لم تكن مشيئة الأقدار أن تفعل ذالك ونطلق عليها الّلوم والحسرة بل ننسب الأسباب لمسببها ؛ فالحرب اليمنية الحوثية هي من فعلت ويستمر فعلها في إضطهاد اليمنيين في زمننا البغيض ، ومستقبل نتن تفوح منه الروائح الكريهة . هذه الحرب بُنيت على أركان صلبة عاتية زلزلت حياة اليمنيين ، قصمت ودكت ضهورهم كمن يدك جبل ويتخذ منه مأوى وجردتهم من صفحة الآمال ، لم تكن هذه الحرب عند حسن الضن بل خائبة للضنون والامال ، الحروب وساستها وسايساتها هي نكسة الشعوب ، وأيضًا تُكّبل الشعوب بحبالها وسياستها الخاطئة ، وتصنع الفراغ بين الشعوب وبعد المسافات ، المسافات التي تجعل من اليمنيين ملاذًا وفرارًا يلجئون الحدود ويعبرون الأنهار بحثًا عن كسرة الخبز والموى وبطشًا من السياسات التي أكتوت أجسادهم وتلطخت أفكارهم بها في زمن شد الرحال ، لا مجال للشك أن يكون أرض المهجر ملجى تستعير وتستعد فيه حياتك ومكانتك المشتتة في عالم الضياع بل أشبهُ بمنفى مليئ بالأشباح البشرية التي تجعل من حياتك غربة في أرض مجهولة ،
هاهي حياة اليمنيين في المهجر تعج في حقول مليئة بالأفاعي تعضهم أينما شاءات ، تفرض عليهم المضايقات والإستفزازات والإنتقادات ، فالأوطان هي القلب النابض للشعوب والكوخ الذي يتخذون منه حريتهم ومتنفسهم الفسيح ، وبدون هذا القلب يموت الجسد بسبب توقفه عن الضخ أو قل يتعّرض للأمراض الفتاكة عندما يُقذف بعيدًا للجوء والهجرة ومخلافات الحروب .
لذا يعد الوضع السياسي والإقتصادي الكاسح يجعل من اليمنيين عاصفة تتخطي حدود الموت أو الوقوع في الموت عينه ، إلى متى يضل اليمنيون يركضون في حدود الغربة والعالم المجهول ؟ النكسة الذي أحدثها الحوثيون جعلت فجوة شاسعة بينها وبين اليمنيين تريد ربك وشتات المشهد اليمني تعجله غير قادر على لملمة جراحة والرضوخ لهم والركض في صفوفهم ؛ لذا هم يتلقون الدعم ولملة جراحهم غير آبهين بأحد لا يهمهم وعرش يعيش في ضله الجميع
يهمهم أيضًا كيف يحافظون على تماسكم كقوة فعالة على الأرض وإن حدثت الكوارث لمن يقف ضدهم ، فإذا فقد اليمنيين قواهم من الجانب المعيشي او الاقتصادي ... الخ يرضخون إلى سياستهم ويلحقون في ركبهم ، والمخلفون منهم لا يميلون لصفهم هؤلاء ممن يتعرضون للقمع والتنكيل فيلجون للهروب واللجو بعيدا عن تلك الإضطهادات فيتخذون المهجر وطنا لهم ، هنا تُوضع الرقاب على الحبال من قبل هؤلا الساسة وسياستهم البهلوانية ، يتمسكون بتلابيب اليمنيين ويجعلونهم تحت سواطيلهم ، بالمعنى إذا أزداد منسوب اللجوء والهجرة للبعض وتسابق البعض الآخر للصفهم كميدان سباق ، بلغت النفس الحلقوم وتمكنوا من السيطرة سياسيًا وقتصاديًا على بقية اليمنيين في قبضتهم وزادوا أمنًا وبهتانا ، فسئلوا صنعاء أين مثقفيها وكتابها وشعرائها وإعلامها أين هم الآن ؟ وماذا حل بها ؟ لا مجال للشك أنها لا تجيب !!
فالوطن بحاجة ماسة لهذه الكثافة السكانية التي تلجا الهجرة سرا في حالة الحرب وتغيب كبالونات عصف بها الرياح وأشدُ إحتياجًا في وقف هذا النزيف العابر بين تخطي الرمال والبراري ، فالساسة النيرين هم من يلملمون شتات هؤلا القطرات الممطرة ، فإذا تم تجميعها ستصير سيلًا أشبه بفيضان يجتاح قوة الضلام الذي أحدثت فجوة في حياة كل يمني غيبه قضبان الحدود ، حينها ستعود المناعة مجددا لهذا الوطن ، يجعله قادرا على مواجهة الأمراض التي تفتك بهذا الجسم ، والتنبه لها بحدس متفحص ذا قدرة ثاقبة.