منذ شهور ماضيات وبعيد شروق شمس مودية الفاتنة… وقبلما أشرع في أمتطئ سيارتي زوبه ..فوجئت بكلبه ضاله قد وضعت ثلاثة اجرا صغار… أزعجني ذلك وأمرت الأولاد أن يبنوا لها بيت بعد عن السيارة ..حتى لا اتسبب في دهسهم… ثم مرت الأيام والشهور وفي خضم صراعات الحياة ..نسيت الكلبه ليزا ولم اعثر لها عن خبر أو احس لها من أثر… فسألت ولدي الحسين عنها ..فهو خبير في تربية الكلاب ..حينما كنا نعيش ونسكن فيافي الريف مطارح الأهل والخلان ..ومراتع البدو والرعيان… فقيل لي أن ليزا هامت على وجهها في البراري والقفار… كمدا وحزنا على ضياع وفقد اولادها ..الذين اخذوهم الصبية وتسببوا في موتهم… فندمت على نفسي أيما ندم ..وقبل أيام فارطات ..وبيزما أنا ذاهب لصلاة الصبح بمسجد الانصار اعترضتني ليزا ..وقد اسميتها بأول رائده للفضاء بالكلبة الامر يكيه ليزا ... حاولت أن اتحاشا الاحتكاك بليزا خوفا أن ينتقض وضؤي ... فراوقت وتركتها ملقيه وهي باسطه ذراعيها بوسط الطريق… فتمتمت في نفسي قائلا سبحان الله أيش جابها اليوم وما المناسبه في ذلك… وحالما ادينا صلاة الصبح خلف الامام الشاب محمد المسعودي الحطيبي بصوته الرخيم وهو يتلو الآيات من كتاب الله القرءان الكريم ..عطفت راجعا… فإذا بليزا واقفه لي امام الدار ولم تفسح لي هذه المره المجال للولوج الى الدار ...فعجبت من أمرها رغم شدة البرد وهي تطلق اصوات غريبة وتحرك ذيلها يمنه ويسرة… فأذعنت رغبه لليزا ووقفت لأعرف مافي الأمر وإذا بها تمرق امامي لتدخل تحت سيارتي زوبا فاأنحنيت على اطراف اصابعي لأستطلع الأمر وإذا بها قد وضعت مجموعة من الاجرى… فقلت سبحان الله وكأنها تحدثني وتقول أياك ان تطرد أولادي او تدهسهم بعجلات سيارتك… وتعاتبني على ضياع اولادها السابقين وتوصيني باأولادها الحاضرين ...فاآليت على نفسي هذه المره أن ابقي عليها ..وأن اترك سيارتي زوبا كبيت وملاذ واقي لها من سقيع البرد القارس ومعافرت الصبيان لأولادها… ومن مشيئة الله وتدابيرة أنني شعرة هذه الأيام بنشاط وحيويه ..وأنا أمشي واقضي حاجياتي في شوارع وسوق مودية بدون سيارة… وفكرت أنني ابيع سيارتي لأستكمل ماتبقى من تشطيبات الدار ..فعلمت أن الله هو من يدبر لنا الأمور… وقد كنت مزنوق وفي حاجه للمال ..فاانفرجت اساريري وعلمت ان الله قد دبر لي تلك الحكاية والتي لم تخطر لي على بال فرورقت عيناي بالدموع وحمدت الله… فلولا تدابير الله وقد ساق لي الكلبه ليزا لما فكرت طول ماحييت أن ابيع وافارق سيارتي زوبه ..اللهم لك الحمد يامدبر الأمور والاسباب… ولكم خالص ودي واشواقي وهذا محبكم في الله ومحدثكم… محمد بن صائل مقط ..