جدد مئات الآلاف من الجنوبيين اليوم 21/5/2013م في ساحة الحرية بخورمكسر بمدينة عدنجنوب اليمن، مطالبتهم بالانفصال عن الشمال، كما يصفه الجنوبيين إحياءً لذكرى إعلان الجنوب "فك الارتباط" في 21 مايو 1994م حين أعلن آنذاك نائب الرئيس اليمني "علي سالم البيض" دعوته لإعلان قيام دولة الجنوب "جمهورية اليمن الديمقراطية" ردا على الحرب التي شنها الشمال على الجنوب بعد أزمات وخلافات شهدته اليمن أثناء الفترة الانتقالية على مدى أربع سنوات من قيام الوحدة بين البلدين. وحمل الجنوبيين في مسيراتهم أعلام دولة الجنوب السابقة وصور شهدائهم الذين سقطوا في الاحتجاجات برصاص الجيش والأمن اليمني. كانت السنوات الماضية منذ 2007م حافلة بمؤشرات التصعيد الجنوبي من حراك نضالي سلمي في الاعتصامات والاحتجاجات والعصيان المدني لمضاعفة الضغط على الشمال الذي لا يستطيع أبقاء الوحدة دون مراضاة الجنوب، بعد تراجع الوحدة في نفوس الغالبية من الجنوبيين بعد حرب صيف 1994م والذي ولد شعورا قويا لديهم بأنهم تعرضوا لما يشبه السطو المسلح، كانت نتيجته أن أصبحوا مجرد ملحقين وليسوا شركاء حقيقيين في وحدة 22 مايو 1990م. ليس بسيطا أن يواصل الجنوبيين في المطالبة باستعادة دولتهم ما قبل 1990م، وليس بسيطاً إيضا إقناع القوى التقليدية في الشمال على فكرة انتهاء عقد الوحدة، فالجنوبيين فقدوا الشعور في استمرارها ولا يحتاجوا إلى دليل ليشعروا بأن الوحدة زالت، ويدرك الشمال بأن هناك ظروفا قد تهيأت لمثل هذا نتيجة استيلائهم على الجنوب منذ 1994م. وتشهد اليمن أحداث وظروف مغايرة وشديدة التوتر بعد أحداث التغيير في صنعاء وإبرام اتفاق المبادرة الخليجية في نوفمبر 2011م التي أخرجت الرئيس صالح من المشهد السياسي وآثار المعوقات التي ما زالت تهدد هذا الاتفاق وفي ظل امتناع ثقل الشارع الجنوبي من المشاركة في الحوار الوطني الجاري ما لم يكن نديا بين الجنوب والشمال وبإشراف الأممالمتحدة.