ترجمة و عرض / د. طارق علي عيدروس السقاف رئيس قسم اللغة الإنكليزية /كلية التربية / صبر / جامعة عدن
كانت جيرترود ملكة الدنمارك ، قد تزوجت بعد مقتل زوجها الملك بشهرين من كلوديوس وهو أخ الملك المتوفي و لم تكن تعلم بأن كلوديوس هذا كان شريرا ، و يعتقد الناس بأنه هو من قتل شقيقه حتى يستولي على الملك لنفسه بدلا من ولي العهد هاملت .
و كان هاملت ابن الملكة جيرترود و الملك المقتول ، و كان يحب والده كثيرا و كان حزينا جدا لمقتله كما أن زواج والدته زاد من حزنه ، و كان متعبا جدا فلم يعد يحب الحياة و يقبل عليها فرحا كما كان في الماضي ، فقال لنفسه ذات يوم حزينا " لماذا نسيت أمي أبي بهذه السرعة و تزوجت مباشرة بعد و فاته؟ ، لقد كان زوجا وفيا لها ووالدا حنونا لي ".
وذات يوم قال الملك الجديد – عم هاملت- له: " و الآن يا هاملت انك بمثابة ابن لي، لم أنت حزين هكذا ؟ " ، وقالت له والدته محاولة التخفيف عن حزنه " حاول أن تنسى حزنك هذا يا بني ، فأنت تعرف بأن كل نفس ذائقة الموت ، لماذا تبدو حزينا هكذا دائما ، آلا تخلع عنك رداء الحزن هذا " ، فرد هاملت بألم " أنا لا أبدو و لا أتظاهر بالحزن، أنني أرتدي الملابس السوداء هذه لأنني فعلا حزين على موت والدي" .
ولم يستطع عم هاملت وكذا والدته التخفيف من حزنه فقد رفض هاملت أن يخلع ثيابه السوداء كما لم يستطع أن ينسى حزنه ، بل أنه شعر بالغضب لأن والدته قد تزوجت من شخص شرير. أتى هوراشيو - وهو صديق هاملت- إليه وأخبره بقصة غريبة ، فقال هوراشيو " لقد رأى حراس القلعة شبح والدك على جدران القلعة قبل ثلاث أو أربع ليالٍ و كانوا مرعوبين جدا لذلك الشبح ، لقد رايته بنفسي ، لقد كان يرتدي ملابس الملك قبل المعركة ، و حاولت التحدث معه و لكنه لم يجبني".
فقال هاملت بلهفة " هل رأيت وجهه ؟ " فرد هوراشيو " نعم ، و قد بدا وجهه حزينا أكثر منه غاضبا" ، فقال هاملت بعد أن فكر قليلا " سأذهب الليلة لمراقبة القلعة فربما يظهر الشبح ثانية ، سأتحدث معه ، سوف آتي إليك ما بين الساعة الحادية عشر والثانية عشر ليلا ، لا تخبر أحدا بما شاهدته " ، فوافقه هوراشيو وانصرف بعدها . قال هاملت لنفسه مفكرا " هل هناك أشباح ؟ و لماذا ظهر شبح والدي ؟ وهل هذا الشبح لوالدي حقا ؟ عموما سأحاول أن أعرف الليلة ".
عندما حل الظلام ، انضم هاملت للجنود الذين يحرسون القلعة ، و فجأة صرخ هوراشيو " الشبح ، لقد ظهر ثانية " ، و عندما رأى هاملت شبح وألده ، تناسى بسرعة شعوره بالخوف و بدأ بالحديث مع الشبح قائلا " مهما كنت خيرا أم شريرا ، فإنك تشبه والدي كثيرا لذا سأناديك باسمه ، لماذا أنت هنا ؟ و هل يمكنني فعل شيء ما لمساعدتك ؟ " ، رفع الشبح يده و أشار بعيدا عن الحراس ، فصرخ هوراشيو قائلا " أنه يريد التحدث معك لوحدك ، لا تذهب معه ، فربما يريد أخذك إلى البحر أو إلى أعلى قمة جبل" .
لم يكن هاملت خائفا ، فتبع الشبح ، و بمجرد أن اصبح هاملت و الشبح لوحدهما تكلم الشبح لأول مرة قائلا " إنني شبح والدك ، يجب علي أن أمشي ليلا حتى يتم القضاء على الفساد الموجود قبل مماتي ، اسمعني جيدا ، لقد قتلني أخي كلوديوس عندما صب علي سائل مسموم بينما كنت نائما فقتلني و استولى على الملك و على زوجتي لنفسه، و هو الآن ملك الدنمارك ، يجب أن يدفع ثمن فعلته هذه ، يجب أن يموت عقابا له ، اذهب إليه و خذ بثأري منه و لكن لا تؤذي والدتك" . فقال هاملت " أعدك بذلك ، أعدك بأن أنسى كل شيء قرأته في الكتب وأن أتذكر شيئا واحدا وهو وعدي لك بالانتقام " . بعدها اختفى الشبح و جرى الأصدقاء باتجاه هاملت و سألوه ماذا دار بينه و بين الشبح من حديث و لكن لم يخبرهم هاملت بشيء حتى أقرب أصدقائه ، فقال هاملت لصديقه هوراشيو " عدني بأن لا تخبر أحدا عما شاهدته الليلة ، و إذا تصرفت بشيء من الغرابة لا تخبر أي أحد كان عن السبب".
من كتاب قصص من شكسبير((هاملت أمير الدانمارك)) إعداد تشارلز و ماري لامب.