .
العقيد / الجبزي كان على معرفة بالقائد الشهيد /عدنان الحمادي ، فاتصل به ونحن الثلاثة لم نزل في الاجتماع بعد وضع الخطة ، وقد تغيب العقيد / السوائي .
رد عليه العميد / عدنان ، وعرف العقيد / الجبزي بنفسه و أخبر القائد بجاهزيتنا وبوضعنا خطة لفك الحصار عن اللواء ، رد القائد بصعوبة ذلك ، فاللواء مطوق ولن تتمكنوا من الدخول لشدة المعركة والحصار المفروض .
رفعنا بالخطة للاستاذ / عبدالله نعمان وتكفل هو بتجهيز جميع الاحتياجات اللازمة ،واثناء تجهيز ذلك سقط اللواء اسفاً .
واتفقنا ثلاثتنا بالتواصل لاحقا ً( الجبزي والبدوي وانا ) ، وبعد سقوط اللواء عدلنا الخطة ليكون هدفها فك الحصار عن تعز كلها.
بعد فترة علاج القائد/ عدنان كنا نلتقي في مكان ما بشارع التحرير، وحددناه مقراً للقيادة وغرفة عمليات مشتركة ، كان ذلك بعد أن أبلغنا الأستاذ / أحمد الوافي أننا سوف نلتقي بأحد القيادات من الضباط وذهبنا سوياً إلى مقر إقامته، والتقينا به، وكان ذاك القائد هو العميد الركن /عدنان الحمادي وكان ذاك أول لقائي به ، وكان يومها يتوكأ عكازاً وفي إحدى ساقيه كسراً .
تكررت بعدها اللقاءات مع القائد ، وفي أكثر من مكانٍ وكان معي وجدان ابني مراسل واستطلاع كان يغامر ويذهب الى مواقع العدو حتى اعجب به القائد فاتخذه صديقا له.
وبعد تحديد مقر للقيادة وغرفة للعمليات المشتركة ، أعددنا معه الخطة والتي شاركنا فيها الاستاذ/ محمدعبدالعزيز وكيل المحافظة ، والتزمت والاخ الوكيل بتجهيز 400 فرد مسلح الى جبهة الضباب كمرحلة أولى ، وكان معنا من الضباط الاخوة العقيد/ أحمد الأموي، والعقيد / عبده الكوري ، والعقيد / دماج نصر بالإضافة إلى العقيد / الجبزي والعقيد / البدوي .
وفي الجانب الأخر كانت تعقد لقاءات عند الشيخ / حمود سعيد ، وكان كل قطاع معه لديه خطة ، و فكرنا بإنشاء غرفة عمليات مشتركة ، وتقسيم المحافظة الى ثلاثة قطاعات ، و لم يتم الاتفاق على الخطة المطروحة ، وقامو بتشكيل مجلس عسكري ولكن قمنا بتنفيذها في قطاع الضباب الذي حددناه في الخطة.
وفي الوقت الذي كنا نجهز الإمكانات لجبهة الضباب عقدنا لقاء في مقر القيادة بشارع التحرير ، وبحضور الأخوين العقيد/ الجبزي ، والعقيد عبدالخالق البدوي اللذين تم استدعاءهما ، والتقينا مع القائد الشهيد/ عدنان الحمادي ، واغلب القيادات وبعدها تبادلنا الحديث حول الخطة وتجهيز جبهة الضباب ، وكنا فعلاً على الأرض نجهز لكتيبة ، وقد اقترح يومها القائد الشهيد / عدنان الحمادي _رحمة الله عليه _ تسميتها ب( كتيبة المعافر) ، واقترحت عليه تسميتها بكتائب الشهيد / عبدالرقيب عبدالوهاب تجسيداً لدوره البطولي ورمزيته التاريخية واستدعاء دوره بفك الحصار عن تعز، فاستحسن الفكرة، وباركها الحضور جميعاً وبحماس ، و نقلت الفكرة بعدها للأخ اللواء الركن / يوسف الشراجي قائد جبهة الضباب بأن الكتيبة التي سيتم تجهيزها ستحمل اسم ( كتيبة الشهيد / عبدالرقيب عبد الوهاب ) فاستحسن ذلك ورد عليا ممازحا هل كان ناصريا.
وكما كنا نحرص على تغيير أماكن تواجد القائد العميد/عدنان الحمادي لدواعي واحترازاتٍ أمنيةٍ ، فإننا كنا نقوم بتغيير شرائح تواصلاته التليفونية بين الحين والأخر لذات السبب الآنف الذكر واستمرينا على ذلك الحال طيلة شهر رمضان ، والذي في نهايته فكرنا أن نخرجه من مدينة تعز خوفاً من أي طارئ ، وزيادةً في التأمين والحرص ، لكن كيف وقد سدت كل المنافذ و طوق الانقلابيون كل الطرق ، وليس ذلك وحسب بل قد جعلوا في كل نقطة ومفرق أو تقاطع أفراداً من اللواء 35 مدرع الموالين لقوى الانقلاب الحوثي ، بل وعلقوا صورة له وصورة لي عندما وصلتهم معلومات اننا امد الجبهة بالمال والسلاح و لأنه لم يكن معروفاً لدى النقاط ، كان الحوثيون يدركون أن العميد مازال حيَّاً وأنه داخل المدينة وسيعود إلى مغادرتها باتجاه الريف التعزي ( الحجرية ) المكان الأكثر أمناً ولم تستطع ألة الحوثي الانقلابية الوصول إليه ؛ فكان كل ذلك التضييق والتفتيش على مدار الساعة .
في ليلة عيد الفطر كان المتفق عليه أن تقوم الأختين المناضلتين والشهيدتين فيما بعد ( عائدة العبسي / ريهام البدر ) رحمة الله عليها بإخراج القائد الشهيد /عدنان الحمادي من المدينة باتجاه الحجرية ، وكنت قد طرحت للأخ/ أحمد الوافي بألآ يقلقوا أو يحملوا هم إخراج أو تهريب القائد / عدنان الحمادي من مدينة تعز ، وأننا سوف نتدبر الأمر ، وأنا على ثقةٍ تامةٍ حد اليقين بالأخت المناضلة الجسورة / انتصار البريهي التي كنا قد اكتسبنا الخبرة معاً في عملياتٍ مماثلةٍ ولكن بإخراج السلاح من المدينة إلى جبهة الضباب ، وكنا نرافق بعضاً عند مرورنا بالنقاط الحوثية .
في تلك الليلة ( ليلة العيد ) كنا في مقر القيادة بشارع التحرير ، وكان القلق والخوف والوجوم وحالات الارباك واضحةً وباديةً على وجوه الأخوين ( أمين شرف / محمد الضبيع ) من شدة .خشيتهما على القائد الشهيد / عدنان الحمادي ( رحمة الله عليه ) ، وكنت على ثقةٍ واطمئنانٍ بما رتبناه ، وطلبت منهما الثقة والاطمئنان أيضاً ، فمعنا الاخت / انتصار وهي بألفِ رجلٍ ، ولها من اسمها نصيبٌ وافرٌ ، وشجاعةٌ تفوقُ الكثير من الرجال ، ولا تقوم بمهمةٍ إلآ وتنجح فيها بامتيازٍ .
تم التواصل مع الأخ / محمد الحريبي صاحب المواقف ورجل المهمات الصعبة ، والذي لايتأخر عن خدمة نطلبها منه أو مهمة يُكلفُ بها .
اتصلت به وطلبت منه أصطحاب زوجته أم عبدالناصر معه للأهمية القصوى ، حضرا معاً وبدون تأخيرٍ ، وهما يظنان ان هناك مهمة لتهريب سلاح لجبهة الضباب كالعادة ، وحجزنا لهما غرفةً في إحدى فنادق التحرير .
اتصل بهما الأستاذ / أمين شرف ليتأكد من وجودهما .
وكنت حينها ابحث عن دبَّاب (باص) يكون صاحبه معروفاً لدينا ، فسأل أحدهما لماذا؟
فقلت لهما أن النقاط لن تركز على أي باص أو دبَّاب لأنه في خط سيرٍ اعتيادي يومي ، ويكتض بالركاب وستتجه انظارُ الحوثيين لغير ذلك من المركبات .
فاتصل الأخ / محمد الضبيع بأخيه / آمين الضبيع ( شفاه الله ) يدخل الدباب الخاص بنسيبه المحنك ( محمد فريد ) ، وفعلاً وصل الباص في تمام الساعة الثالثة صباحاً ، وبعدها كنت عند القائد ، وبادرته ممازحاً _ رحمة الله عليه _ اليوم انا قائد المهمة الصعبة ولا فخر ، وسأستغلها فرصة ايه القائد فأنا الليلة قائدك ، وعليك أن تمشي وفق اوامري وتوجيهاتي .
ضحك القائد / عدنان رحمة الله عليه وأردف بعدها : ماشي نتحملك ساعتين وأمرنا لله .
وطلبت من الاخ / أمين الضبيع أن ينتظر في جولة المسبح تحت مصرف الكريمي ، بينما يأتي الأخ / أمين شرف بسيارته وبرفقته القائد / عدنان وابنه ابراهيم امين والاخ محمدالضبيع إلى هناك ، وأنا والأخوين محمد الحريبي وانتصار البريهي سنلحقُ بهم ، والتقينا هناك جميعنا وصعد اربعتنا الباص ، الحريبي وزوجته في الكرسي الأمامي ، وانا والقائد في الكرسي الوسط على أساس أن معنا عائلة ولن يفتشها الحوثيون وكان الاخ محمد الضبيع راكب قدام في الكرسي الامامي.
واخترنا وقتا للعبور يكون فيه أفراد النقاط مشغولين بأمر العيد ، وبعضهم مرهق جراء السهر ، وانطلقنا في حدود الساعة الرابعة والنصف تقريباً ، و مررنا بالنقاط جميعها ، ولم يفتشنا أحد إلآ نقطة ال 30 ، وهي نقطة مشددة ، وكنت قد ضربت حساب ذلك وحتى نستطيع المرور وبدون تفتيشٍ ؛ كنتُ قد نسقتُ مع بعض أفرادنا المقاومين من كتائب القائد الشهيد / عبدالرقيب عبدالوهاب في الجبل الأسود ، واعطيتهم توجيهاً بأن يبقوا في حالة ِ تأهبٍ واستعداد وفي جاهزيةٍ كاملةٍ وتحديداً مابين الساعة الرابعة والخامسة صباحاً ، وأن ينتظروا مني دقة ( جرس او رنة ) واحدة فقط من هاتفي .
ليقوموا بمجرد سماعهم لتلك التجريسة أو الرنة بالضرب بمعدل 12,7 على النقطة التي نحاول ُ أن نمر فيها حتى يتفرق أفراد النقطة 3×3 فقط ، من أجل أن يفر أفراد النقطة ، وأن يتوقف الضرب بمجرد أن يروا كشافات الباص ( الدبَّاب ) مضيئة ، وحدث كل ذلك وفق الخطة المرسومة .
وقبل وصولنا نقطة التفتيش الأخيرة ابلغت القائد / عدنان أنه سوف يحدثُ ضرب نار من الجبل الأسود ، وعليه الأ يقلق .
رد رحمة الله عليه لماذا ، وايش في ؟؟
قلت له : سأخبرك لاحقاً عند تجاوزنا النقطة فلا تقلق .
جرست ( رنيت ) مرة واحدة فقط لأبطالنا المرابطين في الجبل الأسود ( العيار ) المعدل ضرب على النقطة فتفرق أفرادها منها محذرين السائق ( الدواعش )يضربوا ، وبمجرد مرورنا توقف الضرب .
أدرك القائد مباشرةً أن هناك ثمة تنسيق لارباك النقطة ، وتأمين خروجنا منها بأمانٍ وسلامٍ .
ووضعته بعد تجاوزنا النقطة بسلام في صورة الترتيب الذي كان .
مررنا من النقطة وخلفنا أمين شرف يقود تاكسياً ، ووصلنا الكسارة في الصباح وقبل صلاة العيد ، وصافح القائدُ أفرادَ الكتيبة ِ وضباطَهَا المرابطين هناك ،والتقط لنا صورة تذكارية الأخ المقاوم الشجاع عبدالقوي امين شرف لتكون بمثابة اعلان خروج عدنان الحمادي من تعز وغادرهم بعدها إلى قريته في زيارةٍ عيديةٍ ولتطمينِ أهلِهِ عن قربٍ وبسيارة الأخ المقاوم والمناظل والذي بدون رقم عسكري حتى الان عبدالعزيز القاضي هيلوكس وبرفقة الشيخ عبدالجليل الحداد رحمة الله تغشاه والاخ يوسف الشدادي.
واتفقنا على ألآ تزيد اجازته عن عشرةِ أيامٍ .
وبعد انتهاء الإجازة العيدية جاء بطقمه المموَّه الذي خرج به من لواء لبوزة إلى بني حماد ، وقد منحه إياه طيب الذكر اللواء الركن / محمود الصبيحي _ فك الله أسره _ مع معدل شيكي .
كنت قد ابلغت اللواء / يوسف الشراجي بأن العميد / عدنان الحمادي سوف يصلُ اليوم إلى الجبهة ، وكان الأستاذ / أحمد الوافي ، والأستاذ / عبدالله نعمان قد رتبوا لهذا اللقاء .
وحدث أن تعرَّضَ القائد ُ / عدنان الحمادي وهو يقودُ طقمَهُ المموَّه قادماً من بني حماد ، وكان قد اتصل بي ، و كنتُ مشغولاً حينها بتعزيزاتِ الأفرادِ للمواقعِ في الجبهة حتَّى وصلَ نقطةَ الكسارةِ التي تقعُ أعلى ( نجد قسيم ) ، ولم يكن لدى الأفراد معلوماتٍ أو تعليماتٍ أو بلاغٍ عن وصولِ القائد / عدنان بطقمِهِ المموَّه ، فاشتبه الأفراد بالطقم المموَّه ، وباشرُوهُ بالضربِ حتَّى أن الرصاصات اخترقت سقفَ الطقمِ فوقَ رأسِهِ ، على الرغم من وقوفِهِ بالنقطة وتعريفِهِ باسمِهِ وصفتِهِ للأفرادِ .
وبعد سماعِ الرصاص توجهنا إلى النقطة ، وافادوا أنَّهم لم يتلقوا أي بلاغٍ أو اتصالٍ أو إشارهٍ بوصولِ القائد وتم اللقاء بين القادة في مقر العميد الركن انذاك يوسف الشراجي قائد الجبهة.
أخيراً وليس أخراً :
إذا كان لنا أن نفخرَ بشيء ٍ فلكوننا رافقناه طيلةَ خمسِ سنواتٍ وعملنا معه وتحت قيادتِهِ ، وشاركناهُ الأفراحَ والأنراحَ ، و الأمال والآلام .
ورأينا الموت معاً وصنعنا النصرَ في كثيرٍ من المواقع والجبهات وبصمات اللواء 35 وافراده ومنتسبيه محفورة في كل المناطق المحررة وسيذكرها التاريخ في انصع صفحاته .
ولعلي واحداً من قلائلٍ الذي مات بموته ثلاثاً ، الأولى يوم استشهد رحمة الله عليه بتلك الطريقة ، والثانية بهذا التسويف والمماطلة في قضيته تحقيقاً ومحاكماتٍ وتعقب جنا ة و المحاولة على توصيفها بالجنائية ، وهي سياسية بإمتياز والثالثة لِمَ آلَّ إليه اللواء 35 مدرع وضباطه وعلى وجه الخصوص ماتعرض له العقيد الجبزي رئيس عمليات اللواء من قتل وتمثيل بنجله اصيل و اقتحام وانتهاك حرمة بيوتنا ونهبها وتعقبٍ وتخوينٍ وملاحقاتٍ ، وتشتيت لقواته ونهب ممتلكاته وهو اللواء صاحب الشرارة الأولى ، ونواة الجيش الاحترافية الذي شكلناه معه رحمة الله عليه. وإذكان هناك شيء نتفخر به اننا من القلائل الذي كانوا أوفياء له حيَّاً وميِّتَاً ، وسنظلُ أوفياءَ لَهُ ولكُلِّ الأهدافِ والمبادئِ التي تشربناها معاً ورضعناها تاريخاً وكفاحاً وملاحمَ بطوليةٍ ومكارمَ أخلاقٍ وفروسيةٍ .
ويكفيني شرفاً وفخراً أنني كنتُ وفياً لَهُ وللأهدافِ الوطنيةِ الكبري ، في حياته حين رفضت كُلَّ المغرياتِ ، وافشلت كُلَّ المؤامراتِ التي احِيْكَتْ عليه وعلى اللواء 35 مدرع ، وليس أدلُّ على ذلك من تلك اللجنة التي كنتُ عضواً فيها ، والتي حاولَتْ تمرير أكثر من 18نقطة اوقرار من خلالي فرفضْتُ خيانَتَهُ أو بيعَهُ ، وقد استطاعوا تمريرَ كُلَّ تلكَ النقاطِ بعد استشهادِهِ واغتيالِهِ الآثِمِ والجبانِ. وعن طريق أقرب المقربين له ومن حوله وممن منحهم ثقته فأمنهم على كل شيء وترك لهم كل شيء حتى الأسلحة والذخيرة للدفاع عن الحجرية والحفاظ عليها وعلى اللواء 35لكنهم خانوه حيا وميتا وباعو رفاقه بثمن بخس.
ومازلناندفع ثمنَ رفضِنَا الانصياع أو الانقياد لأجندة العبث الممنهج ضد القائد الشهيد / عدنان الحمادي ولوائه ِ وضدَّ الحجرية ِ وتعز والوطن ِالكبيرِ .
لستُ نادماً على شيءٍ ، وكُلَّ ماتعرضْنَا لَهُ نتيجةً طبيعيةً لخياراتِنَا وقناعاتِنَا مبادئً ومواقفاً شكلت وعينا ، ولن نتخلى عنها أبداً .
رحم الله القائد الشهيد اللواء الركن / عدنان محمد الحمادي ، وخسارتنا كبيرة باغتياله الآثم والجبان ، وعهداً سنكمل مشوار الحرية والوطنية واليمن الكبير .
وسلام عليك عدنان في كل وقتٍ وآنٍ وحينٍ ولانامت أعين القتلةِ الجبناءِ المجرمين .
ملحوظة :
لست هنا بصدد سرد تاريخي ، وقد حاولت الايحاز ما استطعت وتجاوزت معذوراً عن كثير من التفاصيل والأسماء فحجم المساحة المتاحة لهذه الشهادة لايسعف ومقام التوثيق سيحتويها كتاب بإذن الله تعالى .
تطرقنا بإيجازٍ لشراكتنا مع القائد الشهيد اللواء الركن /عدنان الحمادي رحمة الله عليه في الاعداد والتجهيز لجبهة الضباب وتفاصيل اللقاء الأول معه رحمة الله عليه .
عدنان الحمادي لروحك السلام .
_______________
فؤاد الشدادي.
_رفيق القائد الشهيد في إعادة بناء وتأسيس اللواء 35مدرع شرعية في المعافر والمواسط ______________


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.