مما لاشك فيه بأن السلام من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده وعندما يفقد الإنسان تلك النعمة يفقد معها كل مقومات الحياة وتصبح الحياة جحيم في جحيم وهناك من نفوا وتشردوا من أوطانهم بسبب فقدانهم لتلك النعمة واصبحوا هايمين يتعرضون للمخاطر أينما ولوا وجوههم ومنهم من وصل الى بلادنا وعندما نراهم نحمد الله على حالنا ووجودنا في بلادنا معززين مكرمين .. تلك الوجوه الشاحبة التي نراها ماكان لها ان تأتي الى بلدنا لولا أنها قد فقدت السلام والأمن والأمان وحالنا ليس بأفضل منهم ولكننا لازلنا صامدون وباستطاعتنا تغيير حالنا قبل ان نصل الى ماوصلوا اليه ، في الحقيقة نحن لسنا ملائكة والخلاف وارد ولكن ما يحز في النفس هو تكرار الاخطاء مراراََ حيث سبق لنا أن وقعنا في أخطاء كارثية كثيرة ولكننا تجاوزناها رغم أننا دفعنا فواتير غالية حتى تجاوزنا آثارها وسلبياتها وماكان لنا أن نقع في نفس الاخطاء مره أخرى .. وقعنا مره اخرى ولكننا لازلنا بخير وهناك متسع من الوقت للملمة جراحنا ونحن فقط بحاجة الى صيانة أنفسنا ومحاسبتها وتطهيرها من الكراهية باستخدام العقل وتوظيف أسباب التقارب وتهيئة الأنفس للتنازل لبعضنا والحفاظ على شعرة معاوية ان نحن أردنا البقاء كرما على تراب هذا الوطن ، اولا يجب علينا مباركة تقارب الفرقاء في ابين وخلق مناخ ملائم لتقارب جميع الاطراف الجنوبية والابتعاد عن الشحن المناطقي وأسباب التفرقة والاعتراف بان حرب ابين كانت حرب عبثية دفعنا فاتورتها جميعأ بدم قلوبنا وفلذات اكبادنا َوكادت أن تكون القاضية ، بهذا الاعتراف نستطيع القول ان ماحصل لنا هو درس اخر من الدروس المؤلمة التي مرت بنا ولم نتعلم منها ولكن هذا الدرس يجب ان يكون الأخير وان نتعلم منه مايؤهلنا للالتحاق بركب الشعوب المجاورة في البناء والتنمية والحفاظ على النسيج الاجتماعي ووحدة الصف والهدف .. ثانياً لابد من دعوة صادقة وصريحة للجلوس على طاولة مفاوضات جنوبية جنوبية وتلك الدعوة تحتاج الى تنازل وشجاعة والاعتراف بالأخر والايمان بان الوطن للجميع ولاوطن بدون الجميع ومن هذا المنطلق تتجه جميع الاطراف الى بناء الثقة واصلاح ما أفسده الدهر وصيانة القضية الجنوبية والدفع بها الى مسارها لتلبي تطلعات الشعب الجنوبي الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل تحقيق الحلم المنشود ؛ الشعب الجنوبي شعب عظيم وشعب صابر ومكافح وقدم تضحيات جسيمة في كل مراحل النضال وخذلانه من قبل الساسة الجنوبيين يجب ان لايستمر وان نتحلا جميعا بروح المسؤولية كلا من موقعه ومكانته حتى نصل الى ماوصلوا اليه الاخرين في بناء اوطانهم وتنمية شعوبهم . عبدالله جازع الفطحاني م 12/12/2020