كتب/ جمال حيدرة في لحظة أصبح أربعة أطفال للزميل الصحفي أديب الجناني أيتاما لم يستوعبوا كلمة رئيس الوزراء المقتضبة ومنحته المالية، ولا يعلمون ماذا يعني قرار رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، ولا تعني لهم شيئا كلمات الادانة والشجب العربية والدولية، ولن يفيدهم توجيه التهم للحوثيين وغيرهم، لأن كل ذلك مجتمعا لن يعيد لهم الأب ولن يعوضهم عنه، وكذلك هو الحال بالنسبة لموظفي الصليب الأحمر الدولي وغيرهم من ضحايا جريمة مطار عدن الدولي. القاتل هو القاتل كائن بلا قلب وبلا ضمير وبلا رحمة لا توقضه الكلمات ولم تؤثر فيه دموع أهل وذوي الضحايا ولن توقفه الادانة والشجب عن تكرار اجرامه كلما اقتضت شهيته ونوازعه للدم والقتل والاجرام. وبالتالي الجاني الذي يتوازى ذنبه مع المجرم نفسه هو من ترك سماء عدن مفتوحة للصواريخ والطائرات المسيرة دون أن يبذل أي جهود تذكر للتصدي لتلك الأعمال الإرهابية. ست سنوات مضت والجميع منشغل بالرتب والمناصب وجني الأموال وترتيب الأوضاع الشخصية، دون أن يفكر واحد من أولئك النفر كيف يمكن أن نوجد منظومة دفاع جوي واجهزة استطلاع ترصد الطائرات المسيرة والصواريخ طويلة المدى. ست سنوات مضت وقاعدة العند العسكرية التي كانت أكبر قاعدة عسكرية في اليمن ما تزال خاوية على عروشها، لا يوجد فيها مطار صالح للإقلاع أو حتى طائرة حربية واحدة جاهزة للتحليق، وهذه هي الكارثة الأكبر من اتملاك الحوثيين صواريخ بالستية وزوراق مفخخة وطيران مسير ما يزال في خدمة أوجاعنا وأحزاننا وهلاكنا جميعا. يا رئيس الحكومة ويا رئيس الجمهورية قبل أن تتكرموا على ذوي الشهداء بمساعدت مالية زهيدة، أو تشكلوا لجان للنهب والنصب والسرقة ابحثوا أولا عن سبب المشكلة وعالجوها، وكونوا سببا في عدم تحويل الكثير من الأطفال إلى أيتام.