أنت الآن في ذلك الفندق ، وفي زواية الغرفة التي تحمل رقم عدد سنين وأعوام عمرك بالتمام و الكمال .
جداران متقابلة ، وحرس عن يمينك وشمالك وأنت لا تقوى على الحركة بحرية أو حتى أن تلتقط أنفاسك وأنت محاط بين غنق المثلث ( الرياض ، أبوظبي ، الدوحة ) ومن خلفهم الطوفان طهران ، وأنت مستلم رافع الراية البيضاء مبكراً ، ولم تستوعب الدرس ، وأنت ترفض وبشدة كل خطوة تخطوها للإمام ، وأن حاولت متردداً ، فإن قدميك المرتعشة لا تساعدك على ذلك ، وأن خطوتها فقد وقعت في الفخ الجديد ، وإذا لم تخطها فأنت محشور بين جدران تلك الغرفة في ذلك الفندق الفاخر كفأر منهك !!
أيعقل يا رئيسنا الشرعي للبلاد أنك لم تفهم الدرس ..وخرجت من المعادلة مبكراً ، وفي بداية ويرعان الأوقات الحرجة التي ينتظر منك الكثير والكثير فعلة ، ولكنك ارتضيت الخروج من المعادلة مبكراً .
لن أحدثك عن شعبك الذي يتجرع فحوى وضريبة فاتورة وثمن عدم فهمك " للدرس " فقرأ ، جوعاً ، فساداً ، ويعيش على قارعة المجاعة ورصيف الموت .
لن أحدثك طويلاً عنهم لكونك تركتهم فريسة سهلة لسوء فهمك للدرس ، وتحولت كثعبان يأكل ذيلة ، ومشاركتهم في قضم شعبك قطعة قطعة دون أن تعي أو تفهم وتستوعب الدرس يا رئيسنا الشرعي .
حاول " فقط " مجرد محاولة أن تلتقط أنفاسك وانظر ولو مرة واحدة على عجل إلى خارطة شعبك وتمعن وانظر إلى حولك في الغرفة التي تحمل رقم عدد " عمرك " وأيام حياتك ، ستجد تلك الضباع التي تلتهم كل قراراتك ، وشعب مثل حمل وديع مجروح لم تحملة أقدامة في الركض والهروب من بطش وجبروت من هم حولك . مالذي فعلتة يا رئيسنا الشرعي في عدم فهم الدرس .
هل من المعقول أن كل ما يدور حولك في تلك الغرف المغلقة لم يوحي إليك بأن ما يقدم باليمين يشحذون خناجرهم وسيوفهم ليعيدوه بتلك الانياب والمخالب في عقر دارنا الداخلية ، فالذين لا يقدروا على إخراج الشيطان من الشمال لايمكن أن يكونوا ملائكة الرحمة والمغفرة في الجنوب . أنت يا رئيسنا الشرعي للبلاد ، لم تكتفي بعدم " فهم " الدرس ، ولم تجمع سيئات السلف بحذافيرها ، ولم تبصق في البئر التي تشرب منها ، ولكن كانت " غلطتك " أنك بصقت للأعلى فسقطت بصقتك على وجهك قبل شعبك ، فهل فهمت الدرس يا رئيسنا المؤقر .