كثر الجدل بين أوساط الطبقة المثقفة حول الوحدة وانعكاساتها على أبناء الجنوب. بعد حرب 94م كان الجدل طفيفاً، ولايعلو على السطح من بعض القوى التي فقدت مصالحها وازدادت وتيرتها وعلا صراخها بعد الانتخابات الرئاسية عام2006 التي خسر فيها حزب الإصلاح جولته. هنا إراد الإصلاح استخدام القضية الجنوبية وقضية صعدة ورقة ضغط على المؤتمر الشعبي العام فشكل اللقاء المشترك الذي ضم الحزب الاشتراكي وحزب الحق وأربعة من الأحزاب الكرتونية اليسارية المهزوزة.. ذلك اللقاء الذي من خلاله أراد كل حزب استخدام الآخر للضغط على الزعيم في تمرير مصالحه التي عجز عنها بالانتخاب الديمقراطي، نظرآ لعدم وجود لهم ثقل في الشارع لذا كان التأزيم والانقلابات شغلتهم السهلة للانقضاض على السلطة. لكن اليوم وبعد الربيع العربي تبعثر اللقاء المشترك وانكشف زيف الشعارات لكل حزب... فكل حزب هرول نحو الخارج بعد أن خسر الداخل... اليوم أيقن الجميع بأن الوحدة هي مطلب شعبي لأبناء الجنوب بعد أن ادرك الجميع بأن من هرول نحو الوحدة في عام90 نحو الشمال هو من هرول اليوم نحو إسرائيل للانفصال، وأن من يحمل القضية الجنوبية اليوم هو كالحمار الذي يحمل أسفاراً حيث ما وجهه مولاه اتجه ليعرف ما يحمل على ظهره.. اليوم أدرك المثقفون الجنوبيون أن الوحدة اليمنية هي طوق النجاة لهم ،وللشعب الجنوبي من الباحثين عن مصالحهم باسم الجنوب. جنوب العنصرية التي تعفنت مع مرور الزمن الوحدة وبالوحدة لنا النصر مضمون. حسين البهام