شكت والدة المشتبه فيه الأساسي في ذبح جندي بريطاني بالساطور من انقلاب في حياة ابنها في الآونة الأخيرة، حيث تحوّل من شاب ودود ومحبوب إلى متمرد، وبدأ يعاشر مجموعة سيئة غسلت له دماغه باستمالته إلى إسلام متطرف جعله ينبذ عائلته. شاهد العالم مايكل أديبوالي (22 عامًا) يحمل بيده ساطورًا مضرجًا بالدم بعد ذبح الجندي لي ريغبي في أحد شوارع لندن يوم الأربعاء الماضي. وقال أصدقاء للمشتبه فيه في قتل الجندي إنه كان "فتى محبوبًا"، لكنه وقع في "متاعب جدية" حين كان مراهقًا، ثم اعتنق الإسلام، وبدأ يخالط "عناصر سيئة"، وأصبح يزداد تطرفًا في آرائه. توجّهت والدته جوليت أوباسوي (43 عامًا) إلى صديق وجار يعمل ضابطًا أمنيًا لمساعدتها مع ابنها المشاكس قبل نحو تسعة أشهر بسبب انقطاع مايكل عن دراسته الجامعية. غياب الأب دفعه للتمرد وقالت أوباسوي للصديق الجار "إن مايكل لم يعد يسمع. فإن شقيقته الكبرى مسيحية ملتزمة، تحمل شهادة جامعية، ولكنه متمرّد، لأنه بلا شخصية أبوية يقتدي بها، فترك دراسته في الجامعة، وراح يوزّع منشورات وسط منطقة وولتش". وتابعت والدة مايكل قائلة للصديق الجار إن ولدها "من عائلة مسيحية قوية، ولكنه يتجه إلى الإسلام وينقلب على عائلته. إنه يلقي المواعظ في الشوارع، وهو بحاجة إلى إرشاد روحي قبل أن يتطرف ذاتيًا".
غسيل دماغ يتذكر ستيف أديبيي، وهو صديق آخر فتح شركة مع والدة مايكل، أنها كثيرًا ما كانت تتحدث مع ولدها على الهاتف، وتنهي المكالة باكية. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن أديبيي أن مايكل "كان يسبب مشاكل لوالدته"، وقالت إنه يصاحب مجموعة سيئة، ويثير الكثير من المتاعب". وأعربت عن اعتقادها بأن أفراد هذه المجموعة "غسلوا دماغه". ويُعتقد أن مايكل أديبوالي ومايكل أديبولاجو المشتبه فيه الآخر في ذبح الجندي البريطاني إلتقيا في جامعة غرينتش. ونصح أحد الجيران والدة مايكل أديبوالي بأن تأخذه إلى إمام جامع وولتش لإرشاده روحيًا، فإن الذي هداه إلى الإسلام هو إمام الجامع، ثم أُدخل لمدة أسابيع إلى مركز قرب كامبردج بهدف "المزيد من الإعداد". لكن مايكل عندما عاد من المركز كان حتى "أشد تطرفًا" من ذي قبل، ولم تعد والدته قادرة على التواصل والتفاهم معه. وقال متحدث باسم المسجد إنهم لا يعرفون ما إذا حضر مايكل وتطرف خلال الأسابيع التي قضاها في المركز. عادت والدة مايكل إلى نيجيريا، حيث تعمل الآن في السياسة. وقال جيران في مدينة غرينتش إن مايكل كان "فتى رائعًا"، يشجّع فريق مانشتسر يونايتد، ولكنه في سنّ المراهقة أصبح "غاضبًا على أشياء كثيرة". من رقيق إلى غاضب تحدثت الجارة ماجدلين أدوردز للقناة التلفزيونية الرابعة قائلة إن مايكل "كان فتى رائعًا، رقيقًا بطبيعته، ويحترم الأكبر منه سنًا". وأضافت "إنه كان غاضبًا على أشياء كثيرة مثله مثل كثير من الشباب. وقبل نحو عام رأيته بملابس إسلامية كاملة. فقلتُ له أأنت مسلم، فقال نعم، إنه سائر في هذا الطريق الآن. نصحته بأن ينتبه إلى نفسه. فأنا أدرك أن هناك من يتعلقون بأذيال الإسلام وهم في الواقع لا يخدمون القضية". ولد أدينيي أديبوالي والد مايكل في نيجيريا، لكنه سافر إلى بريطانيا للدراسة في جامعة كانتبري. وأنجبت زوجته أوباسوي له ولدًا سمّياه مايكل، لكنهما انفصلا لاحقًا. وتزوجت والدة مايكل مرتين بعد ذلك، ولكنها الآن تعيش بمفردها. وإلى جانب العمل مديرة أزياء، فتحت شركة أزياء صغيرة. وكانت مسؤولة عن تربية مايكل في وولتش وغرينتش مع أخته غير الشقيقة. "توبي" تاب! درس مايكل أديبوالي في إحدى مدارس غرينتش، حيث قال أصدقاء له من أيام الدراسة إنه كان "مراهقًا طبيعيًا ترتسم الابتسامة على وجهه". وذكر لقمان سيسي أحد زملاء الدراسة "كنتُ أعرفه شخصيًا، وكان مايكل فتى طبيعيًا، الابتسامة لا تفارقه. وكان اسمه توبي... ما زالتُ لا أصدق ما حدث". وقال صديق آخر إن مايكل وصديقته، التي اعتنقت الإسلام معه، أصبحا معروفين في جنوب شرق لندن، لقيامهما بتوزيع منشورات متطرفة. ويعمل والد مايكل أديبوالي موظفًا في السفارة النيجيرية، ويعيش في شقة قريبة من سجن هولواي في شمال لندن. ودهمت الشرطة شقته صباح الخميس. وأوضح أحد جيرانه "أنه عاش هنا عشر سنوات على الأقل، وهو رجل ذكي ومهذب معروف باسم نيي". وفي صباح الخميس استيقظتُ على صوت طرق أبواب وصيحات شرطة مسلحين. نظرتُ إلى الخارج، وكان أفراد الشرطة يتدافعون داخل شقة نيي. ثم سمعتهم يصيحون "لا أسلحة نارية ولا مخدرات". لا أعرف ما حدث لنيي، ولكنني لم أره منذ ذلك الوقت".
وأعرب الجار عن صدمته، لأن والد مايكل "رجل مهني يعمل في السفارة النيجيرية. وهو يغادر كل يوم بياقة وربطة عنق، ولا يعود إلا في حوالى الساعة الثامنة مساء".