من الطبيعي أن تتبادل الأطراف السياسية اليمنية والمكونات الإجتماعية وأطراف النزاع الهمجية تهم التخوين والعمالة والتبعية وهذا أمر طبيعي وأغلبة يعتمد على أسس وقواعد واقعية وحقيقية.... ولكن الشي المؤلم والمحزوالغير طبيعي هو أن نشاهد شعب خائن باكملة الا من رحم الله ممن لا يمتلكون القوة والقدرة والكمية الكافية للتغير وممن لا يمكن لهم التأثير والترجيح على كفة الغالبية المريحة من الخونة.... هذا الشعب هو من يخون ويتامر على نفسة وهو من يقتل ويدمر نفسه عبر تصرفاته السخيفة والغجرية ولأنه شعب ضعيف وجبان ومستخدم ومسير فقد كان يستجيب لدعوات الخروج الى الشوارع والميادين والساحات ويلبي رغبات الأحزاب في الإحتشاد والتظاهر والاحتجاج والإضراب والإعتصام لأتفه الأسباب ولأدنى المسببات أمثال الإعتراض على الجرع السعرية في رفع الأسعار بمبالغ زهيدة لا تتجاوز المئة الريال أو المطالبة بالعلاوات والتسويات أو للمكايدة والإنتقامات السياسية وزرع البغضاء والعدوات أو لغيرها من المطالب الثانوية والكمالية التى لا تصل ولا ترقى الى مستوى المطالب العادلة التي تستحق الخروج للتظاهر بتلك الكميات الهائلة من قطيع البشر وبتلك المظاهر والهتافات والشعارات.... واليوم يُغل الشعب ويُسلك في أعلى درجات العذاب وفي أسوأ مستويات الجحيم وتسفك دمائه بالليل والنهار وتهبط قيمة الريال باستمرار وترتفع الاسعار في اليوم الواحد بمقدار ما كانت ترتفع في السابق بعشرة أعوام ويستعبد الضعفاء ويكبل الشرفاء والأحرار ومع هذا لم نشاهد لهذا الشعب أي حركة تذكر ولم نسمع له أي صوت يُسمع ولم يتجرأ حتى على التفكير في الخروج للتظاهر أو لرفع صوته وتوصيل رسالة احتجاج واستنكار..... اليوم يعيش الشعب بلا دولة وبلا سيادة وبلا كرامة وبلا توظيف ولا مرتبات ولا فرص عمل ولا حرية ولا ديمقراطية ولا خدمات عامة ولا مقومات سياسية أو إقتصادية يعيش تحت عصي الطغات وتحت نيران القتلة وفي وسط الظلام والعمالة والخيانة وفي مستنقع الذل والاحتقار والإهانة ومع هذا لم نشاهد حتى 1% من ذلك الشحن الخبيث والتعبئة الاعلامية العامة والحماس والنفير والإحتشاد بذلك الحجم الكببر من القطيع...... اليوم يذبح الشعب من الوريد إلى الوريد ويموت الناس من الجوع ومن المرض والفقر والضيق ولم يعد المواطن قادراً على مكافحة الإرتفاع الجنوني المتواصل والقاتل للأسعار في ظل الهبوط التام لقيمة الريال ومع هذا فان الشعب مازال في سكرات الخيانة لنفسة وفي غيبوبة الصمت والسكوت الدالة على القبول بحياة الرق والجوع والانبطاح والإستعباد...... وبهذا يكون الشعب اليمني أغبى شعب في العالم لانه شعباً لا يعرف مصلحتة نفسة ولا من يقف في صفه ومن يقف في صف أعدائه ولانه سابق وأن خرج الي الشوارع يطالب بنجويع نفسة وتقويض أمنه واستقراره وبالموت لمن أراد له الحياء ولمن عمل جاهداً من اجل رخاءه واسعاده ومن أجل نهضتة وتقدمه وازدهارة ورفض وتكاسل للخروج ضد من أراد له الموت والفناء ومن عمل ويعمل جاهداً على تجويعه وإذلالة وتعذيبة واهلاكه....