صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طموح بلا حدود.. وواقع تعشعش فيه المشكلات
تعليم الفتاة بمحافظة حضرموت الوادي والصحراء
نشر في الجمهورية يوم 20 - 03 - 2015

شهد الواقعُ التربوي والتعليمي في وادي حضرموت طفرةً نهضويةً محسوسة على كافة جوانب ومكونات العملية التربوية والتعليمية نوعيةً وكِمية، حيث واكبت هذه النهضة التزايد المحسوس الذي طرأ على النشاط السكاني في الوادي ، الذي هيأه الاجتذاب المحقَّق من الوضع السياسي والأمني والاستقرار الملموس الذي عمَّ الوطن , ويعتبر ( وادي وصحراء حضرموت ) من المناطق التي حظيت بدعم وافر من الاهتمام حيث حواها اهتمامُ القيادة السياسية كونها من المناطق الحيوية في الجمهورية وذات تأثيرٍ ثقافي واقتصادي وتاريخي حاضرٍ وواعد..
لذلك فقد اعتبر “وادي حضرموت والصحراء” حسب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم ( 192) الصادر في عام 1998م وحدةً إداريةً مستقلة تتبعُ “ محافظة حضرموت “ ، وعليه فقد تم به في عام 1998م إنشاءُ مكتب ل ( وزارة التربية والتعليم ) أسوةً بمحافظات الجمهورية سعياً نحو تخفيف العبء الإداري والفني عن المكتب الرئيسي القائم في عاصمة المحافظة ( المكلا ) ، وذلك تقديراً من القيادةِ السياسية لظروف المساحة الجغرافية الكبيرة للمحافظة التي تعد من أكبر محافظات الجمهورية مساحةً وتخفيفاً عن كاهل المواطنين لعبء الانتقال من وإلى مركز المحافظة لمتابعة قضاياهم.
ووفق هذا القرار .. فقد تشكَّل في الوجود كيانٌ تربوي واسع ، يتميَّز بترامي الأطراف مساحةً .. وبتشتت المراكز التعليمية تبعاً لمناطق التجمُّع السكاني الذي تقتضيه ظروف البيئة التي يغلب عليها الريفية والبدوية في عددٍ من المراكز التعليمية الصحراوية بشرياً .. وهي الخصوصية التي تطبع العمل التربوي في وادي حضرموت والصحراء دوناً عن بقية المحافظات وذلك بمقتضيات الاحتياجات المادية والبشرية والإمكانيات المتاحة منها على أرض الواقع, كونها تقف على إرثٍ تاريخي من التميُّز والاستقرار التعليمي في منطقةٍ تعتبر من المناطق الرائدة تاريخياً في اليمن في مجال التعليم النظامي والأهلي .. حيث تذكر المصادرُ التاريخية بأن أول مدرسة تعليمٍ نظامية أهلية تم افتتاحُها في مدينة ( تريم ) عام 1918م .. وقد حظي هذا الكيان باهتمام حكومي ودعم من الصناديق والمؤسسات الخيرية من خلال إقامة المشاريع التربوية والاهتمام بالتنمية البشرية وإعداد وتأهيل المعلمين والمعلمات، واهتمام خاص بتعليم الفتاة وتشجيعها على مواصلة التعليم من خلال إنشاء إدارة خاصة تعنى بشؤونها تحت مسمى ( إدارة تعليم الفتاة) وكان ذلك في سبتمبر 2004م لتمارس هذه الإدارة مهامها في الإشراف والمتابعة والرصد وتشجيع ودعم تعليم الفتاة في الأرياف حفاظاً عليها من منزلق العادات والتقاليد والظروف الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المشكلات التي تحول بينها وبين مواصلة التعليم والتي تؤدي إلى تفشي الأمية, وبالرغم من كل ذلك الاهتمام إلا أن الفتاة باتت رهينة تلك المشكلات وظهرت في الأفق بوادر لعديد من المشكلات التي دفعت بالفتاة وخصوصاُ في مرحلة التعليم الأساسي إلى التسرب وعدم مواصلة تعليمها منها قاهرة ومنها مصطنعة, وبحسب الإحصائيات الصادرة من إدارة تعليم الفتاة بوادي حضرموت أن نسبة تسرب الفتاة في تلك المرحلة للفصل الدراسي الأول لعام 2014/2015م وصلت إلى 2.3د% الأمر الذي وصفه مسئولون في إدارة التربية بالكارثة التي تهدد تعليم الفتاة وتؤدي إلى نقص مخرجات التعليم من الإناث ومن ثم ضعف نسبة المعلمات التي تؤثر بدورها على تعليم الفتاة, بحثاً عن الأسباب الحقيقية للظاهرة والمعالجات التي يجب اتخاذها للقضاء على هذه الظاهرة التي امتدت لتصل تأثيراتها إلى كل بيت.. (صحيفة الجمهورية) اقتربت من هذه الظاهرة وخرجت بالحصيلة التالية:
أسباب متعددة ومقترحات لحلها
الأستاذة. ليلى صالح با وزير( مدير إدارة تعليم الفتاة بمحافظة حضرموت الوادي والصحراء) تحدثت قائلة: يولي مكتب وزارة التربية والتعليم بالوادي والصحراء أهمية كبيرة بتعليم الفتاة حيث أنشئت إدارة لتعليم الفتاة وكرست كل الجهود لدعم الفتاة وتشجيعها من خلال متابعة إحصائيات عدد طالبات المدرسة بمراحلها التعليمية في مختلف مديريات الوادي والصحراء , ودراسة حالة الفتاة التعليمية ومتابعتها وتفعيل النشاط الصفي للفتاة وتفعيل دور مجالس الأمهات من خلال تشكيل مجالس الأمهات في عدد من مديريات الوادي ذات الكثافة الطلابية من الطالبات والتنسيق مع الجهات والمنظمات المانحة والداعمة لمشاريع تعليم البنات، إضافة إلى إعداد نماذج سجلات إحصائية حول مستوى تعليم البنات في المدرسة ذات القوى العاملة في الهيئة التعليمية من البنات والبحث عن مصادر التمويل والدعم في المناطق الرئيسية , ودراسة المزايا الشخصية لاستقطاب معلمات الريف من خلال الاستفادة من المعلمات المتطوعات في مدارس البنات وإعداد خطة لاحتياج معلمات الريف مع الجهات ذات العلاقة والتنسيق والمتابعة في جميع مدارس البنات إدارة ومعلمات وإعداد مشروع توعية الأسرة الريفية حول تعليم الفتاة.
وأضافت: أن مؤشرات التعليم الأساسي على مستوى مديريات الوادي والصحراء للعام الدراسي 2014 /2015م تشير إلى أن إجمالي الطالبات (52929) طالبة , موزعة على (247) مدرسة منها (59) إناثا و(188) مختلطا ( مدارس حكومية) وبلغ عدد المتسربات (1241) طالبه بنسبة تسرب تقدر ب 2.3 %,
أما التعليم الثانوي لهذا العام بلغ(5624) طالبة موزعة على (25) مدرسة ( 12)إناثا و(13) مختلطا , وعدد المتسربات ( 124) طالبة ' بنسبة تسرب 2.2 %, مشيرة إلى أن عدد طالبات التعليم الأهلي والخاص: في المرحلة الأساسية 1724 طالبة, والمرحلة الثانوية 296طالبة, لافتة إلى أن أكثر المدارس تسرباً هي مدارس مديريتا تريم وساه إضافة إلى ضعف الإقبال في المناطق النائية, موضحة أن أسباب التسرب ترجع إلى: الاختلاط في بعض المدارس في إطار الصف والمدرسة مما يؤدي إلى عزوف الطالبة عن مواصلة التعليم بعد الصف الرابع, وكذا الموقع الجغرافي وبعد المدرسة عن مناطق السكن مما يتطلب توفير مواصلات الأمر الذي يقف عند بعض الأهالي العاجزين نظراً للإمكانيات المادية, إضافة إلى ذلك النقص في المعلمات والذي يصل إلى نسبة 12.4 % في التعليم الأساسي و8.6 % في التعليم الثانوي مقارنة بعدد المعلمين, ضف إلى ذلك عدد من المشاكل الاجتماعية وتدني مستوى دخل بعض الأسر وكذا الزواج المبكر بالإضافة إلى كثافة المنهج والمبنى المدرسي، وضعف الأنشطة اللاصفية المحفزة والمشوقة , مشيرة إلى أنه وبالرغم من تلك المشكلات فقد عملنا على إعداد جملة من المقترحات لتحسين أداء إدارتي تعليم الفتاة ومشاركة المجتمع علنا بتلك المقترحات نضمد بعض الجراح والحد من تلك المشاكل من خلال تبني عقد لقاء بالمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني بالوادي والصحراء الداعمة للتعليم وتفعيل الشراكة معها , وتدريب مجالس الآباء والأمهات في المدارس على المهام والواجبات وفقا للدليل واللائحة , وتقديم الدعم المادي للمعلمات المتطوعات في مدارس البنات, ودعم أجور المواصلات لنقل مخرجات الصف التاسع بالأرياف لمواصلة التعليم الثانوي, وتدريب مخرجات الثانوية العامة في دورات اللغة الإنجليزية والحاسوب والكوافير والتدبير المنزلي والمجال الصحي , ودعم مدارس البنات بأجهزة التدبير المنزلي والأدوات الرياضية والرسم ، وعقد ورش عمل في التخطيط وإعداد التقارير لرفع قدرات العاملين بإدارتي تعليم الفتاة ومشاركة المجتمع في المديريات, لذلك فقد تفاعلت عدد من منظمات المجتمع المدني في قبول تلك المقترحات وتنفيذها.
الانشغال بشؤن الأسرة والزواج المبكر
تحدث الأستاذ عوض سالم قائلاً: يختلف مفهوم التسرب طبقا لاختلاف الشروط الخاصة للتسرب لكل بلد لكن السمة المميزة في بلادنا أن تسرب الفتيات هو الأكثر شيوعاً وهذا التسرب يرجع إلى عدة أسباب اجتماعية وتربوية فالأسباب الاجتماعية تتلخص في معارضة الآباء وأحياناً عدم مبالاتهم بمتابعة تعليم أبنائهم وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي. إضافة إلى إشراك الفتيات في الأعمال المنزلية والاقتصادية والحرفية في بعض المناطق كرعي الأغنام ومزاولة الخياطة وهذه الأعمال أصلاً لا تعطي الفتيات وقتاً كافياً للدراسة كما أن هذه الأعمال تؤدي إلى إرهاق جسدي بسبب صغر السن ونسبة الأمية المرتفع في بعض المناطق، وتدني مستوى الأسر العلمي وعدم مقدرة رب الأسرة على توفير مستلزمات العملية التعليمية بسبب الفقر وكل هذه الأسباب تؤدي إلى تسرب الطلاب والطالبات على وجه الخصوص من التعليم.
وأكد: أن الزواج المبكر للفتيات من أهم العوامل التي تؤدي لتسرب الفتيات من التعليم وخاصة في مرحلتي التعليم الأساسي والمتوسط فلا تستطيع الفتاة التوفيق بين الاستمرارية في التعليم والزواج فتسرب الفتيات من التعليم في أحيان كثيرة يتم بعد الخطوبة مباشرة.
أسباب تربوية
الأستاذ. سالم علي، قال: هناك أسباب تربوية فالعملية التعليمية هي نفسها تعاني من عدم الاختيار الجيد لقيادة الإدارات التعليمية والمدرسية من أصحاب الكفاءات والمؤهلات التربوية وتغليب العلاقات والولاءات الحزبية في أوقات كثيرة على حساب قيادات مؤهلة نوعيا تحظى باحترام الأوساط الاجتماعية، أيضا ترتبط ظاهرة التسرب بأداء المعلمين وعملية تأهيلهم وتعاملهم السلوكي كما أن عملية القبول في التعليم متروكة لاختيار الناس مع أن دول عربية شقيقة التعليم فيها إلزامي يعاقب رب الأسرة بالحبس إذا تبين أن عدم تعلم الأبناء أو تسربهم من التعليم يعود إلى رب الأسرة كما أن هناك دولا تصرف حوافز مالية للطلاب كتشجيع على التعليم.
عوامل اقتصادية
من جهتها قالت الأستاذة. مريم عامر: إن تسرب الإناث يعود لعدم وجود مدارس للبنات منفصلة عن مدارس الأولاد في بعض المناطق فالفتاة تظل في المدرسة المختلطة مع الأولاد إلى الصف الرابع بالكثير ثم تتسرب من التعليم لعدم وجود مدرسة للبنات أو أن المدرسة ليس فيها كادرا نسائيا عند بعض الأسر. مشيرة إلى أن المعلمين غير المؤهلين هم سبب في تسرب الطالبات خاصة المعلمين القادمين من مخرجات غير كليات التربية وأيضا المنهج يعاني من كثافة غير مبررة إضافة إلى الفقر والرسوب الدائم.
واختتمت حديثها بالقول : إن الحلول لهذه الظاهرة تتركز في الأساس على تحسين ظروف الأسرة المعيشية وضبط الأسعار وتقديم المساعدات للأسرة ومجانية التعليم في كل مراحله، وتأهيل العاملين بالحقل التربوي وتفعيل دور التوجيه وتقديم المساعدة وخصوصا في مناطق الأرياف حيث يزيد الفقر وتأثيراته، وإعادة النظر في المقررات الدراسية التي تفوق قدرات وأعمار التلاميذ وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي.
تعليم الذكور
الأستاذ. عمر علي بن وبر (متقاعد) (رئيس قسم التوجيه التربوي بمديرية القطن سابقاً) تحدث قائلاً: خلال تجربتي في العمل التربوي ومن واقع التعليم الذي عايشته فإن مجتمعنا مجتمع ذكوري حيث يفضل تعليم الذكور على الإناث لذلك فقد اضمحل الاهتمام بتعليم الفتاة ونظراً لذلك فقد أقمنا عددا من الدورات وورش العمل لمناقشة هذه الظاهرة والمتمثلة في تسرب الفتاة من التعليم، والخروج بمقترحات وتوصيات هادفة تصب في تشجيع تعليم الفتاة، إلا أن تلك التوصيات تصطدم بجملة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بل حتى السياسية، لذا فأنني ومن وجهة نظري الشخصية أضع عددا من الحلول المتمثلة في: تعزيز الارتباط الأوثق بين المدرسة وأسر الفتيات, زيادة الأنشطة الصفية واللا صفية التي تعود على الفتاة بالنفع والفائدة وتوفير المواد اللازمة, تأنيث الهيئة التعليمية ويتبعها تأنيث الإدارة المدرسية، تحسين البيئة التعليمية بالمدرسة وتحسين أماكن الراحة, ضرورة تعيين أخصائية اجتماعية ونفسية مؤهلة بالمدرسة, ربط طالبات الصف التاسع بالمرحلة الثانوية من خلال الزيارات , تقديم الحوافز المادية للطالبات , تنظيم حملات إعلامية لإقناع الشباب بخطورة الزواج المبكر , توفير الفرص لخريجات الثانوية للعمل والمواصلة , توفير المواصلات المدعومة من مواقع السكن إلى المدرسة , أن يكون معلمو مدارس البنات من المعلمين الكفوئين والأخلاقيات الجيدة , إيجاد البيئة التعليمية الجاذبة للتعليم , تشكيل مجالس للأمهات للاضطلاع بدورهم في دعم وتطوير التعليم , العمل على إنشاء المكتبات والتدبير المنزلي والتكنولوجيا العلمية , إيجاد المرافق الخاصة كدورات المياه والمقاصف والعناية بالتشجير, إشراك الطالبات في العمل الجماعي وتشكيل اللجان المدرسية.
بدو رحل
الأستاذ. محمد علي الهدار( مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية العبر) قال: لقد فتح المجال للتعليم في المديرية وحاز على اهتمام واسع من جانب الحكومة من خلال بناء العديد من المدارس بلغ عددها (8) مدارس أساسية، بالإضافة إلى فتح الصف الأول ثانوي لهذا العام الدراسي حيث بلغ عدد الطلاب والطالبات (863) طالبا وطالبة, وبحسب طبيعة المنطقة والحياة الاجتماعية للسكان كونهم بدو رحل يتنقلون من مكان إلى مكان بحثاً عن المراعي لماشيتهم فقد أثر ذلك على التعليم مما تسبب في تسرب الطلاب والطالبات عن التعليم، إضافة إلى تباعد مناطق السكن، وعدم توفر المواصلات والاختلاط، وعدم توفر بعض الصفوف في اغلب المدارس أدى إلى التسرب، إضافة إلى العامل المهم فهو الزواج المبكر كون المجتمع مجتمعا ريفيا.
الأستاذة. أروى علوان ( مدير ثانوية الخنساء للبنات ) قالت: مشكلة التسرب مشكلة شائكة كونها تهدد بنقص في الكادر التربوي والتعليمي من الإناث إذا استمرت على هذه الحالة , بالنسبة للثانوية عندنا هذه الظاهرة موجودة لعدة أسباب وقد تم تدارس بعض الحلول التي تحد منها وهي قلة المواصلات والنقل للطالبات كونهن يقطعن مسافة (20) كيلو يومياً من مناطق سكنهن إلى الثانوية، ولكن بفضل الله وجهود مؤسسة «نهد» تم اعتماد نقل الطالبات من المناطق البعيدة الأمر الذي كان له دور كبير في الحد من هذه المشكلة.
تشجيع وتدريب
تشجيعا لتعليم الفتاة أقيمت بسيئون الدورةَ التدريبية التأهيلية لعدد (32) متدربة من المعلمات المستجدات اللواتي من المقرر أن ينخرطن في سلك التدريس في نطاق خمسٍ مديريات ريفية في وادي وصحراء حضرموت وهي ( ساه وثمود ورماه والعبر وحجر الصيعر ) وذلك دعماً لتعليم الفتيات في تلك المديريات، وقد تلقت المشاركات على مدى ثلاثة شهور برنامجا تدريبيا مكثفا في إحدى قاعات معهد إعداد وتدريب المعلمين بسيئون في إطار البرنامج الوطني الخاص بتدريب وتأهيل معلمات الريف في سنته الأولى 2014 م الذي تنفذه وزارةُ التربية والتعليم عبر مشروع تطوير التعليم بتمويل من الوحدة الثانية من برنامج (BEDP ) .
ويستهدف البرنامج الوطني لتأهيل وتدريب معلمات الريف في مرحلته الحالية تدريب ثلاثين فتاةً من المديريات الخمس الريفية في وادي حضرموت على مرحلتين هذه هي الأولى والثانية سيستأنف التدريب فيها خلال صيف العام القادم لتحصلَ المنخرطات في البرنامج على شهادة دبلوم معتمد من قبل وزارة التربية والتعليم .. كما يشير العقد المبرم بين المعلمات والبرنامج الوطني لمعلمات الريف على أن تلتزم المتدربة بالتدريس في مديريتها مقابل حافز شهري مؤقت على مدى سنتين يبلغ مقداره ثلاثون ألف ريال، بحيث يتم ضمهن بعدها إلى التوظيف الرسمي في قوام وزارة التربية، ومن المقرر أن تسهم هذه المجموعة من المعلمات الريفيات في زيادة الالتحاق للفتيات في المناطق الريفية في وادي حضرموت، وهي المناطق التي تشهد أعلى نسب الأمية والتسرب من التعليم في أوساط الفتيات، وهي خطوة متقدمة في التعامل مع إحدى أكثر المشكلات التعليمية ذات الأثر السلبي في مجتمعاتنا المحلية.
جهود منظمات المجتمع
في الوقت ذاته ولتشجيع الفتاة على التعليم ومنعها من التسرب فقد وقعت مؤسسة نهد التنموية فرع القطن وضمن مشروع نقل الطلاب عقود مع مكاتب التربية بمديريات حوره ووادي العين , حريضه , القطن , العبر لنقل الطلاب والطالبات من مناطق سكنهم إلى المدارس حيث أوضح الأخ. عادل علي بن نجار مدير المؤسسة فرع القطن أن عدد الطلاب والطالبات الذين شملهم مشروع النقل لهذا العام ( 1441) طالبا وطالبة منهم (633) طالبة من (92) منطقة ليتم نقلهم إلى (34) مدرسة من مدارس تلك المديريات وبمسافة تقدر بين كل منطقة ومدرسة من 20 الى 40 كيلو.
أولياء أمور يناشدون
باتت مشكلة تسرب الفتيات من مقاعد التعليم الأساسي والثانوي بمديرية ساه من المشكلات الشائكة التي تحتاج تدخلات عاجلة سواء من قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت أو فرع مكتب وزارة التربية والتعليم بوادي حضرموت بعد مخاوف من زيادة أعداد الفتيات المتسربات حيث وصل العدد إلى أكثر من ثمانية وعشرين طالبة وهو عدد مرشح للزيادة بحسب تربويين بسبب انعدام وسيلة المواصلات لا سيما لطالبات المناطق البعيدة بالمديرية في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة والارتفاعات المتكررة في أسعار الوقود .
وقالت إحصائية أولية أن ثانوية البنات الوحيدة بالمديرية والتي تحتضن قرابة (180) طالبة قد شهدت تسرّب أكثر من ثمانية وعشرين فتاة منذ مطلع العام الدراسي 2014 - 2015م.
وناشد أولياء أمور وتربويون قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت ممثلة بمحافظ المحافظة الدكتور عادل محمد باحميد بالتدخل لحل هذه الإشكالية التي تنذر بتراجع تعليم الفتاة بعد القفزات النوعية التي حققها خلال الأعوام الماضية داعيين المحافظ الجديد للضغط على شركات النفط العاملة بالمنطقة للمساهمة في حل هذه المشكلة كجزء من مسؤولياتها الاجتماعية تجاه مواطني مناطق الامتياز خصوصا وأبناء حضرموت بشكل عام ,,
حلقة نقاشية
وفي حلقة نقاشية عن حق التعليم وأهميته للفتاة نظمها مجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني بوادي حضرموت بالتعاون والتنسيق مع إدارة التربية والتعليم بمديرية تريم و مؤسسة «خطا» للطفولة بمدينة تريم . وتناولت الحلقة النقاشية بمشاركة 17 مشاركا ومشاركة من أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس وممثلين للأجهزة التنفيذية المعنية، ومدراء عدد من مدارس التعليم الأساسي والثانوي، وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني بتريم تناولت أربع أوراق عمل، الأولى مقدمة من مجلس التنسيق لمنظمات المجتمع المدني بوادي حضرموت استعرضت دور مجلس التنسيق في تنفيذ جملة من الأنشطة التشاركية مع المجلس المحلي والأجهزة التنفيذية بالمديرية لدعم تعليم الفتاة من خلال إيجاد الأجواء المدرسية المشجعة التي تحفز الطالبات على استكمال الدراسة بالمرحلة الأساسية، ومواصلة المرحلتين الثانوية والجامعية من خلال التدخل في دعم عدد من مدارس المديرية بمعامل تدبير منزلي متكاملة للمساهمة في التغلب على كثير من القضايا التي تشكل الأساس في ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم .
واستعرضت الورقة الثانية المقدمة من قسم تعليم الفتاة ومشاركة المجتمع بإدارة التربية والتعليم بمديرية تريم التي كانت بعنوان “ تعليم الفتاة واقع وطموح “ أهمية التعليم من منظور ديننا الإسلامي والنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على أهمية طلب العلم باعتباره ضرورة تقع على كل مسلم ومسلمة، وأشارت إلى أن دستور بلادنا والتشريعات النافذة كفلت التعليم باعتباره حق لكل المواطنين .
وتطرقت الورقة إلى الصعوبات التي تواجه العملية التعليمية وخاصة تعليم الفتاة والتي تشكل ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم ابرز تلك المشكلات وانعكاساتها على جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، مبدية عدد من المقترحات التي يمكن أن تسهم في إيجاد الحلول والمعالجات الكفيلة للتغلب على هذه الظاهرة التي تتطلب من كافة الأطراف المعنية بها المشاركة الفاعلة من خلال زيادة الوعي المجتمعي بتفعيل دور المرشدين والدعاة والوعاظ ووسائل الإعلام، والتركيز على زيادة الاهتمام بالأنشطة الصفية واللاصفية، وتوفير الأدوات اللازمة التي تتطلبها تلك الأنشطة.
فيما أوضحت ورقة المجلس المحلي بمديرية تريم المقدمة من رئيس لجنة التخطيط بالمجلس أن التغلب على ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم تتطلب من كافة الجهات المعنية أن تصب جهودها في سبيل معالجة هذه الظاهرة، لافتا إلى تدخلات المجلس المحلي العاجلة والمتمثلة في بناء صفوف إضافية مستقلة للبنات ووضع رؤية لبناء المزيد من المدارس المتخصصة للبنات في كافة مناطق المديرية.
وكانت الورقة الرابعة الأخيرة مقدمة من الجمعية الأهلية لرعاية الطالب بوادي حضرموت الواقع مركزها بمدينة تريم التي استعرضت جهود منظمات المجتمع المدني منذ ثلاثينات القرن الماضي من تبني إنشاء مدرسة تعليم منتظم في مدينة تريم، والتواصل الذي تم بعد ذلك وعلى مدى السنوات الماضية من قبل العديد من منظمات المجتمع المدني، ومن بينها الجمعية الأهلية لرعاية الطالب من اجل المساهمة في حل الصعوبات التي تواجه العملية التعليمية وخاصة تعليم الفتاة، وأبدت الورقة العديد من المقترحات التي من شأنها إشراك كافة منظمات المجتمع المدني في معالجة المشكلات التي تواجه العملية التربوية والتعليمية بالمديرية، هذا وأثريت تلك الأوراق بالملاحظات والمقترحات التي من شانها إيجاد معالجات حقيقة تسهم في حل ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم .
معدل تسرب الفتيات
كشفت دراسة يمنية حديثة عن العلاقة بين نسبة المعلمات ومعدل تسرب الفتيات في مرحلة التعليم الأساسية، ووجود ما يقارب 35 % من الفتيات خارج التعليم. ولفتت الدراسة إلى تزايد معدلات تسرب الفتيات التي بدورها تعد المصدر الأساسي لتغذية دوائر وجيوب الفقر والتخلف والبطالة وارتفاع معدل النمو السكاني في المجتمع، وما يترتب عن ظاهرة التسرب تلك مثل التسول، والزواج المبكر، والانحرافات المجتمعية.
وركزت الدراسة على سبب واحد وجعلته سبباً رئيسياً مرتبطاً بإشكالية التحاق الفتيات بالتعليم والتسرب منه، وهو عدم توافر المعلمات في مراحل التعليم الأساسية، ولا ننكر أن هذا السبب يعتبر أحد الأسباب الهامة في عدم التحاق الفتيات بالتعليم؛ نتيجة قلة الوعي وبالذات في المناطق الريفية والقبلية؛ حيث يمنع رب الأسرة بناته من الذهاب إلى مدرسة لا توجد فيها معلمات. ولا ينطبق هذا السبب بالضرورة على بقية المناطق اليمنية، فهناك خصوصية وتباين بين بيئة وأخرى وجميعها تقف عائقاً أمام تعليم الفتيات وإجبارهن على المكوث في البيت بانتظار نصيبهن.ولم تعد المناطق الريفية لوحدها تشهد تدنياً في مستوى التحاق الفتيات بالتعليم وتسربهن؛ إذ أصبح الحضر يعاني أيضاً نفس هذه المشكلة، وليس بالضرورة أن يكون الأمر مرتبطاً بالعادات والتقاليد. وتعتبر الأسباب الاقتصادية هي الأكثر تأثيراً وعامل ضغط على أسرة الفتاة، فمجرد توفير قلم ودفتر وحقيبة مدرسية وزى مدرسي يشكل عبئاً مادياً للأسر الفقيرة وتضطر إلى الاكتفاء بتعليم الذكور فقط وإبقاء الفتاة في البيت تساعد في الأعمال المنزلية والرعاية.
ولا تشكل صرف معونات وإعانات شهرية لتشجيع بقاء الفتيات في التعليم وسيلة ناجحة في جميع الحالات خاصةً في المناطق التي تبعد فيها المدرسة عن التجمعات السكانية في ظل غياب وسائل مواصلات تساعدهن على التنقل، إضافة إلى القلق والخوف من تعرض الفتيات للمخاطر، مما يجعل الأسر تستغني عن تلك المعونات والامتناع عن تعليم بناتهن.
أما الأسباب الاجتماعية فترجع إلى النظرة الدونية للإناث، والزواج المبكر يعتبر عاملاً آخر في تسرب الفتيات من التعليم، وأسباب أخرى تتعلق بالمدرسة نفسها، وعدم ملائمة المبنى المدرسي الذي لا تتوافر فيه الخصوصية المطلوبة للفتيات من أسوار عالية، وعدم وجود الحمامات، وسوء المعاملة، وإتباع أساليب مبالغ بها من العقاب القسري، وغياب الكتاب المدرسي، والكثافة الطلابية التي تتراوح في الصف الواحد من 70 إلى 90 طالباً، إضافة إلى ضعف الإشراف الاجتماعي الذي من شأنه الإسهام في حل قضايا الطالبات، وجعل المدرسة بيئة جاذبة للتعليم. ويشكل الرفع العشوائي الذي يحدث من الصف الأول وحتى الصف الثالث الابتدائي يؤدي إلى تدني القدرة على التعلم والرسوب المتكرر في المراحل الدراسية المتقدمة، عاملا سلبيا غير مشجع على التحاق واستمرار الفتيات في التعليم.
إذا ما تطرقنا إلى رفع مستوى التحاق الفتيات بالتعليم وخفض نسبة التسرب فلابد من مراعاة وضع الفتيات في الأرياف، فلا يمكن لفتاة الريف أن تتحمل الواجبات المدرسية المكثفة والذهاب اليومي للمدرسة وقضاء ساعات طويلة على مقاعد الدراسة، وعلينا البحث عن طرق وأساليب تربوية تشجع وتجذب الفتيات على التعليم وتقنع الأهل بذلك.
حتى الفتيات اللواتي انقطعن عن الدراسة لسنوات طويلة ويرغبن بالعودة مجدداً، هناك إشكالية أخرى في عودتهن، فبحسب اللوائح لا يسمح لهن بالانتساب، ومن الصعوبة التحاقهن بالدراسة النظامية والانضمام إلى صفوف طالبات أصغر سناً، وخاصة أن بعضهن متزوجات ولديهن أطفال.
وختاماً
الحديث عن تعليم الفتاة وأهميته وتفعيل دوره كثر في الآونة الأخيرة وشي جميل ويثلج الصدر إن جعل وزارة التربية والتعليم تنشأ قسما خاصا في مكاتب التربية بالمحافظات يعتني ويهتم بقطاع تعليم الفتاة، وكذا مثلها في المديريات وهي خطوة في الاتجاه الصحيح لأن ثمة قلقا ينتاب الجميع من التسرب مما يفضي إلى إفشاء الأمية في أوساط الفتيات والأمهات – لكن للأمانة في محافظة حضرموت ليس لدينا ما يقلق مطلقاً لما نراه من إقبال كبير ومتسارع في تعليم البنات ورغبتهن في المواصلة وإكمال دراستهن مقارنة بمحافظات أخرى تعاني من التسرب والانقطاع، وهذا ما تؤكده مؤشرات البحث التتبعي لمثل هذه الحالات، لكن في الوقت ذاته لا نخفي الحقيقة أن هناك عزوفا عن تعليم الفتاة بالذات في الريف في محافظتنا، لذا فالمهمة ستكون صعبة على إدارة تعليم الفتاة التي تحاول جاهدة تضميد هذه الجراح، والحد من هذه الظاهرة، بل يجب تكاتف كل الجهود الرسمية والشعبية ومنظمات مجتمع مدني للحيلولة دون تفاقمها، والإسراع في إيجاد الحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها, فتعليم الفتاة بحاجة إلى مضاعفة الجهود من خلال توسيع وانتشار مدارس للفتيات، وترميم وصيانة البعض منها، والعمل على تأنيث التعليم وتوظيف عدد كبير من المعلمات في الريف، وإقناع أولياء الأمور في أن يشجعوا بناتهم على التعليم, أملنا كبير في أن يكون عام 2015م عاماً للاهتمام بتعليم الفتاة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.