يعاني تعليم الفتاة بإرياف حضرموت من وضع متدهور بشكل كبير حيث ان نسبة التحاق الفتيات بالتعليم من أسواء المعدلات وتمثل معدلات التسرب من بين الأعلى , ضاعف من ذلك الوضع الضعف الكبير في البنية التعليمية التحتية وأيضا النقص الحاد في المعلمات المؤهلات . وفي مجتمع لا يسمح للفتاة بتلقي التعليم في المراحل المتقدمة إلا بشرط وجود معلمات وفي مدارس مستقلة بالبنات , فأن العائق الأكبر لزيادة نسبة التحاق الفتيات بالتعليم تتمثل في توفير معلمات مؤهلات للعمل لتغطية النقص في الكوادر التعليمية في الأرياف . وللمفارقة فأن القليل من المعلمات المؤهلات في المكلا أو سيؤون أو في المدن الكبرى الأخرى لا يرغبن في العمل في المناطق الريفية حيث الإحتياج المتزايد لذلك تحرم الفتيات من فرص التعليم . ومازاد الوضع سوءاً عدم وجود مراكز للتدريب الأكاديمي في تلك المناطق لتأهيل مخرجات التعليم , فمعظم الفتيات في مستوى التعليم الثانوي والجامعي لم يلتحقن بمقاعد الدراسة ونسبة ضئيلة لا تتجاوز 3% واصلن تعليمهن الأكاديمي والعالي . لذلك كان لابد من معالجة النقص الحاد في المعلمات بصورة عاجلة لذا جاءت فكرة تنفيذ الدبلوم التخصصي لتأهيل معلمات الريف بمديريتي عمد وحريضه بتمويل مؤسسة صلة للتنمية وتنسيق ميداني من المعهد العالي لتأهيل المعلمين بسيؤون وتنفيذ مؤسسة البادية للتنمية والأعمال الإنسانية وبإشراف مكتب وزارة التربية والتعليم بوادي حضرموت والصحراء فكان ذلك البرنامج هو المنطلق الحقيقي لرسم رؤية جديدة لمستقبل تعليم الفتاة في أرياف حضرموت.
" 48" معلمة " تخرج (48) معلمة ضمن برنامج الدبلوم التخصصي بعد الثانوية في نسخته الثالثة لتأهيل معلمات الريف بمديريتي عمد وحريضه وهدف البرنامج الذي بدأ في يوليو 2019م وامتد على مدى اربع فصول دراسية بمجموع ( 1848) ساعة فعلية الى أكتوبر 2020م في مساقات ( اللغة العربية ، الرياضيات ومعلم صف ) الى رفد مدارس المديرية بالمعلمات المؤهلات والإسهام في الرقي بعملية تعليم الفتاة وعدم تسربها من التعليم وتوعية المجتمع بأهمية التعليم وإيجاد فرص عمل للفتاة في الريف مستقبلاً ناهيك عن بعد الجامعات والمعاهد العلمية من المديريتين .
" تحديات " مثل هذا البرنامج تحديات كبيرة للمتدربات حيث كانت ساعات الدوام من الحادية عشر صباحاُ الى الرابعة عصراً , وتقطع الطالبات يومياً 40 كيلومتر ذهاباً وإياباً للوصول الى موقع البرنامج ناهيك عن تحمل بعض الطالبات لضغوطات العمل حيث تعمل بعضهن مدرسات في الفترة الصباحية وطالبات في الفترة المسائية "
" حرص وتميز " المدير التنفيذي لمؤسسة صلة للتنمية الأستاذ "علي شماخ" أكد حرص المؤسسة وتميزها في تقديم الافضل و انها ستبقى لكي يزول الالم وستبقى للمجتمعات تقدم الكثير من البرامج والخدمات الحيوية، مشيرا ان المؤسسة ستواصل اهدافها تجاه خدمة المرأة والرقيء بها وتدريبها وتطويرها ، لافتا ان البرنامج التخصصي استهدف 280 معلمة في كافة التخصصات على ثلاث مراحل , للقضاء على مشكلة تسرب الفتيات في الارياف وعدم مواصلة دراستهن ,مضيفاً ان برامجهم تنوعت تجاه الطفل والمرأة وساهمت بشكل كبير في التغلب على المشكلات في التعليم حيث ساهمت في استيعاب ودعم 750 فتاة في التعليم ونقلهن للمدارس وفتح صفوف محو الامية وتأهيلهن وتحسين البيئة التعليمية ، بالإضافة الى دبلوم القابلات ، مشيرا ان العام الحالي ستنفذ المؤسسة فكرة مشروع مواصلة الطالبة للمراحل الجامعية لمساق البكالوريوس في مديريات حريضه وعمد ودوعن ووادي العين وحوره والضليعة . " 98" مقرر دراسي " عميد المعهد العالي لتدريب وتأهيل المعلمين بسيئون الأستاذ "مرتضى السقاف" أشار انه خلال البرنامج استطاع الطاقم التدريبي والتدريسي من تنفيذ كافة المقررات وعددها 98 مقرر دراسي في اكساب الدارسات معارف ومفاهيم معرفية سلوكيا واداء بالدرجة التي تضمن للدارسات مستوى تدريسي يلبي حاجة البرنامج " " آرى وانطباعات " المدير العام لمديرية حريضه الأستاذ "بندر باعشر" قال : " لقد كان لبرنامج الدبلوم التخصصي لمعلمات الريف أثره المتميز في الخريجات والذي سينعكس إيجاباً على مخرجات التعليم لما يمثله قطاع التعليم من مرتبة عالية في النهوض بالمجتمع من خلال رفده بالكوادر المؤهلة التي تقوم بعملية البناء " المدير العام لمديرية عمد الأستاذ " مبارك الضريبي" قال :" ان هذا البرنامج سوف يرفد المديرية بعدد من المعلمات لتغطية النقص في هذه التخصصات بمدارس البنات وسيعمل كرافد ومشجع على مواصلة تعليم الفتاة الى المراحل النهائية كون البنات في السنوات الماضية تصل الى مرحلة غير مقبول فيها الاختلاط مع الأولاد أو يكون الكادر التدريسي فيها من الذكور لذلك تتوقف عن مواصلة تعليمها " مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية عمد الاستاذ " فهد الضريبي" قال : " يعد هذا البرنامج العلمي لتأهيل معلمات الريف نبراس ومصدر اعتزاز لكوادرنا والذي أعطى فرصة لمنح معلمات الريف مساق دبلوم تخصصي " مدير مكتب التربية بمديرية حريضه الأستاذ " حسن الهندي " قال : " البرنامج سيعمل على إحداث نقلة نوعية في جانب تعليم الفتاة وسيسهم بشكل ملموس في توفير الكادر التعليمي النسائي المؤهل " المتدربة الأستاذة "خولة سعد" قالت :" لا تسأل عن سعادتي وأنا الشغوفة لإكمال تعليمي وقد أتيحت لي الفرصة للتسجيل في برنامج الدبلوم التخصصي , ففرحتي كبيرة ان أسلك هذا المجال وأصبح معلمة ناجحة في مجالها ليش لا وقد وجدت أساتذة لديهم نظريات واسعة وجديدة مبتكرة وفعالة فتمكنت من زيادة المعارف لدي وتعرفت على طرق تدريسية جديدة واكتملت عندي ملامح الثقة بالنفس " المتدربة الاستاذة " سوسن سعيد" قالت : " سعيدة جداً بخوضي هذه التجربة الممتازة والأكثر من رائعة والمليئة بالفائدة والتطوير الذاتي ومليئة بالمرونة التي تساعد الطالبات الملتحقات بالبرنامج في اكتساب المهارات والقدرات والطرق اللازمة في جعل العملية التعليمية عملية ناجحة ومكتملة بكافة جوانبها العقلية والإجتماعية والمعرفية " والدة الطالبة " نجود سالم " قالت :" كنت فرحة عندما أخبرتني أبنتي أنها تريد التسجيل في دبلوم المعلمات فشجعتها على ذلك , وعندما رأت أنني أشجعها على مواصلة تعليمها سألتني : أمي لما كل هذا الإصرار ؟ فقلت لها أنني أرى فيك المستقبل الذي طالما حلمت به , وحالت الظروف بيني وبين تحقيقه , وذلك الزمن الذي لم يساعدنا على التعليم فيه أحد" والدة الطالبة " حسنة يسلم " قالت : " شعور لا يوصف والكلمات لا تعبرعن سعادتي لوصول أبنتي الى هذا المستوى من التعليم , فالنجاح مطلب كل إنسان والهدف الذي يسعى الجميع لتحقيقه , فبالعلم تتقدم الأمم , والإسلام قد أوصانا بالعلم "
