كل اليمنيين في الداخل والخارج سواء جنوبيين أو شماليين كانوا تابعوا الكلمة التوجيهية التي ألقاها الرئيس هادي عقب أداء اليمين الدستورية من قبل أعضاء الحكومة المشكلة التي طال انتظارها، وقد أجمع الكل على صدق هذه الكلمة وأهميتها إلى جانب هذه الأمة هناك الملايين من شرفاء الشعوب العربية بالتأكيد تابعت تشكيل هذه الحكومة وكلمة الرئيس فيهم، فالعرب حريصون على سلامة ذلك الجزء الغالي من الوطن العربي الكبير ويتمنون لأبنائه كل الخير وهم يعرفون أنه لا عروبة بغير اليمن وأن رجال اليمن هم مصدر الخير والرفعة للعرب جميعا منذ سالف الزمان ولا يجهل ذلك إلا شخص معتوه بحاجة إلى علاج. وقد كانت كلمة الرئيس واضحة وصريحة وهي بلسم شافي وما علينا الحكومة إلا تطبيقها فهي كفيلة بنجاحها، ولأن البلاد تمر بوضع سياسي استثنائي فإن المسؤولية تقع على الجميع ويتطلب من كل الوزراء العمل بهمة عالية وبروح الفريق الواحد، فالمواطن اليمني وصلت حالته ووضعه المعيشي إلى درجة لم يعد قادرا على تحملها، وحقيقة أن الأخ الرئيس قد أعطى كل ذي حق حقه وربما قد تنازل عن بعض أمور كان يراها مهمة ومناسبة مراعاة للحالة السياسية القائمة التي يعيشها الوطن، وفي هذه الحالة فإنه لا عذر لأي مكون أو حزب سياسي في التخاذل أو التراجع عن تحقيق ما أقسموا عليه أمام الله وأمام الرئيس فالعمل إنساني قبل أن يكون سياسي ولا بأس من السعي صوب الوصول إلى ما تطمح وتصبوا إليه تلك الكتل السياسية، وقد وضعت في برامجها وأهدافها شريطة أن يكون ذلك بالطريقة الحضارية المتعارف عليها بعيدا عن لغة السلاح والمؤامرات، فهذه الوسيلة لم تعد صالحة للزمن الذي يعيشه العالم في قرنه الواحد والعشرين ولا يمكن لأي مكون أو حزب سياسي أن يصل إلى ما ينشده إذا لم تكن أعماله لصالح الناس، كما أن دور التحالف بقيادة السعودية مطلوب وجوهري في هذه الظروف التي يعيشها الوطن اليمني وما عليها إلا أن تكون جادة وحريصة على مساعدة الرئيس والحكومة في تنفيذ تلك المهام بعيدا عن المجاملات، فكل الحكومة ووزرائها يقبعون تحت مظلة التحالف ويأكلون من خيراته، وفي هذه الحالة توجيه الحكومة وإعادتها للصواب ممكن وسهل والفائدة من ذلك سوف تشمل الجميع بما فيها دول التحالف. أما الرئيس هادي فقد أدى ما عليه والدور الآن يقع على الحكومة في تنفيذ واجباتها وكذلك على دول التحالف بقيادة السعودية في الإشراف المباشر على تنفيذ تلك المهام، إذا كانت هناك نوايا صادقة لإبراز ذلك على الواقع.!