القلمُ .. إذا لم يُكتبُ به حروف الحب النابعةُ من القلب والخارجةُ من صميمه، ألقى ما في جسده كمدًا وقهراً .. إنه لمن العار أن يُقال انتحر قلمٌ؛ لأن كاتبه أبى إلا أن يصنع منه حرباً ..!! تحدثوا عن الحب يا معشر الكُتَّاب .. دعوا أقلامكم تتنفس .. لا تكمموا أفواهها ..!! الأقلام الحقيقية هي التي تزرع الحبّ وتسقيه بحب .. دعوا أقلامكم تكتب بالحب ولو ثُلث حرف، لأن حروف الحب تنمو كل يوم، ولعله يأتي يومٌ وقد أصبحت جملة مكتظة بالحروف والمشاعر، وتُشبع قلباً. الفقيرُ .. ليس الذي لم يجد ما يأكل من الطعام فحسب؛ بل الفقير الحق هو الذي لم يجد ما يُشبع به مشاعره وعواطفه. ما أسهل جوع الطعام الذي تُسكته كسرة خبز!! وما أصعب الجوع الذي لا تطفئهُ إلا كلمات منسوجةٍ بحروف الحب، القاصدة إشباع جوعنا، المصوبة علينا والمُنتجة من قلوب النساء ..!! الفقير .. فقير الحب والمشاعر.. نحن كبشر نحتاج إلى الحب، أكثر من حاجتنا إلى الطعام .. الفقرُ يملأ قلوبنا قبل منازلنا، ومجتمعاتنا تُجرِّمُ الحُبَ لا الحرب، كل ذلك لأنهم يُحرِّفون مسار أقلامهم بما يُرضي طغاة العصر .. انتشرت الحروب وعمَّت سراديب ودهاليز البلاد، أتدرون لماذا ؟ لأن الحرب أصبح حديث المجالس ونشرات الأخبار وحروف الكُتَّاب ومحور حديثهم. لأن الحديث عن الحُب أصبح عيبًا ومُحرمًا، بل ومنبوذًا اجتماعياً وسياسياً. تحدثوا عن الحب من أجلكم ..