الاحد 16/2/2020م الثلاثاء 16/2/2021م الكتابة عن رحيل العظماء صعبه، بل إنها تستحيل الى عقبة كأداء أمام حركة الاقلام التي تنزف دموع حبرها على صفحات القلوب المكلومة المليئة بالحزن والاسى، وتزداد صعوبة حين يكون الراحل هو صنو الحياة وتؤام الروح والرئة التي نستمد منها اكاسير الوجود والمحبة والامل والارادة والوفاء. نعم هكذا كان الفقيد الركن/ عبد المجيد عبدالله بن عبدالله ابو بكر السقلدي بالنسبة لي وحزني على رحيله دون ان أكون رفيقة في الرحيل مثلما كنت رفيقة وصديقة واخوة طوال مراحل ومحطات حياته لقد كنا صنوان لا يفترقان ابداً نتقاسم كل تفاصيل حياتنا بحلوها ومرها، جسدان يتنفسان من روح واحده، لم نفترق منذ نعومة اظافرنا، وتشاركنا أحلام الطفولة وحلقنا بأجنحة الأمل في فضاءات عالم المراهقة ومرحلة الشباب وانتقلنا من قريتنا الجميلة الى المدينة لتذخير عقولنا بما يستجد من علوم ومعارف حتى أصبحنا ضباطاً أوفياء في جيش وأمن جنوبنا الحبيب. كان رحمة الله تغشاه يطلعني على اسراره وهمومه ومشاكله وبعد أن اختار مهنته المضنية (( مهنة البحث عن المتاعب "مهنة الصحافة")) كنا قريبين من بعضنا كثيراً يطلعني على الكثير من التفاصيل والمجريات ويستشيرني في اهم القضايا العملية والاسرية وكان يوقف الى جانبي اذا حصل لي اي مضايقات في عملي او تعكر صفو حياتي. ولهذا كنا جميعاً نتفاهم قناعاته ونحترمها لأنه كان رجل ديدنه حب الناس- رجل شهم- رجل شجاع- رجل مقدام- رجل كريم- رجل أخلاقي- رجل المهمات الصعبة في الاخير انني اعاهد الله واعاهد روحه الطاهرة والبقاء الى جانب اولاده واسرته الكريمة . " ان القلب ينزف دماً والروح تبكي من لوعة ألم الفراق" ولكن هذه الحياة التي لا خلود فيها لاحد وعزائي ان الفيد رحل شامخاً بأياديه النظيفة وابتهل الله ان يسكنه جنات عدن تجري من تحتها الأنهار مع الشهداء والصديقين وان يتغمده الله تعالى بواسع رحمته ومغفرته. ان لله وانا اليه راجعون ... وانا لفراقك لمحزونون أيها الصديق الصدوق وتوأم روحي المكلومة.