نتابع اليوم مارب وكفاحها وكأننا نعايش حشود الإمامة لإسقاط العاصمة صنعاء في حصار السبعين يوماً والتي أُعتبرت المعركة الأخيرة التي حشدوا لها كل قواتهم ورجالهم وأموالهم لتبتلعهم أسوار صنعاء وأحرارها ، يُعتبر صمود مارب الملحمي هي معركة إعادة صنعاء ولكن على أراضي سباء حيث دفعت جماعة الحوثي بكل ثقلها العسكري وكثافة قوتها البشرية وغذتها بكبار قياداتها الميدانية لخوض غمار هذه المعركة كرهان أخير للجماعة للتحشيد الشعبي للهروب من سوء الأوضاع الإقتصادية التي تعيشها الجماعة وفشلها في إدارة هذا الملف الحساس وعدم قدرتها على الإيفاء بالخدمات الأساسية وتنامي السخط الشعبي العارم في مناطقها ضد العصابة المتحكمة بأنفاسهم وحركاتهم ، مايجب أن ينتهجه الخطاب الجمهوري هو بذل كل الجهود التي تصب في رفع الروح المعنوية وإظهار المعاني التاريخية التي تمثلها معركة مارب هذه الأثناء فهي ربيبة معركة ستالينغراد المدينة الروسية التي أجهظت الطموحات النازية وأصابتها بمسيرة الإنهيار التدريجي حتى التلاشي ، سيسطرها التاريخ في قائمة المعارك الأخيرة التي غيرت خريطة الحروب وستصنف في قائمة التحولات الكبرى التي خطتها البندقية ورجالها المخلصين أمام الترسانات العسكرية الضخمة إنها أشبه بمعركة واترلو التاريخية التي كسرت نابليون ودمرت أسطورته العسكرية وبددت قواته في فترة أعتقد حينها أنه لايمكن إيقاف مسيرتها التي يرعاها المسيح ، صمود هذه المدينة لأسبوعين أضافيين ستجعل منها نقطة تحول الحرب في اليمن لصالح الجمهورية وأحرارها ، تحريك بقية جبهات الحرب لتشتيت قوات العدو وقيام رجال الشرعية بمسؤولياتهم في هذه اللحظات فريضة جمهورية مقدسة .