عدد كبير من حملة الدكتوراه والماجستير لا يعملون وعاطلين بسبب الحروب المتتالية في البلاد منذ رحيل الاستعمار الاجنبي في نهاية عام 1967م مسألة تدعو للدهشة فكثير من هؤلاء لابد ان يكونوا خبرات نادرة في دولة تحتاج في هذه الفترة الحرجة الى عقل وكل جهد وكل طوبة فكر لتبني وتعمر فهؤلاء تعبوا وسهروا الليالي ليحصلوا على اعلى الدرجات ولكنهم لم يجدوا الوظائف التي تحقق احلامهم حتى ان عدداً منهم حرق شهاداته تعبيراً عن استيائه من الوضع المزرى الذي مر ويمر في البلاد جعل اعاليها / سافلها وبالعكس . بما معناه جعلها – مقلوب ( up sid down ) ولكن بالتروي والتفكير وعودة قيادة البلاد اليها ان شاء الله يعود الامن والاستقرار والهدوء والخير والسلام .. لاشك ان الجميع يدرك ان الوضع لا يسمح بتعيينهم مرة واحدة فبعض الجهات ربما وعدت البعض بتعيين عدد منهم ولكن لن يتم تعيينهم كلهم ولن تستوعبهم الوزارات والهيئات كلها .. ولاشك ان المشاريع الكبرى ( ان وجدت ) ستستوعب وتحتاج اكثر من الاعداد الموجودة .. لان القيادات الناجحة في اي موقع خدمية او انتاجية تعد عمله صعبة لا يصح التفريط فيها .. اعتقد انه حان وقت انتهاء زمن الاجتهادات والتنظيرات عند اختيار شخص ما لملء منصب شاغر في بعض قطاعات الدولة ( فلان وصولي ) او فلان كان في الامن السري او السياسي او فلان متهم في جناية وغير ذلك . ولو كان هناك ( صف ثاني) كفء لما اصغينا لهذه السهام الطائشة والاجدر ان تكون الرقابة الادارية ( ان وجدت ) والامن صاحبي القرار بالإضافة الى القدرات الشخصية والمهارات الخاصة لشغل هذا المنصب او ذاك يجب الابتعاد عن المحسوبيات والمناطقة والمجاملات في اختيارات القيادات بمختلف مستوياتهم مدراء عموم ، وكلاء وزارات وانتهاء بالوزارة وكبار القيادات في الدولة ليكن المعيار الرئيسي في الاختيار هو الكفاءة وليس الثقة وقد رأينا انهيار دول عملاقة بسبب الفساد الاداري القائم على اختيار الأسوأ وتهميش الافضل .. للأسف ما زالت قواعد اختيار المرشحين للمناصب العليا في بلادنا لغز! هذا الكلام في الفترة السابقة وليست الحالية لأننا لا نعرف الكثير منهم .. الغريب في الامر ان هناك معايير ومواصفات وقواعد وضعتها الدول الديمقراطية الاكثر تقدماً في العالم كدستور يلتزم به اصحاب القرار فيها عند اختيار المرشحين للمناصب العليا ، لكن في بلادنا تعددت الوزارات وغابت تلك المعايير .. فأتى وزراء من محدودي الخبرة والكفاءة وفاقدي الرؤية والابداع وكانت النتيجة تواضع الاداء الوزاري وتراكم المشاكل والاعباء ! للأسف ان بلادنا لا تهتم بتصعيد الكفاءات ولا تحترم اصحاب المواهب ولا تستفيد من ذوي الخبرات ... بل تفضل عليهم اهل الثقة والموالين وتختار المرشحين لمناصبها من خلال قوائم اجهزتها الامنية والسيادية حتى ولو كانوا بلا تاريخ مهني .. او كانوا انصاف كفاءات .. كما نلاحظ في اثناء غياب معايير الاختيار ، نرى وقد عين وزيراً ما او وكيلاً ما في منصب لا يتناسب مع شخصه يفتقر للمؤهلات العلمية والخبرات العملية الواجب توفرها اخيراً .. عن المدير او المسئول ( الكشكول – بتاع كله او كم با اكون ) الذي لا يبدي استعداداً لتفويض شيء من مسئولياته لغيرة كل حسب حدوده ومواصفات عمله وتراه يصر على الاحتفاظ لنفسه بكل المسئوليات والصلاحيات وينسى في غمرة الاعمال الروتينية مسئولياته الاساسية المتمثلة في التخطيط والتطوير والتوجيه والارشاد بما معناه ( HAY – POLICY )