متعبٌ حد الثمالة" وقلبي عاجزٌ عن النبض وعيناي لم تعد ترى شيء سوى كسرة الخبز وسمعي متأثراً بضوضا اصوات الناس وهم يتحدثون عن انعدام اقراص الروتي … حقاً لقد تعبتُ كثيراً وبتُ ارغب في الرحيل … إليك يا أبي… أتصدق أن هذه الصورة كانت وجبة لفلذة كبدك يوم امس . ألا ترق لحالي يا أبي … ارجوك لا تُخبر امي بالأمر كي لاتمطر عينيها حزناً من أجلي فأنا والمدينة لانساوي دمعة من عينيها . ارجوك طمئنها … وقل لها كالعادة إنني بخير وانتي منشغلاً بدراستي . والدي العزيز … ارجوك لاتكترث للإمر إن كنت عاجزاً عن فعل اللازم … سأربط على بطني بتلك (الغتره) الذي اهديتني إياه حين عودتك من ارض المهجر . لاتقلق ابي… لستُ وحيداً هنا في هذه المدينة بل هناك العديد من الطلبة يشكون الماء والمأوى وبرد الشتاء ناهيك عن امهات يقفن على أرصفة الشوارع ومداخل المطاعم يبحثن عن كسرة خبز تسد جوع أطفالهن والدي … اصبح زماننا مختلف جداً عن ماضيكم الجميل، أبي… مازلتُ اتذكر تلك القصص الجميلة التي كانت تحدثني بها جدتي عن الأمن والأمان وحسن المعيشة الذي كنتم تنعمون بها يا أبي… هل حدث يوماً في فترة شبابك أن خرجت تبحث عن كسرة خبز تسد به رمق جوعك ؟ ، هذا ماحدث معي بالأمس . إنني اتسائل كثيراً ماذنبنا؟ إن نعيش كل هذه المأسي من ينصفنا اليوم ؟ من يقتص لنا ؟ مالذي فعلناه …؟ لم نطلب المناصب ولا السيارات بموديلاتها بل نطالب بكسرة خبز تسد جوعنا ووطن يحتظننا ويلم شملنا وبطانية ندفىء بها أجسامنا المتهالكة . لاتحزن يا أبي … سنخبر الله بكل شيء كن بخير والدي العزيز . -حلمي مرعي