ما أن يذكر اسمه إلا ويشار إليه بالفضل عند الصغار قبل الكبار , تتداول الألسن أسمة عند ارتزاق أسرة في هذا الحي أو ذاك بمولود جديد بأرجاء مدينة المكلا وضواحيها …. ترى الجميع من هؤلاء يبحث عنه عن طريق صديق أو قريب أو حتى البحث عن رقم جواله أو رقم تلفون بيته , وما أن تجده أو تتواصل معه وتعرف نفسك إليه تراه بسرعة البرق يخبرك عن والدك ….. خالك …… عمك ….. جدك …. وحتى عنوان سكنك قبل ما توصفه له . تراه منذ ساعات الصباح الباكر راكبا دراجته النارية يتنقل بين شوارع مدينة المكلا وضواحيها لكي يقوم بمهمته التي اشتهر بها منذ سنوات خلت , هذه المهنة التي أحبها وأحبته وأصبح لصيقاُ بها والعكس .
مرح … دمث الأخلاق …. طيبة قلب لا حدود لها …. ابتسامة لا تفارق شفتاه منذ أن يصبح حتى يمسي …. رحيم لدرجة لا توصف …. يأخذ بخاطر هذا ويجبر خاطر الآخر ,يؤدي مهنته بكل ثقة بالنفس وما هي إلا لحظات وقد انتهى كل شئ ,لا يشترط عليك عندما تطلبه لأداء مهمته بشئ معين أو محدد , قنوع بما تجود به نفسك . الكل يحبه ويحترمه , والكل يطلبه لأداء هذه المهمة لأنهم يعلمون علم اليقين انه الشخص الذي يتقن هذه المهمة بامتياز . يعشق مدينته التي ولد وتربى فيها رغم كل المغريات التي تحصل عليها لكي يهاجر منها إلى احد دول الخليج العربي , إلا انه فضل البقاء في هذه المدينة الجميلة والمعروفة بطيبة أهلها , فضل البقاء على الغربة لأنه يدرك معنى كلمة غربة والتي جربها في بداية سنوات حياته . وحيد والدته ….. والدة توفى قبل أن يخلق بشهر , فقامت والدته بتربيته والسهر عليه واستطاعت هذه الحضرمية الأصيلة و الآتية من مدينة الغرفة بمديرية سيئون أبان الحرب العالمية الثانية أن تجعل منه رجلا يعتمد على نفسه وهذا ما طبقة على أولادة جميعا عندما بداء بتزويجهم . لن أطيل مقدمتي عنه ولكن سوف اترك لأصابعي طباعة ما يمكن أن تطبعه على جهازي المحمول حتى تتعرفوا على هذه الشخصية الحضرمية حتى النخاع . انه سالم سعيد أحمد بارمادة ( أبو محمد ) ولد بمدينة المكلا ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة بالمدرسة الغربية (حاليا مدرسة الجماهير للتعليم الأساسي ). بعد إنهاء المرحلة المتوسطة سافر إلى المملكة العربية السعودية ولحسن حظه اشتغل مع بروفسور ايطالي في مجال التمريض الطبي ومكث بالسعودية قرابة الأربعة الأعوام اكتسب فيها خبرة في مجال عملة من خلال احتكاكه المستمر والدائم بهذا البروفسور الايطالي حتى اعتبره في مقام ابنه , فرشحه لدورة طبية في مجال التمريض بمستشفى باب شريف بمدينة جده ونال شهادة علمية في هذا المجال وبتفوق , بعد ذلك تم ترشيحه لدورات أخرى من قبل هذا البروفسور في نفس المجال فأبدع وتفوق فيها جميعا . عاد إلى مدينة المكلا بعد مضي أربع سنوات قضاها في المملكة العربية السعودية وتم توظيفه بمستشفى باشراحيل بمدينة المكلا بحي السلام حيث اشتغل فيها لمدة ثلاث سنوات وتم نقله بعد ذلك للعمل في قرية صبيخ بمديرية دوعن كفترة إلزامية للعمل في الريف حيث قضى قرابة العام الكامل في قرية صبيخ وكان يتنقل لمعالجة المرضى بين القرى الأخرى بمديرية دوعن مما اكسبه شهرة واسعة نسجت العديد من العلاقات الاجتماعية مع بعض الشخصيات التجارية الحضرمية .
عاد أبو محمد ( سالم سعيد بارمادة ) مرة أخرى إلى مدينة المكلا ليواصل عملة بمستشفى باشراحيل وما هي إلا عدة أشهر حتى تم إرساله في دورة تدريبية طبية إلى مستشفى الجمهورية بعدن ولمدة ستة أشهر وكان بمعيته الحكم الدولي والأستاذ العربي المحاضر في مجال كرة القدم زميلة وصديقة ورفيق دربة أحمد محمد الفردي ( أطال الله في عمرة وأمده بالصحة( بعد عودته من عدن تحمل مسئولية غرفة العمليات الجراحية بمستشفى باشراحيل حيث عمل مع الدكتور عمر سعيد بارحيم لعدة سنوات ورغم شحه الإمكانيات في تلك الفترة إلا انه كانت تجرى عمليات جراحية ناجحة والجميع يشهد لها , ويعلق ( أبو محمد ) على ذلك بالقول أن نجاح العمليات الجراحية التي كانت تجرى في ذلك الوقت يعود إلى إن النوايا كانت حسنة عند الطاقم الطبي والتمريضي الذي كان يعمل في غرفة العمليات في تلك الفترة وكانوا يشكلون أسرة صغيرة جمعت بينهم روح الفريق الواحد ولا أحقاد ولا أحساد فيما بينهم . أحيل إلى التقاعد العام 2001م ومنذ ذلك الوقت ظل الوالد الشيخ سالم سعيد بارمادة يتنقل ما بين المكلا ودولة الأمارات العربية المتحدة … أطال الله في عمر الوالد وأمده بالصحة والعافية والله من وراء القصد