مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    الإطاحة بوافد وثلاثة سعوديين وبحوزتهم 200 مليون ريال.. كيف اكتسبوها؟    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل امتدت نيران الربيع العربي الى تركيا ؟
نشر في عدن الغد يوم 01 - 06 - 2013

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. لم يكن يعلم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغاون أن موافقته على مشروع تطوير ميدان «تقسيم» سيكون شرارة لاندلاع احتجاجات بالبلاد وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات.
وقامت المعارضة بتحويل الأمر إلى قضية سياسية واستغلوها لإزاحة أردوغان الذي ينتمي إلى حزب « العدالة والتنمية» من منصبة بعد غضبهم منه واتهامه وحزبه بالسعي لجعل تركيا دوله إسلاميه.

وانطلقت شرارة الاحتجاج من حديقة «جيزي بارك» بميدان تقسيم في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين، بعد قطع أشجار بموجب خطة حكومية لإعادة التنمية، ولكنه اتسع إلى تظاهرة كبيرة ضد إدارة أردوغان، واندلع العنف الجمعة بعد مداهمة الشرطة فجرا لمتظاهرين كانوا يعتصمون هناك منذ أيام.


وفي أول رد فعل رسمي من قبل الحكومة بالاحتجاجات التي وقعت في اسطنبول، واصفا إياها بأنها أزمة مفتعلة ولا مبرر لها، مضيفا إن قطع الأشجار هو لمصلحة اسطنبول لبناء الجسر الثالث الذي سيخدم المدينة.
وأوضح أردوغان أن المتظاهرين لا يهمهم الدفاع عن البيئة، وأن خطط تطوير ميدان تقسيم في مدينة اسطنبول ستتواصل رغم الاحتجاجات.
وأشار إلى أن المعارضة تروج للأكاذيب لإشعال الموقف، وأن هناك أكاذيب يتم ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي.

أغراض سياسية
وتحول الأمر من احتجاج بيئي إلى مطالبة الآلاف باستقالة الحكومة في متنزه في وسط أنقرة، حيث أطلقت الشرطة في وقت سابق الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات من أنصار المعارضة الذين حاولوا الوصول إلى مقر حزب العدالة والتنمية، وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تجمع محتجين أيضا في موقعين في أزمير.
وذكر محافظ اسطنبول حسين آيني موطلو أن 12 شخصا من بينهم نائب برلماني مناصر للأكراد أصيبوا واعتقل 63 رهن الاحتجاز في احتجاجات ضد خطط الحكومة التركية لإزالة متنزه تقسيم جيزيه الشهير.
وألقى موطلو - في مؤتمر صحفي أمس الجمعة- اللوم على "مجموعة مندسة ضمن المتظاهرين"، متهما إياهم بإثارة الاستفزازات واستغلال هذه الاحتجاجات لتحقيق أغراض سياسية.
من جانبه، أكد عمدة اسطنبول قادر طوباص - في المؤتمر- أن إزالة متنزه تقسيم «جيزيه» لا يتعلق بمشروع لإقامة مركز تجاري ولكنه جزء من مشروع أوسع لتطوير ميدان تقسيم بالكامل.
وكانت الحكومة قد وافقت على مشروع تطوير ميدان تقسيم في فبراير 2012 وقام العمال مساء الاثنين الماضي بهدم أسوار المتنزه وبعدها بفترة قصيرة ظهرت مجموعة من المحتجين في المنطقة في محاولة لمنع اقتلاع المزيد من الأشجار وهدم الأسوار.
يُذكر أن المنتزه هو قلعة عثمانية قديمة أنشئت عام 1940، وتقلصت مساحتها تدريجيا عبر بناء فنادق فخمة في ضواحيها، إلا أن أردوغان في تعليقه على هذه الحركة الاحتجاجية قال إن الحكومة اتخذت قراراها ولن يكون هناك عدول عنه.
هدوء وتوسع
إلى ذلك، عاد الهدوء صباح اليوم السبت إلى وسط اسطنبول بعد ليلة من المواجهات العنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين يعارضون مشروع توسيع ساحة في حديقة عامة، وزالت سحب الدخان الكثيف، التي تشكلت بسبب القنابل المسيلة للدموع من ساحة تقسيم التي تشكل لب القضية في قلب اسطنبول.
وتمركزت مجموعات من رجال الشرطة ببزات مكافحة الشغب، في حالة استعداد في مختلف نقاط الساحة، إلى جانب آلياتهم المصفحة والمزودة بخراطيم مياه. وفتحت الساحة أمام المارة على الرغم من رائحة الغاز المنتشرة، وفي الشوارع المجاورة التي تغطيها المقذوفات، فتحت المتاجر أبوابها.
في حين لا تزال بعض الحواجز التي أعدت من قطع خشبية وألواح محترقة، تعرقل حركة السير في بعض المحاور المؤدية إلى الساحة التي يحتلها بعض الشبان الذين يغطون وجوههم بشالات.
وتجمع آلاف المحتجين في الشوارع المحيطة بميدان تقسيم بوسط اسطنبول، وهو مكان للاضطرابات السياسية منذ فترة طويلة، في حين تفجرت احتجاجات في العاصمة أنقرة وفي مدينة أزمير المطلة على بحر إيجه.
كما توسعت الاحتجاجات إلى مدن تركية أخرى، منها العاصمة أنقرة و أزمير، بينما أعلن مواطنون في مواقع التواصل الاجتماعي -مثل تويتر وفيسبوك- عزمهم تنظيم احتجاجات مماثلة خلال الأيام القادمة. يأتي ذلك وسط تصعيد المعارضة وصمت الحكومة، وتعبير واشنطن عن القلق.
وشهدت مدينة أزمير مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين متضامنين مع المظاهرات التي شهدتها إسطنبول احتجاجا على إزالة منتزه "تقسيم" وسط المدينة. وردد المحتجون شعارات مناهضة للحكومة وألقوا بالحجارة على قوات مكافحة الشغب.
كما تجمع آلاف الأشخاص -حسب وكالة رويترز- يطالبون باستقالة الحكومة في وسط أنقرة. وقالت صحيفة "حريت" التركية إن مواطنين احتشدوا في منتزهي كوغولو وعبدي إيبيجي بأنقرة، مشيرة إلى أن الشرطة أطلقت على البعض قنابل غاز عندما حاولوا التوجه إلى مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وفي أزمير، تظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات مختلفة، بينها "كل مكان هو تقسيم"، و"المقاومة في كل مكان"، في إشارة إلى رفضهم قرارا حكوميا بإزالة المنتزه لبناء مركز تجاري وكان سببا في اندلاع الاحتجاجات.
وبحسب نفس المصادر، فقد أطلقت الشرطة في أزمير أيضاً قنابل الغاز المدمع واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، كما شهدنت كل من بورصة وأضنة وسمسون ومرسين وغيرها مظاهرات مماثلة.
وأصيب عشرات الأشخاص في مدينة إسطنبول أمس إثر اشتباكات وقعت بين الشرطة ومئات المتظاهرين المحتجين.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المدمع لتفريق المعتصمين في المنتزه وتمكين شركة المقاولات من البدء في إزالة الأشجار التي يبلغ عددها ستمائة شجرة.
وعلق أحد المشاركين في المظاهرات قائلا:"إن الأشجار هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير.. لقد سئم الناس من كل ما تفعله هذه الحكومة".
استياء وإدانة
واستغل معارضي أردوغان للأحداث، وطالبت المعارضة التركية بالتراجع عن قرار إزالة المنتزه ومحاكمة الشرطة واستقالة محافظ إسطنبول، فضلا عن حشد المواطنين ضد أردوغان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعا أكبر أحزاب المعارضة التركية رئيس الوزراء إلى التهدئة بعد قيام الشرطة باستخدام القوة المفرطة لفض مخيم لمعتصمين في حديقة باسطنبول احتجاجا على خطط بناء مثيرة للجدل في هذه المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام تركية اليوم السبت عن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليكدار اوغلو قوله إنه يتعين سحب قوات الشرطة من ساحة "تقسيم جيزي" المركزية في اسطنبول.
وطالب كيليكداروغلو رئيس الوزراء التركي بتجميد مشروع البناء المثير للجدل في الحديقة الذي يقع على أحد أطراف الساحة وذلك وفقا للقرار الصادر عن إحدى محاكم اسطنبول.
من جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن ما وصفته بأنه "استخدام مفرط للقوة" من جانب الشرطة ضد الاحتجاج الذي بدأ سلمياً.
وفي واشنطن أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من عدد الإصابات وأشارت إلى أنها تجمع معلومات بشأن هذه الواقعة، في المقابل، وعد وزير الداخلية التركي معمر جولر بالتحقيق في المزاعم القائلة إن الشرطة استخدمت القوة بشكل غير ملائم.
ويرى مراقبون أن الاضطرابات تعكس استياءً متزايداً من تسلط رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، وكانت شرطة مكافحة الشغب اشتبكت مع عشرات الآلاف من المحتجين في عيد العمال في اسطنبول هذا الشهر.
ووقعت أيضا احتجاجات ضد تشديد القيود على بيع الخمور وعلى تحذيرات من مشاهد تبادل العواطف في العلن.
وخلال عشر سنوات في السلطة أشرف أردوغان على التحول في تركيا من دولة مأزومة اقتصادياً إلى أسرع الاقتصاديات نمواً في أوروبا، وتضاعفت حصة الفرد من الدخل القومي 3 مرات منذ وصول حزبه إلى الحكم.
على الرغم من ذلك، فلا يزال أردوغان أكثر السياسيين الأتراك شعبية ويعتبر على نطاق واسع أقوى السياسيين الأتراك بعد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية قبل 90 عاماً.
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. لم يكن يعلم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردغاون أن موافقته على مشروع تطوير ميدان «تقسيم» سيكون شرارة لاندلاع احتجاجات بالبلاد وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات.
وقامت المعارضة بتحويل الأمر إلى قضية سياسية واستغلوها لإزاحة أردوغان الذي ينتمي إلى حزب « العدالة والتنمية» من منصبة بعد غضبهم منه واتهامه وحزبه بالسعي لجعل تركيا دوله إسلاميه.
انطلقت شرارة الاحتجاج من حديقة «جيزي بارك» بميدان تقسيم في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين، بعد قطع أشجار بموجب خطة حكومية لإعادة التنمية، ولكنه اتسع إلى تظاهرة كبيرة ضد إدارة أردوغان، واندلع العنف الجمعة بعد مداهمة الشرطة فجرا لمتظاهرين كانوا يعتصمون هناك منذ أيام .
أغراض سياسية
وتحول الأمر من احتجاج بيئي إلى مطالبة الآلاف باستقالة الحكومة في متنزه في وسط أنقرة، حيث أطلقت الشرطة في وقت سابق الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات من أنصار المعارضة الذين حاولوا الوصول إلى مقر حزب العدالة والتنمية، وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تجمع محتجين أيضا في موقعين في أزمير.
ذكر محافظ اسطنبول حسين آيني موطلو أن 12 شخصا من بينهم نائب برلماني مناصر للأكراد أصيبوا واعتقل 63 رهن الاحتجاز في احتجاجات ضد خطط الحكومة التركية لإزالة متنزه تقسيم جيزيه الشهير.
وألقى موطلو - في مؤتمر صحفي أمس الجمعة- اللوم على "مجموعة مندسة ضمن المتظاهرين"، متهما إياهم بإثارة الاستفزازات واستغلال هذه الاحتجاجات لتحقيق أغراض سياسية.
ومن جانبه، أكد عمدة اسطنبول قادر طوباص - في المؤتمر- أن إزالة متنزه تقسيم جيزيه لا يتعلق بمشروع لإقامة مركز تجاري ولكنه جزء من مشروع أوسع لتطوير ميدان تقسيم بالكامل.
وكانت الحكومة قد وافقت على مشروع تطوير ميدان تقسيم في فبراير 2012 وقام العمال مساء الاثنين الماضي بهدم أسوار المتنزه وبعدها بفترة قصيرة ظهرت مجموعة من المحتجين في المنطقة في محاولة لمنع اقتلاع المزيد من الأشجار وهدم الأسوار.
يُذكر أن المنتزه هو قلعة عثمانية قديمة أنشئت عام 1940، و تقلصت مساحتها تدريجيا عبر بناء فنادق فخمة في ضواحيها، إلا أن أردوغان في تعليقه على هذه الحركة الاحتجاجية قال إن الحكومة اتخذت قراراها ولن يكون هناك عدول عنه.
هدوء وتوسع
إلى ذلك، عاد الهدوء صباح اليوم السبت إلى وسط اسطنبول بعد ليلة من المواجهات العنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين يعارضون مشروع توسيع ساحة في حديقة عامة، وزالت سحب الدخان الكثيف، التي تشكلت بسبب القنابل المسيلة للدموع من ساحة تقسيم التي تشكل لب القضية في قلب اسطنبول.
وتمركزت مجموعات من رجال الشرطة ببزات مكافحة الشغب، في حالة استعداد في مختلف نقاط الساحة، إلى جانب آلياتهم المصفحة والمزودة بخراطيم مياه. وفتحت الساحة أمام المارة على الرغم من رائحة الغاز المنتشرة، وفي الشوارع المجاورة التي تغطيها المقذوفات، فتحت المتاجر أبوابها.
في حين لا تزال بعض الحواجز التي أعدت من قطع خشبية وألواح محترقة، تعرقل حركة السير في بعض المحاور المؤدية إلى الساحة التي يحتلها بعض الشبان الذين يغطون وجوههم بشالات.
وتجمع آلاف المحتجين في الشوارع المحيطة بميدان تقسيم بوسط اسطنبول، وهو مكان للاضطرابات السياسية منذ فترة طويلة، في حين تفجرت احتجاجات في العاصمة أنقرة وفي مدينة إزمير المطلة على بحر إيجه.
كما توسعت الاحتجاجات إلى مدن تركية أخرى، منها العاصمة أنقرة و أزمير، بينما أعلن مواطنون في مواقع التواصل الاجتماعي -مثل تويتر وفيسبوك- عزمهم تنظيم احتجاجات مماثلة خلال الأيام القادمة. يأتي ذلك وسط تصعيد المعارضة وصمت الحكومة، وتعبير واشنطن عن القلق.
وشهدت مدينة أزمير المطلة على بحر إيجه مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين متضامنين مع المظاهرات التي شهدتها إسطنبول احتجاجا على إزالة منتزه "تقسيم" وسط المدينة. وردد المحتجون شعارات مناهضة للحكومة وألقوا بالحجارة على قوات مكافحة الشغب.
كما تجمع آلاف الأشخاص -حسب وكالة رويترز- يطالبون باستقالة الحكومة في وسط أنقرة. وقالت صحيفة "حريت" التركية إن مواطنين احتشدوا في منتزهي كوغولو وعبدي إيبيجي بأنقرة، مشيرة إلى أن الشرطة أطلقت على البعض قنابل غاز عندما حاولوا التوجه إلى مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وفي أزمير، تظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات مختلفة، بينها "كل مكان هو تقسيم"، و"المقاومة في كل مكان"، في إشارة إلى رفضهم قرارا حكوميا بإزالة المنتزه لبناء مركز تجاري وكان سببا في اندلاع الاحتجاجات.
وبحسب نفس المصادر، فقد أطلقت الشرطة في أزمير أيضاً قنابل الغاز المدمع واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، كما شهدنت كل من بورصة وأضنة وسمسون ومرسين وغيرها مظاهرات مماثلة.
وأصيب عشرات الأشخاص في مدينة إسطنبول أمس إثر اشتباكات وقعت بين الشرطة ومئات المتظاهرين المحتجين.
وقد استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المدمع لتفريق المعتصمين في المنتزه وتمكين شركة المقاولات من البدء في إزالة الأشجار التي يبلغ عددها ستمائة شجرة.
وعلق أحد المشاركين في المظاهرات قائلا:"إن الأشجار هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير.. لقد سئم الناس من كل ما تفعله هذه الحكومة".
استياء وإدانة
أستغل معارضو أردوغان للأحداث، وطالبت المعارضة التركية بالتراجع عن قرار إزالة المنتزه ومحاكمة الشرطة واستقالة محافظ إسطنبول، فضلا عن حشد المواطنين ضد أردوغان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
و دعا أكبر أحزاب المعارضة التركية رئيس الوزراء طيب اردوغان إلى التهدئة بعد قيام الشرطة باستخدام القوة المفرطة لفض مخيم لمعتصمين في حديقة باسطنبول احتجاجا على خطط بناء مثيرة للجدل في هذه المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام تركية اليوم السبت عن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليكدار اوغلو قوله إنه يتعين سحب قوات الشرطة من ساحة "تقسيم جيزي" المركزية في اسطنبول.
وطالب كيليكداروغلو رئيس الوزراء التركي بتجميد مشروع البناء المثير للجدل في الحديقة الذي يقع على أحد أطراف الساحة وذلك وفقا للقرار الصادر عن إحدى محاكم اسطنبول.
من جهتها، أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن ما وصفته بأنه "استخدام مفرط للقوة" من جانب الشرطة ضد الاحتجاج الذي بدأ سلمياً.
وفي واشنطن أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من عدد الإصابات وأشارت إلى أنها تجمع معلومات بشأن هذه الواقعة، في المقابل، وعد وزير الداخلية التركي معمر جولر بالتحقيق في المزاعم القائلة إن الشرطة استخدمت القوة بشكل غير ملائم.
يذكر أن تلك الاضطرابات تعكس استياء متزايداً من تسلط رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، وكانت شرطة مكافحة الشغب اشتبكت مع عشرات الآلاف من المحتجين في عيد العمال في اسطنبول هذا الشهر.
ووقعت أيضا احتجاجات ضد تشديد القيود على بيع الخمور وعلى تحذيرات من مشاهد تبادل العواطف في العلن.
وخلال عشر سنوات في السلطة أشرف أردوغان على التحول في تركيا من دولة مأزومة اقتصادياً إلى أسرع الاقتصاديات نمواً في أوروبا، وتضاعفت حصة الفرد من الدخل القومي 3 مرات منذ وصول حزبه إلى الحكم.
على الرغم من ذلك، فلا يزال أردوغان أكثر السياسيين الأتراك شعبية ويعتبر على نطاق واسع أقوى السياسيين الأتراك بعد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية قبل 90 عاماً.

وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كلمة للمتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع لليوم الثاني على التوالي في إسطنبول احتجاجا على بناء مركز تجاري، دعاهم فيها لوقف تحركهم "فورا". ونشبت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين، كما نزل الآلاف من المتضامنين إلى الشوارع في مدن تركية اخرى.

تواجه المتظاهرون وشرطة مكافحة الشغب السبت في اسطنبول لليوم الثاني وسط احتجاجات متزايدة تعد من اكبر التحديات التي تواجه الحكومة ذات التوجه الاسلامي في تركيا خلال 10 سنوات من حكمها.
ولم يتراجع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان عن موقفه تجاه اعمال العنف التي كشفت عن استياء متزايد لحكومته المحافظة.

والسبت استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة تقسيم، مركز التظاهرات التي خلفت عشرات الجرحى ودفعت بواشنطن الى توجيه توبيخ نادر لحليفتها.
ورشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة والقناني.
وقال اتمان بيت (33 عاما) "اصبحنا يدا واحدة" فيما كان منهمكا بازالة شظايا الزجاج والبلاستيك المحترق امام المقهى الصغير الذي يملكه قرب ساحة تقسيم.
واضاف "الجميع شاركوا ... يساريون ويمينيون وحتى انصار اردوغان. الناس غاضبون وانا فخور جدا بهم". ووصف الاضرار التي لحقت بمحله باعتبارها "تضحيات ضرورية".
واكد اردوغان تمسكه بموقفه بوجه التظاهرات التي تعد من اكبر التحركات المناهضة لحكومته منذ توليها الحكم في 2002.

وقال "اطلب من المحتجين ان يوقفوا تظاهراتهم على الفور" واضاف "الشرطة كانت هنا بالامس وستؤدي الواجب اليوم وغدا ايضا لان ساحة تقسيم لا يمكن ان تترك لعبث المتطرفين".
وتعهد ايضا بالمضي قدما في المشاريع التي اثارت الاحتجاجات العنيفة والتي تشمل اقتلاع اشجار قرب ساحة تقسيم لاعادة بناء ثكنة أثرية من الفترة العثمانية وجعلها مركز تسوق.
ونزل الاف المتظاهرين الى الشوارع في مدن تركية اخرى تضامنا مع المتظاهرين في اسطنبول. وجرت تظاهرات في انقرة ومدينتي ازمير وموغلا (غرب) وانطاليا (جنوب).
والسبت منعت الشرطة مجموعة من المتظاهرين من التوجه الى البرلمان ومكاتب رئيس الوزراء في انقرة.
وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان مخزون الغاز المسيل للدموع بدأ ينفد لدى شرطة اسطنبول حيث كانت رسائل اجهزة اللاسلكي تحذر الوحدات وتطلب منهم "الاقتصاد" في استخدامه.
وتصاعدت الاحتجاجات لتصبح تظاهرات منددة بالحكومة بعد ان نزلت الشرطة الى ساحة تقسيم لتفريق تظاهرة احتجاج على اقتلاع اشجار في متنزه قريب، هو اخر فسحة خضراء في المنطقة التجارية الكبيرة من اجل خطط لبناء مركز تجاري.
وتصاعدت الاشتباكات ليلا فيما نزل الالاف الى شوارع المدينة وطرقوا على اواني طبخ. ولقوا تشجيعا من السكان الذين وقفوا على شرفات منازلهم.
وحمل بعضهم زجاجات البيرة في تحد لقانون صدر مؤخرا بدعم من حزب العدالة والتنمية، يحظر بيع الكحول ويمنع استهلاكه ليلا.
ويرى منتقدو القانون انه مؤشر جديد على جنوح تركيا العلمانية اكثر فاكثر نحو التشدد.
وقالت سيدة شاركت في التظاهرة في اسطنبول ورفضت اعطاء اسمها "يريدون ان يحولوا البلاد الى دولة اسلامية، يريدون فرض رؤيتهم ويتظاهرون باحترام الديمقراطية".
واقتلاع الاشجار في المتنزه ياتي ضمن مشروع بناء اكبر مثير للجدل يهدف الى تحويل المنطقة المحيطة بتقسيم الى منطقة مشاة. وتشكل المنطقة السياحية تقليديا مركزا لاقامة التظاهرات.
وقالت السلطات ان عشرات الاشخاص يعالجون في مستشفيات من جروح اصيبوا بها في الاشتباكات. غير ان منظمة العفو الدولية قالت ان مئات المتظاهرين جرحوا.
وقالت السلطات المحلية انه تم توقيف اكثر من 60 شخصا في اعمال العنف.
وفي واشنطن اعربت وزارة الخارجية عن قلقها بشان عدد الاشخاص الذي جرحوا في الاحتجاجات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جينيفر بساكي "السبيل الافضل لضمان الاستقرار والامن والازدهار في تركيا هو بدعم حريات التعبير والتجمع وتشكيل الجمعيات التي كان هؤلاء الاشخاص يمارسونها على ما يبدو".
وتتهم حكومة اردوغان التي تحكم منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، بالسعي لاسلمة الدولة العلمانية.
وفي تركيا الان صحافيون مسجونون اكثر من اي دولة اخرى في العالم، بحسب منظمات تقول انه في 1 آب/اغسطس كان 61 صحافيا خلف القضبان بسبب مقالاتهم. كما ان عشرات المحامين والمشرعين موقوفون ومعظمهم متهمون بالتآمر ضد الحكومة.
وقال كمال كيليسداراوغلو القيادي في "حزب الشعب الجمهوري"، اكبر احزاب المعارضة، "نريد الحريات والديموقراطية في بلدنا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.