بعد الاستقلال الوطني في ال30من نوفمبر 1967م أصدر اول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية آنذاك المناضل الراحل قحطان محمد الشعبي قرار بتعيين الفقيد جعبل الشعوي محافظأ للمحافظة الثالثة أبين ، وتعاقب بعد أحمد بن عرب وصالح باقيس والمفلحي ومحمد علي أحمد والجنيدي. نقل محمد علي أحمد محافظأ للمحافظة السادسة المهرة ليعود ثانية محافظأ لمحافظة أبين. أدار المحافظة بدهاء وكفاءة واقتدار وقوة القرار إلى العام 86م وفي عهده ازدهرت أبين وشهدت طفره غير مسبوقة ونهضة تنموية خدمية وسياحية شاملة ، وتحولت إلى قبلة للزائرين بعد تشييد الصرح العملاق ساحة شهداء الثورة بعاصمتها زنجبار والملعب الدولي المحيط بها. في عهد محمد علي أحمد كان الناس في الجنوب على موعد في كل خميس لزيارة زنجبار للاستمتاع في منتجعات الساحة . نقلت المباريات الدولية ومع المنتخبات والفرق الخارجية من الحبيشي إلى ملعب الشهداء المعشب كأول ميدان رياضي يتم تعشيبة في دولة الجنوب. حسنأ كنت وانت متجه من عدن إلى زنجبار بالباص المجري أو البيكاب أو على متن أي سيارة من موديل ذلك الوقت في كل نصف كيلومتر تشاهد وتقرأ لوحة مكتوب عليها مرفق حكومي أو مؤسسة اوتعاونية اومزرعة أو منتجع سياحي ، كل شي في أبين تقرأه في تلك اللوحات التي نصبت على جانبي الطريق دون الحاجة إلى دليل سياحي. تقرأ السدود القنوات الرئيسية في الدلتا وأحور ومحطات التأجير ومصنع أسماك شقرة كانت أبين ورشة عمل. تذهب إلى جبل خنفر الذي يوجد في الإستراحة والمسابح والشاليهات وإذاعة أبين المحلية ومكتب الإعلام وإلى باتيس وتشاهد المزارع والاودية ومكائن الفراكسن والتركترات بالمئات. اليوم لم يعد لتلك المشاهد أثر نهائيأ. جلس على كرسي محافظ أبين بعد محمد علي أحمد قرابة 13محافظأ من الفقيد محمد علي القيرحي إلى محمد علي باشماخ ويحيى الراعي وعلي شيخ عمر وأحمد علي محسن وحسين السعدي وفريد مجور ومحمد صالح شملان وأحمد الميسري وصالح حسين الزوعري وجمال العاقل والخضر السعيدي واخرهم المحافظ الحالي أبوبكر حسين الذي كان ابتهج به المواطنين قبل أربع سنوات عند مجيئه وتسرع بعض النشطاء المراهقين المزايدين وأطلقوا علية سالمين الصغير ، لكن سرعان ما صدموا بسوء ادارتة للمحافظة التي أدخلها في أتون العنصرية والمناطقية والجهوية والفساد الذي عشعش ولم يلمسون شي يذكر من الخدمات بل انهارت إلى الحضيض في زمن هذا المحافظ. صارت المحافظة الوحيدة في الجمهورية بدون كهرباء حتى في فصل الشتاء وصارت أكبر محافظة في الإيرادات والموارد المالية التي تجبئ يوميأ دون ان تجد حتى ربع كيلو اسفلت دون حفريات ، القمامة والمخلفات تملأ الشوارع والأحياء والطرقات والمجاري وسط العاصمة تجري كالبحر ومجمعها الحكومي الحديث والضخم الذي بني بارفع المواصفات تحول إلى إدارة لصندوق النظافة لم يسخر له مبلغ زهيد لإعادة ترميمة. عاد المحافظ الراهن إلى المبنى القديم العتيق وإلى مكتب عطر الذكر المحافظ السابق محمد علي أحمد قبل 37عامأ. وصل سكان محافظة أبين إلى قناعة انهم بلا محافظ على الأرض ويتفاجئون بمشاهدتة في التلفزيون والشريط الاخباري والمواقع انه نزل هنا وحضر تكريم أو ورشة ووجه كذا ومن تلك الأكاذيب وبيع الوهم التي يغالط فيها الرئيس والحكومة. نعود إلى محمد علي الذي صنع المعجزات وترك بصمات لم تمحو رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود ونيف مازالت محط فخر واعتزاز في وجدان وذاكرة كل أبناء أبين. التاريخ والأجيال تتحدث عن عظمة العهد المشرق والزمن الجميل في حقبة بن علي وهناك محافظين حققوا إنجازات لمحافظة أبين لاينكرها إلا جاحد اومتطفل أمثال أحمد الميسري وفريد مجور وأحمد علي محسن وعلي شيخ عمر ومحمد علي القيرحي وجمال العاقل ، أربعة منهم لهم الفضل في تطبيع الحياة بعد حروب منهم القيرحي وعلي شيخ عمر وجمال العاقل. بقي القول أنني اكتب هذه السطور من أبين ولست عن بعد ومن باتيس بوابة الدلتا اكتب والمدينة تغرق بالظلام دون كهرباء والاتصالات مقطوعة منذ أشهر والنت لاياتي إلا في ساعات الفجر بشكل رديء وضعيف للغاية. اكتب وامامي الصرح الاقتصادي "مصنع اسمنت الوحدة باتيس" الكهرباء فيه شغالة على مدار الساعة ويقدم هذا المصنع مئات الملايين تذهب إلى جيوب عصابات مارقة تدير محافظة جروحها تنزف ، ولكن عمل العصابات لايدوم ولايصمد أمام القيم والأخلاق وأمام إرادة الناس في أبين. اكتب وانا اسمع أصوات المدافع من الطرية ووادي سلا والشيخ سالم ، كل ذلك يحدث والمحافظ راقد في سابع نومة في إحدى عماراته في عدن ، وقيادة الانتقالي اسمع جعجعة ولا أرى طحينأ. سلام عليك يابن علي أحمد تذكرت زمن قيادتك لمحافظة أبين مع ساعات الفجر لهذا اليوم الجمعة ، وفي الظلام الدامس اكتب انصافأ لرجال الدولة امثالك وهذا ليس بمقامك بل لنا عوده لأن كل كلمة اكتبها وأشعر بمرارة الحياة القاسية التي وصل إليها أهل هذه المحافظة الذي جار عليهم الزمن وتجاهلتهم السلطة التي عاقبتهم بمسؤول فقد حواس السمع والبصيرة. ولله في خلقه شؤون . (رئيس تحرير صحيفة الجيش )