"من يصلح الملح إذا الملح فسد " تتناقلت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام خبر الفساد الغير مسبوق في البنك المركزي بعد تقارير صادمة للشعب (خارجية ومحلية) كلها تؤكد الفساد المستشري والمحمي من قبل جهات رسمية في الحكومة ِ وبينما كنت أتابع هذه الأخبار السيئة استوقفني موضوع بعنوان " من يصلح الملح إذا الملح فسد " فقرأته فكان فحوى الموضوع . إن رجلاً أخذ زوجته ورحل عن منطقته ونزل بقوم واستوطن عندهم , وكانت زوجته جميلة جدا , فلما رآها كبير القوم سلبت عقله واستولت على قلبه فهام بها ففكر في حيلة يظفر بها فأهداه شيطانه فكرة حيث قام بإرسال زوجها ومجموعة من فرسان القبيلة في مهمة تستغرق عدة أيام . فلما انتصف الليل تسلل زعيم القبيلة إلى منزل ذلك الرجل فصاحت المرأة فقال لها أنا الشيخ فلان فقالت وما جاء بك هذه الساعة قال لها أريدك لنفسي _وكانت تلك المرأة حكيمة جدا_ قالت له سأعطيك لغزاً إذا استطعت معرفته مكنتك من نفسي قال وجب . قالت له إذا خفت على اللحم من الفساد ماذا تصنع به قال نضيف عليه الملح , قالت فإذا فسد الملح فمن يصلحه ؟ فتوقف الشيخ قليلا فقال لها أمهليني إلى اللية المقبلة . فعاد زعيم القبيلة فجمع أصحابه فعرض عليهم اللغز ...فلم يجيبه أحد فغضب وصرف القوم ولكن شخصاً واحداً لم ينصرف , فقال له الشيخ ما شأنك ؟ قال عندي حل للغزك يا موالي , قال هاته قال لقد كان من شأنك كيت وكيت وكيت ...قال وما أدراك ؟ قال الحكيم يا مولاي إذا فسدت الرعية أصلحتهم أنت ...ولكن إذا فسدت أنت فمن يصلحك فهذا مقصد اللغز . الملح إذا فسد لا يصلح أن يكون حافظاً للحم ..ففطن الوالي فطلب من الحكيم أن يستره . واليوم وقد فضح أمر كبار القوم في الحكومة وفاحت رائحة فسادهم فمن يصلح فسادهم وهم المؤتمنون على أموال الشعب . لقد فسد الملح أيها القوم لذلك ليس أمام الرئيس إلا أن يأخذ هذا الأمر مأخذ الجد وأن يتابعه بنفسه حتى تجلى الحقيقة للشعب ..لأن هذه الجريمة البشعة لامست كل فرد من أفراد المجتمع وأكتوى بفساد نار التلاعب بالعملة الشعب عن بكرة أبيه . ومن هنا فإني أناشد كل الأقلام الحرة والشريفة أن تأخذ هذه المسألة مأخذ الجد وأن تبقى حية حتى يحصص الحق وتجلى الصورة وتظهر الحقيقة . كما أدعو الكل أن يتضرع ويدعو الله أن ينتقم من كل من كان سبباً في إيذاء الشعب وتضرره .