يا شعب الشمال الحق ما منه حنق يعود لصحابه إن طال الزمن او مرق، بالأمس سكنتوا القصور والفنادق وأهديتونا الكهوف والخنادق، وقتلتوا بصمت البنادق كوادرنا بعدد الفيالق، تبسمت كفوفكم بتصفيق حين سمعتوا أنين جرحنا العميق، وبنار ظلمكم الذي عن حده فاق حرقتوا حبل الأخوة العريق، واليوم تبدلت الادوار والأفاق وصار مستقبلنا ماضيكم الأنيق ومستقبلكم ماضينا السحيق، بالأمس خنتوا أصول المواثيق وغدرتوا برئيسكم ليسبح في دمه غريق، واليوم رئيسنا على العهد باق تفتخر به كل الأعناق، وأكتافنا لقائدنا جسر وطريق وقلوبنا من خناجركم تحميك يارفيق . فاليوم مايضحكنا وما يجعلنا كجنوبيين ندمع من شدة الضحك، هو ما نسمعه من الأعلام الشمالي بكافة أطيافه ( الحوثي والأصلاح والمؤتمر... الخ ) عن نوايا الأنفصال من قبل الأبن البار لليمنيين ، فخامة الرئيس القائد المشير الركن/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي تسلح بسلاح الصبر وزاد الصمت وماء الهدوء لبناء دولة أتحادية لأجل المساواة ونبذ الظلم وخلق السيادة للجميع وليس لفصيل او محافظة او قبيلة ، ليحارب الأفة ( الحكم الأسري ) التي اصبحت كالمسلمة في أرض الشمال والتي تغلغل ظلمها في كل دار ولم يسلم منها الصغير والكبير في أرض الشمال، حيث أستغلت هذه الأفة قطار الوحدة لأجل فرض جبروتها على أرض الجنوب ولكن ليس كل الشعوب تحمل جينات الخضوع والركوع لظلم الحكم الأسري، فشعب الجنوب الذي يحمل فقط جينات العزة والشموخ والهيبة التي بها قاتل كل من أراد أن يخضعه ويفرض عليه التبعية ، والدليل على ذلك مقاومته للأستعمار البريطاني والحكم المناطقي وأخرها المستعمر بأسم الوحدة . فسياسينا الجنوبيين سقوا سياسين الشمال من نفس شراب الكأس الذي سقانا منه عفاش، ولكن سياسينا لم يصنعوا شراب ( المماحكات بين القوى الشمالية ) بل أنتم من صنعه، ليستغلوا هذه المماحكات ويبدأو بنسج خيوط الأنفصال وحياكة ثوب دولة الجنوب لأزالة الظلم الذي تلذذ به رئيسكم في إطعامه لشعب الجنوب . ليس سياسينا فقط من يريدوا الأنفصال بل كل أبناء الجنوب، فكيف لايجعل الجنوبيين الأنفصال بؤبؤ أعيونهم برغم أنهم أول من بارك للوحدة التي تمناها الطفل والشاب والشايب الجنوبي، وكانت الأمنية التي خُلقت غريزياً في وجدانهم، ولكن الجنوبيين صُدموا بالقانون الشمالي للوحدة الذي يخالف ليس فقط المعنى الحقيقي لكلمة الوحدة، بل يخالف الأعراف والقوانين الأقليمية والدولية التي سُنت لأي دولتين أرادتا أن يتحدوا . فقانون الوحدة الشمالي الأناني يُعتبر الظلم الأكثر فتك من ظلم قانون العنصرية بل من قانون الغاب ، حيث لم يبخل عفاش وحاشيته أن يشنقوا أخر أنفاس المجورة، وعلى سيمفونية البرع رقصوا وأستغلوا الفرصة وعمقوا المماحكات بين القوى الجنوبية لينسجوا من هذه المماحكات حبال الوحدة الغادرة ، حيث أوهم رئيسكم جميع الأطراف الجنوبية بأن هذه الحبال هي طوق النجاة، ولكنها كانت الحبال التي شُنق بها كل جنوبي وأطفىء أخر نفس لرئة أرض الجنوب . فمن ينسى ماصنعه من عدة محاولات لأجل التفرقة بين الجنوبيين، وذلك بتذكير كل الأطراف الجنوبية ( طقمة وزمرة) بأفعالهم ضد بعض في أحداث يناير ، التي ذكراها أبكت قلوب كل أبناء الجنوب وكانت غلطة عمر الجنوبيين، ليعمق عفاش التفرقة فيما بينهم . وكيف ننسىى ما عمله رئيسكم في كوادر الجنوب الذين تثقفوا في أعظم جامعات العالم، حيث لم يبخل في تدمير عقلياتهم ونفسياتهم وحياتهم ليس فقط عبر أقالتهم او تهميشهم او إحالتهم إلى التقاعد بل أيضاً إذا لزم الامر أغتيالهم . ولم يكتفي بذلك، ولأنه يملك الدهاء في القضاء على منافسيه حتى وإن كانوا أطفال، أستطاع القضاء على التعليم وجعل الجهل يعشعش في جميع مدارس وجامعات المحافظات الجنوبية ليستمر في قتل كل ماهو جميل من الوحدة في قلوب الجنوبيين على مدى عصور الأجيال . بل وصلت به القسوة والظلم حتى على الحجر والشجر، فقد تفنن في طمس الهوية الجنوبية وذلك بأستخدام أصابعة الأنتقامية ككماشات، ليس فقط ليدمر بها كل مؤسسات الدولة وكل ماهو تراث في أرض الجنوب، بل أيضاً في نبش قبور ثروات الجنوب ليبني الجسور والعمران والبنية التحتية... الخ في أرض الشمال ويبني في أرض الجنوب الحمامات العامة فقط ، لندخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر أرض تملك حمامات عامة . فالظلم الذي أُرتكب فينا ليس فقط من الحكومة الشمالية، بل أيضاً من الشعب الشمالي الذي كان يرى الظلم والقهر والقتل يمارس على الشعب الجنوبي من قبل رئيسهم وحاشيته، ولكنهم لم يتحركوا قيد أنملة أو حتى ينطقوا بحرف من كلمة تدل على رفضهم لظلم المستبد على أبناء الجنوب ليشعرونا بأننا شعبً واحد . ولكن يأسفاة، فثروات الجنوب، التي ينهبها مسؤوليهم، قد أعمت بصيرة الرحمة في قلوب أبناء الشعب الشمالي ، ليصبح المتفرج أظلم من الظالم نفسة . إن العمل الجبار الذي يقوم به سياسينا ليس لأجل فقط تحرير الظلم من الجنوب، بل ايضاً لتحرير الشعب الشمالي من ظلم الأسرة السنحانية والأمامية التي غزت بسلاح زرع الخوف في قلب الشعب الشمالي، ليكونوا هم فقط الطبقة الراقية وبقية الشعب تحت الطبقة الدنيا . فبتهميش هذه الأسر من حكم الشمال تستطيع الديمقراطية أن تسير في شرايين مؤسسات الدولة، لذلك الفرصة سانحة ولن تتكرر لشعب الشمال ليتبعوا نفس الطُرق والنهج والأسلوب وأخرها الوطنية التي أتبعها الجنوبيين لتحرير أرضهم . فبدل أن تستمروا في حياكة المؤامرات والدسائس ضد الجنوب ( لأن الجنوب قادم لا محال )، الأفضل أن تبدأو بتشكيل الحراك الشمالي ضد السيادة الأسرية ( السنحانية والحوثية )، ولا تعيروا أهتمام لخوفكم من السجون والتعذيب والأغتيال لأنها لن تُخيفكم حين تتذكروا بأن موتكم سيكون القلب النابض لحياة راقية وعادلة ومساواة، يعيش فيها كل أبناؤكم وأحفادكم متساوين كأسنان المشط . وشعب الجنوب ملزم بدعمكم بالمال والنهج والرجال لتحريركم من السيادة الأسرية، فالتاريخ أو بالأصح الثورات الجنوبية والشمالية شاهد على العلاقة القوية الأخوية فيما بين الشعبين وبذات من الناحية الدعم لإجل الحححررريييههة . ويجب علينا ( كأمتين ) أن نعيد أشعال شمعة الود والعطف والاخوة بين أجيال الجنوب والشمال التي أطفأتها الوحدة بماء ظلم المسؤولين، وأن نطفىء شمعة الحقد والكراهية بين أبناء وأحفاد الجنوب والشمال . فأيهم أفضل أن ينفصل الشعبين ويظل بينهم الود والأخاء والمحبة أو تبقى الوحدة ( القنبلة الموقوتة ) لتشحن قلوب أجيال الأمتين بالحقد والكراهية وأسوأها القتل على مدى العصور !!!!