كثيرآ ما نجد من الناس الذين يبحثون عن الوطن لكي يعيشوا بدفئه وحضنه ويتمنون بالسراء والضراء وهم في أحضانه الدافئة بغض النظر عن الظروف المعيشية التي يواجهونها وبغض النظر عن التحديات التي تقف أمامهم فهؤلاء يقدسون الوطن ويحترمونه ويقدمون حياتهم لأجله سواء كان في ظروف السلم او الحرب وهم يتحملون كافة المصاعب والمشاق بكل أنواعها فلا يهمه أن يجوع او يعطش او يتعذب او يكره ويواجه لعن الآخرين واحتقارهم له واعتبار وجوده لاشي أمامهم فمن يعيش أمام كل تلك التحديات ليس خوفاً منهم وإنما تقديسآ لإرضه ووطنه التي لا يريد أن يفارقها او يبعد عنها وذلك من شدة حبه لوطنه وأرضه التي عاش عليها وترعرع فيها ولا يهمه كل ما يسمعه او يدور حوله من مشادات او كلام وآراء لا تعبر عن أهداف وطموحات هذا أو ذلك الرجل لان حب الوطن والأرض يجري في عروقه كمجراء الدم، فمن يعيش خارج بلده ليس كمثل الإنسان الذي يعيش في وطنه حتى وإن توافرت له كل وسائل الراحة وحياة الترف فإنه يعد غريب عن وطنه والوطن عزيز وغالي في كل مراحل عمر الإنسان التي يمر بها والظروف الخاصة بكل إنسان تختلف من شخص إلى آخر فالغناء والفقر هو ما يميز بين هذا وذلك ولكن الفقير قد يتميز بحس وطني كبير وبهمة عالية تجاه وطنه . فالوطن هي الرقعة الجغرافية المحددة التي يعيش عليها الناس وهي بحاجة إلى من يعيش عليها لبناء هذا الوطن وتقديم ما يمكن تقديمه له لكي يتقدم ويتطور ويصير وطنا متطور بسواعد أبنائه المخلصين له والذي يقدمون كل غالي ونفيس من أجل تطوره اما الذين يبخلون عن أوطانهم في تقديم ما يمكن تقديمه فهم يخدمون مصالحهم الخاصة فقط وهنا تظهر الحقيقة أمام الشخص الذي يقدس الوطن والشخص الذي يخدم مصلحته الخاصة ولا يهمه وطنه، فالوطن عندما يصير مفقودآ كثيرآ ما يبحثون عنه حتى وإن كانوا عائشين عليه فهم يبحثون عن الطرق والوسائل التي من شأنها تعيد إليهم وطنهم لكي يعيشون عليه بأمن وأمان وبدون إكراه او تمييز فيصير الإنسان مثله مثل غيره وقد خرج من الدائرة المغلقة التي فرضت عليه لسبب او بدون سبب وبإخلاص الوطنيين من أبناء الوطن سوف يأتي الوطن ويتحقق مرادناء ، لأن الباحثون عن الوطن كمثل الباحثون عن الطعام عندما يحين تناوله اما الذي لا يهمه وطنه ولا يفكر فيه فهوى أشبه بالحيوان المربوط.