من لم يقدم يقدم شيئا في حكومات شرعيته لن يستطيع أن يعمل شيئا في حكومة المناصفة. وتعيينات الرئيس هادي الأخيرة دليل قاطع على أنه بعيد كل البعد عن الواقع معتم عليه غير مطلع بمضمون اتفاق الرياض مضلل من قبل حاشيته وأعضاء لوبي الفساد المحيطين به والذين يتناوبون على كراسي الحكم يتبادلونها فيما بينهم في لعبة الكراسي حرصا من أن يقعوا من فوقها وتفلت من بين أيديهم ومن خلفهم السلطة التي ورثوها من شعب مغدور. إعادة تعيين بن دغر رئيسا لمجلس الشورى اليمني ونواب له؛ والموساي نائبا عاما إنما هو إثبات أن الرئيس هادي ونائبه الجنرال العجوز الأحمر كأخطر الحكام المستبدين العرب الذين كتب عنهم الرئيس الديمقراطي الأمريكي السابق باراك أوباما في كتابه أرض الميعاد، راسما صورة قاتمة قائلا عنهم بأنهم يعيشون في عزلة تفاعلهم لا يكون إلا بواسطة موظفين جامدين بلا مشاعر غير قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم. فالتعيينات الرئاسية الأخيرة بقدر ما تضر بمصالح الشعبين الجنوبي العربي واليمني العربي بنسب ومستويات متفاوتة فإنها صدرت بغرض توحيد عوامل الاستفزاز لهما من ناحية، ومن ناحية أخرى نرفزة الطرف الجنوبي على وجه الخصوص في حكومة المناصفة ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي ليعلن انسحابه من الحكومة ثم تحميله مسئولية فشلها وبالتالي فشل اتفاق الرياض وتنزلق الأمور في سوق المهاترات والاحتجاجات لتراوح في مربعها الأول. ومن حسن حظنا أن الله وهب لنا ابن الجنوب البار القائد عيدروس قاسم الزبيدي بخبرته النضالية وحنكته السياسية ينقذ الوضع من أزمة مدبرة مع سبق الإصرار. فاجتمع بهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بصورة استثنائية وفورية يصدر على إثره بيان مركز يؤكد فيه استمرار العمل في حكومة المناصفة ومواصلة إجراءات استكمال تطبيق بنود اتفاق الرياض طبعا بما يخدم الجنوب، مفوتا الفرصة على أعداء الجنوب وفي مقدمتهم من شملتهم التعيينات الأخيرة. وبالنسبة للشعب في الشمال فإن التعيينات الأخيرة تخدم الحوثيين أكثر مما يتوقعون فهل سيتحرك الشماليون إزاء مترتبات هذه التعيينات بخطوات عملية لإسقاطها والعمل على تحرير عاصمتهم صنعاء والمناطق المسيطر عليها الحوثيون! أم سيظلون فاغري أفواههم أنظارهم معلقة بنا! فالخروقات عندهم جمة وليست في التعيينات الأخيرة وبس،فهي في مجلس النواب والحكومات والحوثيين وهلمجرا كلها صلاحياتها منتهية ولم يحركوا ساكن أو ينبسوا بكلمة.