على الخط الفاصل بين الموت والحياة، يُقعد المواطن عبده أحمد يحيى معاقًا فوق نصف سرير خشبي متهالك بداخل منزل متواضع مع أطفاله الستة وزوجته وأمه المسنة في قرية الحيمة بحارة الوادي جنوبي الحديدة، بعد تعرضه لإصابة بلغية برصاص مسلحي مليشيات الحوثي. كان عبده أحمد يعول أسرته من خلال ممارسة أعمال شاقة وبحراثه الأرض؛ يجود منها بعد عناء مضني في مصاريف لقمة العيش، وقبل ثلاث سنوات وبينما كان يُعمل في إحدى الحقول الزراعية وجد مسلحي الحوثيين منه هدفاً للتسلية، إذ وجهوا فوهات بنادقهم صوب عبده وأطلقوا عليه رصاص حارقة اخترقت جسده ومزقت امعاءه بطنه وشرايين قدمه. وعلى إثر تلك الحادثة فقد عبده القدرة على العمل وأصبح طريح الفراش كما لو أنه طائر كسر جناحيه، ما أدى ذلك إلى تردي وضع أسرته المعيشي؛ كون لا أحد يعيلهم سواه، وليس هذا فحسب بل إن الإصابة أضافت عبئاً جديداً على حياة عبده، إذ يحتاج إلى من يقوم به هو نفسه. بوجه شاحب وملابس مهترئه يختصر عبده تفاصيل إصابته بلكنه مقهوره قائلاً: كنتُ اشتغل واتتني رصاصة من مليشيات الحوثي، والآن أصبحتُ معاق ولديّ ستة أطفال وزوجه وأم لا أقدر على اعالتهم. يعيش عبده أوضاع بالغة السوء، يتقاسم القهر والحرمان وشظف العيش مع أسرته بصمت، ويعد من الطبقة الفقيرة التي تعتمد على العمل للحصول على قوت يومها غير أن المليشيات الإجرامية فعلت به ما يجعله عاجز عن العمل.