لا تزال صدمة إلغاء جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب لها صدى ودوي في ذهن الشعب اليمني ؛ فالرئيس الأمريكي جو بايدن لم يكن عند حسن ضن الجميع ، تسبب في مشاكل كثيرة في حل العقد التي صنعها سلفه ترامب كملفات الإتفاق النووي أو المشاكل التي تواجه المنطقة برمتها من حروب ونزاعات ، إلا أن الرئيس بايدن تلقى قبض العصاء من الوسط أو بالأحرى أخطئ في سياسته عندما قام باإلغاء هذه الجماعة من قائمة الإرهاب بحجة الأعمال الانسانية في اليمن زاعمًا بتقويض وإعاقة الأعمال الإنسانية التي ستصل للشعب أنهكته الحروب سواء إذا أدرجت هذه الجماعة في قائمة الإرهاب من الصعب أن تتخذ قرارات كهكذا ، سوف تجعله عُرضة للأمراض والمجاعة ، نظرات بايدن لاتزال قاصرة عن هذه القرارات التي سيتم إلغائها في الأيام المقبلة بتاتًا ، وغائبًا أيضًا عن المشهد اليمني تمامًا وعمَ يتعرض له هذا الشعب من إنتهاكات وقمع للحريات وحروب شعوا تشب نيرانها في أوساط اليمنين ، هذه الجماعات جاءات لتعيد أمجاد أسلافها والسير على نهجهم وخطاهم لكي تبني مستعمراته القذرة وإشهار السلاح في وجوه من يعارضه ، ويتخلف عن صفوفه . أضحى اليوم الجميع يدرى بهدف هذه الجماعة وإلى أين ستصل بعبثيته ومخططاته تجاه شعب حرم من أبسط مقوماته في الحياة ، لا أدري أن كان بايدن يجهل هذه الحقائق أم ماذا يدور في جعبته ، كان بإمكانه أن يوقف فتيل الحرب إذا كان جادًا ونشطًا في قرارته وأوامره التي تصدر بسرعة الريح ،هذه القرارات أمل كل يمني يأمل بوقف الحرب والنزاعات في أوساطهم ، وإنها هذا التمرد الخبيث الذي لوث حاضرهم وأيقضهم من سباتهم ، إلا أن الأحتجاج بالمساعدات الإنسانية والتستر بالخيط الإنساني ليس بجدير من إيقاف الحرب والإمساك بيد هذا الشعب للعبور في النهر وإنقاذه من الغرق الذي يتعرض له وصولًا لبر الأمان ، فقرارات بايدن بحتجاجه في المساعدات الإنسانية واستبعاد هذه الجماعة من خانات الإرهاب يزيد إغماس هذا الشعب في مياه النهر وموته ببطى حتى لحظاته الأخيرة . من هذا المنطلق المرير والصدمة التي تلقاها اليمنيين من هذه القرارات المخيبة للآمال أشعر بالعار والهزيمة !! اليوم هذه الجماعة تزداد كقوة فعالة ومسيطرة على الأرض ، ويزداد منسوب تمردها في إستمالة هذا الشعب وبتزازه بشكل مخيف ، هذا القرار الذي أصدره بايدن أعطى هذه الجماعة الضوء الخضر لجتياح الداخل اليمني والجيران ، كتكثيف الهجمات على محافظة مأرب وحشد القبائل والتقدم لقتحامه ، وأيضًا تكثييف الصواريخ والمسيرات لدول الجوار واستهداف المطارات للمملكة بعشوائية ومرابض الطائرات والمنشاءات النفطية ، هدفها من هذا التصعيد لكي ترفع رأسه بكبرياء في أي حوار ومشاورات قادمة ، والضغط على دول التحالف لرفع الحصار عنها وإبعاد يده عن حماية اليمنيين ، آملةً أن تستعيد أنفاسه مجددًا وخوض حرب شرسة في الداخل االيمني . إذا لم ننتبه لهذا الجماعة جيدًا والوقوف ضدها بشراسة ؛ أعتقد أننا سنفقد مابنيناه لخمس سنوات في أرض المعركة ، تذهب هذه المعارك التي سطرناها في مهب الريح ، أن نقف ضد مخططاته والأهداف التي دلفت من أجله ، التصدي لها مهما رفعت من تصعيده في خوض المعارك واستعادة الجمهورية من قبضته وممارسته الخبيثة ، وإذا تجاهلنا هذا الأشياء والبرود في مواجهته والتقليل من شأنه فتتعثر قدم بعد ثبوتها . بناء على هذا القرار الذي يؤيده بايدن بحق هذه الجماعة لا يهدف إلى إيجاد حل مناسب للأطراف المتنازعة بل يؤجج من إشتعال الصراع ويزداد أثره في المنطقة والتوتر المخيف الحاصل ، لا أدري إذا كان بايدن هدفه من هذا القرار كهدية للإيرانيين والتقرب زلفى من أجل الإتفاق النووي ، ومن يبدأ في الخطوة الأولى في هذا الإتفاق ، وإيقاف يد إيران عن تخصيب اليورانيوم ، وصناعة الصواريخ البالستية المطورة بعيده المدى ، وبجرأته في إصدار هذا القرار وإن كان على حساب الحلفاء وشق صفوفهم ، همه كيف يحضى للوصول للخطوة الأولى للإتفاق النووي ، فإذا وضع قدمه على هذه الخطوة ضمن بقيات الخطوات ، الإتفاق النووي إختياره الأول بين كل الملفات الحاصلة في المنطقة والشرق الأوسط برمته ، كملفات سوريا وليبياء واليمن وتركيا وطالبان ، إلا أن إستبعاد جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب يعد هدف بعيد المدى وله مدلولات غامضة وعميقة يثير الكثير من التسائلات والشكوك . يقيني بأن بايدن هو من كّبل نفسه بإتخاذ قرارات وإصداره بعبثية ، وإجهاض حياة شعب بحجة الأعمال الإنسانية وإن استمرت المعارك في غليانها ، يهمه إصدار القرارات !! لا النتائج التي ستنتج ...