د.عثمان العصفور أكد الاستشاري النفسي د.عثمان العصفور أن الغضب في الإنسان غريزة بشرية تحمل في طياتها العديد من الجوانب الإيجابية والسلبية التي تتضمن أضرارا وفوائد للإنسان في حياته. جاء ذلك في حديثه ل«الإيمان» حول الغضب وآثاره. وحذر من الانسياق وراء الانفعالات العصبية السلبية التي قد تؤدي بالإنسان إلى تدمير المفاهيم الحياتية الجميلة لذاته ولأسرته ولمن حوله إذا لم يتم التمكن فيها بالصورة المطلوبة. وأشار إلى أن دور علم النفس الحديث في التوصل إلى الكثير من المفاهيم العلمية الجديدة التي إن أحسن الإنسان استثمارها استطاع أن يحول الانفعالات الغضبية السلبية المدمرة في حياته إلى خصال حميدة تدفع عنه مساوئ الغضب وآثاره المدمر. انفعال طبيعي وبين د.العصفور أن الغضب يعتبر انفعالا طبيعيا وعنصرا مهما بل وضروري في حياة الإنسان إذ انه يعبر عن استجابة صحية تجاه الانتهاكات أو سوء المعاملة التي يتعرض لها المرء في حياته اليومية ومن ثم فإن التعبير عنه بصورة منضبطة يولد طاقة قوية إيجابية للإنسان، خاصة أنه يعيش تجربة الغضب يوميا وفي كل مكان في البيت والعمل والشارع وفي مناحي الحياة. وأكد د.العصفور أن من جملة الفوائد في الغضب بالنسبة للفرد أنه يزيد نشاطه ويدفعه في بعض الأحيان إلى القيام ببعض الأعمال التي تعينه على إزالة العوائق التي تعترض طريقه في الحياة، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب إذا انتهكت حرمات الله، وكما أثر عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه كان إذا غضب يصبح وجهه كحب الرمان، أما لشخصه فما كان يغضب صلى الله عليه وسلم قط، وبالتالي كان غضبه قمة في الرقي الإنساني وأسوة حسنة في تقييم السلوك الإنساني المعوج، أما ترك الغضب دون ضابط أو أداة تحكمه من أدوات العقل فيصعب معه على الشخص أن يتحكم في انفعالاته فيؤدي به إلى النتائج الضارة أو السلبية أو إلى ما أسماه علماء النفس الغضب الشديد ووصفوه بأنه مسحة من الجنون وذلك لأن الغضبان يشل تفكيره فيعجز عن تدبير العواقب ولا يشعر بطبيعة السلوك الصادر عنه قولا أو فعلا. وحث د.العصفور على ضرورة التعلم والتدرب على الوسائل العلمية التي تعين على التحكم في الغضب. نتائج عكسية وأوضح د.العصفور أن بعض الأشخاص يخالفون تعاليم الإسلام السمحة في التعامل مع قضية الغضب ويقومون بتوجيه العدوان إلى العقبات أي مسببات الغضب التي تعوق إشباع دوافعه أو تحقيق أهدافه سواء كانت هذه العقبات أشخاصا أو عوائق مادية أو قيودا اجتماعية فيحدثون شروخا اجتماعية قد لا تحمد عقباها في حين البعض من الناس قد يلجأون إلى الحيل الدماغية في تأجيل انفعال الغضب أو كبت الغضب تجاه المسببات سواء كانوا أفرادا أو جهات نتيجة الخوف من المواجهة، وبالتالي تظهر عليهم نتائج عكسية وتأثيرات سيكولوجية إذ إن الجسم يقوم بإفراز الهرمونات العصبية التي تلعب دورا كبيرا في حدوث تقلصات في الشرايين التاجية للقلب، وهذا هو السبب الرئيسي للذبحة الصدرية وقد تزيد كثافة الدم بسبب تأثير الغضب مما يؤدي إلى حدوث الجلطة التي تسد الشرايين التي تغذي العضلة القلبية والتي قد تؤدي إلى الوفاة أو في أحسن الأحوال التأثير السلبي على الجهاز التنفسي والإصابة بنوبات الربو دون وجود مرض عضوي. دراسة وبين د.العصفور أن الدراسة التي قام بها د.أحمد عبدالخالق بعد العدوان العراقي على الكويت أثبتت أن نسبة العصبية الزائدة بلغت 48.6% في المجتمع نتيجة عدم التحكم في الانفعالات العصبية، ووفق دراسة علمية أخرى أجراها د.بشير الرشيدي أكدت كلها أن الغضب يشكل خطرا اجتماعيا كبيرا على حياة الفرد والأسرة والمجتمع، وأن عدم ضبطه بضوابط الشرع يؤدي في بعض الأحيان إلى الإضطرابات النفسية والأمراض الجسمانية كالبرانويا والفقدان والحيل الدفاعية وأمراض تصلب الشرايين وغيرها. وقال د.العصفور آن الأوان أن نتعرف على الأساليب العلمية الحديثة في كيفية التحكم في غضبنا وانفعالاتنا وعلاقتنا بالآخرين من خلال الانضباط النفسي وتغليب القيم الإسلامية على كل تعاملاتنا حتى تستقيم أمور حياتنا.