في معظم بلدان العالم يتم اختيار المسئولين من وزراء ورؤساء هيئات ومؤسسات بناء على معايير من الكفاءة والنزاهة والخبرة وغالباً ما يتم التقدم عبر إعلانات مفاضلة ويتم الاختيار من قبل لجان متخصصة بعيداً عن الوساطة والمحسوبية والقرابة أما عندنا في اليمن فالمنصب يظل شاغراً لإبن الشيخ أو المسئول الفلاني أو المناضل فلان أو علان حتى يتم دراسته وبعضهم يأتي إليه المنصب حتى قبل ذلك. ومن يراجع الكثير من الأسماء التي تشغل مناصب حساسة سيتأكد من هذا الكلام وكأنه مكتوب على ابن المواطن البسيط أن يظل موظفاً طوال حياته ولو تم ترقيته فمدير إدارة أو حتى مدير عام أقصى موقع يمكن أن يصل إليه وبالطبع فإن كلامي هذا ليس تجنياً على أحد بقدر ماهو توضيح لبعض الأمور التي مازالت موجودة بكثرة في بلادنا ومنها التعيين في المناصب الكبيرة لأبناء المسئولين والمشائخ والنافذين على حساب الكفاءة والقدرة والخبرة وفي النهاية فإن كل ذلك على حساب الوطن عندما يظل مثل هؤلاء يتحكمون في مصيره. طبعاً كان هذا الموضوع مثار نقاش مع بعض الزملاء الصحفيين في إحدى الفعاليات حينما لمح أحدهم أن المسئولة الراعية لهذه الفعالية من أسرة كذا وجل أفراد أسرتها مسئولين في وزارات وجهات عليا في الدولة وقبلها كانت المسئولة من بيت فلان وهكذا ومن يمر على الكثير من الوزارات سيتأكد من هذا الكلام بل ان هناك بعض الوزارات تظل المناصب فيها حكراً على أسر معينة دون غيرها ونحن الآن نطالب بمسئولين رعية من أوساط الشعب. وبما أن الوقت الان وكما يقال والله أعلم وقت التعيين بالكفاءة والخبرة والنزاهة بحسب اتفاق السلم والشراكة الوطنية فأنا ومعي معظم أبناء الشعب اليمنية نطالب بعدم ترك الأمر على الأحزاب وترشيحاتها لأنها ستقدم نفس الوجوه التي عفا عليها الزمن والتي كان معظمها سبب في الفساد والدمار الذي نشهده بل يجب أن يتم الإعلان عن فتح باب الترشح لكل المناصب في الحكومة وغيرها عبر الصحف ووسائل الإعلام ويتم المفاضلة بين المتقدمين تحت إشراف لجنة من الأممالمتحدة والاتحاد الدولي لمكافحة الفساد ومن ينجح في المفاضلة يتم تعيينه في المنصب سواء كان من الرعية أو من أبناء المسئولين والمشائخ فهم أيضاً من أبناء الوطن ويقع عليهم مثل غيرهم واجب خدمة الوطن لكن بحسب المؤهلات والكفاءات والخبرات وهكذا سنضمن أن يصل أصحاب الكفاءات والخبرات إلى مواقعهم الطبيعية فيما سيتراجع أصحاب الوساطات والقرابات. بالتأكيد أن الوطن بحاجة جميع أبناءه ليسهموا في بناءه ولن يتم ذلك إلا من خلال التعيين في المناصب والوظائف الحكومية وفق معايير وأسس علمية سليمة تضمن أن يصل كل مواطن إلى حقه ومكانته التي يستحقها لخدمة بلادنا التي تستحق منا بذل كل الجهود المخلصة لإخراجها من دوامة العنف والصراعات إلى آفاق الامن والسلام والتنمية. اليمن اليوم