لقد كتب ابلغ قصيدة. وافصح مقال. واعظم كلمة. ولم يترك لاحد ما يقول.. لقد رايت- ولأول مرة- اليوم رأيت البسطاء والفقراء والعمال والمغمورين من الناس يتركون اماكن اعمالهم، ويتركون اسباب رزقهم، وينفضون ايديهم من مشاغلهم و يندفعون وراء موكب تشييع الشهيد شعلان رحمه الله. راجلين وراكضين في الطريق إلى المقبرة والحزن يعلو وجوههم والذهول مسيطرا عليهم. وبالطبع دون طلب من احد ودون دعوات ودون مكبرات صوت. شعورهم الجامع ان الشهيدفقيدهم هم . وان الجرح اصابهم. وكان سربالا انكشف عنهم... وانا اجزم ان غالبيتهم الساحقة وسوادهم الأعظم لايعرفون شخصه، ولم يرتادوا له دارا، ولم يطرقوا له بابا، ولم يسمعون منه كلاما، لم يفتنوا به في وسائل الإعلام ، ولم يعجبوا به في مواقع التواصل لان وسائل الإعلام ومواقع التواصل ليست ميدانه ولاهي هوايتهم ... والثابت انهم ماعرفوه إلا بأفعاله التي لمسوها في حياتهم. وهنا بيت القصيييييييد... ليس الشهيد الذي استراح بميت .... إنما الميت ميت الاحياء .