إنه لمن حسن الطالع أن يتزامن ميلاد الحكومة الجديدة مع إطلالة عام جديد .. فحن إذا مع بداية عام جديد وحكومة جديدة وانطلاقة جديدة نحو البناء والإعمار والتنمية والتطوير . تلك لعمري مؤشرات ربما لم تكن من قبيل المصدافة وإنما ساقتها الأقدار لتضفي على نفوسنا جواً من الأمل والتفاؤل والارتياح في السير نحو الخروج من هذا النفق المظلم الذي غيب أحلامنا وآمالنا وطموحاتنا في دهاليز ظلماته الحالكة . ربما أختلف مع كثير ممن ينظرون الى الحكومة بنظرة تشاؤمية ولا يرون بصيصاً من أمل في إحداث شيئاٌ على الواقع .. فرغم تحفظي على تدخل الأخوة الأشقاء في شؤوننا الداخلية والتعدي على صلاحيات الوزراء إلا أنني لعلى ثقة مطلقة بأن هناك رجالاً صادقين وأكفاء على قدر المسؤولية التي كلفوا بها وسوف يقدمون نموذجاٌ مشرفاً في أداء مهامهم . والحقيقة أن تفاؤلي هذا لم ينطلق من فراغ ولم يبن على وهم ولم يكن خيالاً مجنحاً.. ولكن هناك مؤشرات واضحة تؤكد هذا المنحى . فيكفي أؤلئك الأبطال شرفاً أنهم ارتضوا أن يتحملوا جسامة المسؤولية في ظل هكذا ظروف معقدة . فكلنا يعلم أنه قد مورست ضغوطاً عنيفة جداً حتى لا ترى هذه الحكومة النور ..ولكن إصرار القيادة السياسية كان بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها تلك المؤامرات فولدت الحكومة من رحم تلك المحنة . وبعد ذلك تلقى الوزراء تهديدات بالتصفية إن هم غادروا الرياض إلى عدن وقد تم ذلك لولا لطف الله بهم . وإلى هذه اللحظة لايزالون تحت خطر التهديد. ومع ذلك كله ورغم وجود تلك العوائق الشائكة فهناك إصرار وعزيمة وجد من قبل الحكومة على مواصلة أعمالها والقيام بمهامها من داخل أرض الوطن . وليس أدل على ذلك من النشاط الملحوظ الذي يقوم به الوزراء رغم الانفلات الامني المتعمد . علاوة على ذلك فقد أعطى التناقم الملحوظ بين الوزراء وانسجامهم مع بعضهم البعض وهم يؤدون واجبهم أكثر من رسالة رائعة وجميلة ومطمئنة للشعب وقد تترجم ذلك من خلال التفاعل الغير مسبوق على صفحات التواصل الإجتماعي وتناقل صورا تظهر وزراء من مختلف المكونات وهم يشكلون لحمة واحدة ويؤدون مهام بشكل جماعي علاوة على قيام كل من محافظ عدن ووزير الداخلية بتفقد مطار عدن والإشراف على إعادة استأنف العمل فيه . كل تلك التحركات الجماعية والنشاط الملحوظ للحكومة أعطى مؤشرات إيجابية للمواطنين بأنهاء حالة الإنقسام والتشظي المجتمعي التي من خلالها يأملون أن يبدأ الجميع بطي تلك المرحلة التعيسة التي عصفت بالمجتمع وكادت تودي بحياته ...والشروع في الدخول إلى مرحلة جديدة ..مرحلة البناء والعمل والتنمية والرخاء والتطور والارتقاء لما فيه مصلحة الجميع . وبهذه المناسبة أتمنى من الإخوة والأخوات الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي وكذا الإعلاميين والإعلاميات أن يتبنوا خطاباً متزناً يؤسس لمرحلة جديدة تبنى على التعاضد والتكامل والتعاون والتناصح والتغافر والحب ونبذ خطاب الكراهية والعنف والتعصب . لقد جربنا كلنا خطاب التشنج والتشفي والكراهية والحقد وووو.. واكتوى الجميع بنيرانه الهوجاء ودفع الكل ثمن تلك المواقف الحمقى . أظن أن الوقت قد حان للأقلام الشريفة أن تشمر عن ساعد الجد وتتحمل المسؤولية التاريخية تجاه شعبنا ووطننا وأمتنا للخروج من هذا الواقع المزري الذي لا يرضي أحداً .