ما هي أسباب انفعالات الإنسان المفاجئة؟ دائما ما يداهمنا هذا السؤال مباشرا كان أم غير مباشر ،لكن تظل الإجابة غائبة عن الكثير ،وإن تواجدت فكثير منا لا يعيرها أي اهتمام ولا يتعامل معها بشكل واع ، سأتحدث هنا عن أحد الأسباب التي تثير في الإنسان انفعالات قد تكون مفاجئة أو غير مسؤولة ، أولها : الكبت وعدم التفريغ في الأحداث والمواقف السلبية أو الصعبة التي حتما نمر بها في حياتنا ، لقد اعتدنا كبت مشاعرنا السلبية ،مما يؤدي إلى تراكمها وهذا ما يؤثر على السلوكيات سلبا ؛حيث أنه سيتحول إلى شخص مختلف تماما ، سأعطيك مثالا بسيطا عن هذا ،فمثلا تخيل أنك تراكم الكثير من الأواني والأشياء داخل وعاء صغير ،من الطبيعي أن تتساقط الأشياء إلى الخارج وربما تنكسر أيضا ، أو أنك مثلا قمت بتجميع كل ملابس العائلة في خزانة واحدة ، عليك أن تتخيل الموقف! كيف سيكون المظهر ؟ وكم من الوقت ستظل الملابس بالشكل المطلوب داخل الخزانة ؟ فمشاعر الإنسان السلبية المتراكمة تماما كالأواني والملابس الكثيرة المحشورة في مكان صغير إن ضاقت وتزاحمت انفجرت أو بدأت بالسقوط والتهاوي... لا أعلم حقيقة لماذا تعودنا الكبت ولا نستطيع التفريغ ،حتى أنه عندما نفقد شخصا عزيزا علينا كان بالموت أو بالبعد ،نحاول أن نتصنع القوة وكأننا نسخة من سوبر مان... لا نبكي ولا نمارس طقوس الحزن كما ينبغي لها أن تكون ،زاعمين أن هذا الحدث لم يؤثر علينا وأننا أقوياء. نحن للأسف لا نستطيع أن نتحدث عن الكثير من مشاعرنا كأن نعترف للأشخاص الذين نحبهم بأننا نحبهم أو أن نخبر من أساء إلينا بأن ما قام به أزعجنا وسبب لنا مشاعر مزعجة..لا نستطيع أن نصرح بالشوق الذي يجثم على صدورنا والكثير الكثير من الأشياء التي قد نكتمها لكثير من الأسباب المختلفة كلا على حسب شخصيته وأسلوبه... لابد أن نؤمن أن الله كما جعلنا أقوياء ،جعلنا ضعفاء أيضا ،وكما رزقنا الحياة الجميلة ،مزجها بالألم والشقاء. لذا مشاعر الإنسان يستحيل أن تكون جميعها مشاعر إيجابية ،فلابد أن نشعر بالشعور السلبي في فترات من حياتنا ولكن من الجميل أيضا أن نحاول تخفيفه بشتى الطرق حتى لا يؤثر علينا وعلى حياتنا ونستطيع أن نتداركه ..هناك الكثير من طرق التفريغ التي يلجأ إليها الإنسان ربما بشكل واع أو غير واع كالبكاء والكتابة وممارسة الأنشطة والطقوس وغيرها الكثير من الأشياء. علينا أن نعي أن مشاعرنا مقبولة لذواتنا أولا كيفما كانت وأينما كانت وأن نتقبلها نحن في البداية حتى نستطيع إقناع الكثير من الأشخاص حولنا بأنه لا خزي ولا عار أن نعيش مشاعرنا الحقيقية ،ولا داع لأن نلبسها أقنعة حتى يرانا الغير بشكل مختلف. #شيماء_العريقي