ماذا يحدث في عدن اليوم ؟ ! سؤال ذات أهمية للبحث عن السبب ليذهب العجب , ويدحض كل الاشاعات والاكاذيب والتدليس الذي يخدم ايادي العبث بعدن . انهيار العملة , وظلام عدن الدامس , وفقدان الماء في معظم مناطقها ,والراتب الحقير الضائع , الغلاء والبلاء والانفلات الأمني الذي سمح لانفلات قيمي وأخلاقي , الانتهاكات من بسط وسطو وتنمر وتعنيف وتهديد . كلها نتائج فضائح العنف السياسي وعسكرة الحياة المدنية عنف لم ولن يسمح بقيام دولة ضامنة للمواطنة , وعسكرة ترفع من شأن بليد للأذى فطن لا يعترف بقيم وأخلاقيات الثورة ,ولا يهتم بطلعات الناس و امالهم واحلامهم . ثورة تربع باسمها عددا من القادة على سلطة عدن , ويتفاخرون في خطابهم بما قدموه من شهداء وفداء , أخذتهم متاهة التفاخر , وتاهت الثورة من حساباتهم . الثورة فكرة غنية بالقيم والأخلاقيات , النبيلة التي تسمو بالمجتمع , ويسمو معها القادة , ويسمو الوطن , فيلاحظ الناس شيئا فشيئا من السمو يمس حياتهم و واقعهم يتغير نحو الأفضل ولو في حدوده الدنيا . اليوم يسأل الناس أين هذه الثورة, وما هذا الخذلان ؟ !!! وهم يشاهدون خراب ودمار لكل ما تبقى من جمال ورونق عدن , شاهدون على عسكرة عدن وما يعكر صفو حياتهم , شاهدون على عنف لا يبقى ولا يذر . شاهدون على حقن المجتمع بظلام دامس من الكراهية والأحقاد والضغائن وفي الحد الأعلى عنصرية , حقن تغييب متعمد للعقل الراجح لينير الحياة بالتسامح والحب والتعايش والعيش المشترك . حقن جعل العقل مهدد بالتعنيف والتصنيف وافتقد جزءا منه الشجاعة في مواجهة هذه الموجة من الرداءة والبلادة , خوفا من مآلات ردود الأفعال الغبية والعنيفة . بهذا لن يصلح حال المواطن في عدن دون أن يصلح حال المدينة , و تتطهر من فيروسات هذا الحقن , وما تخلق منه من كائنات , تفرز اليوم عبث لا مثيل له في واقع عدن , تنهش جسدها وتعكر صفوا المدينة وتمنع تطبيع الحياة العامة , ليستقر الوضع , وتستقر عدن , ويضبط إيقاع الحياة بما يتناسب وتطلعات وآمال الناس بحياة كريمة وعيش مشترك ,ولن يكون ذلك دون مؤسسات دولة النظام والقانون ,تديرها كفاءات وقيم واخلاقيات ومعايير تضع أبناء الأرض في خضم المسؤولية , دون إقصاء وتهميش واجتثاث و وصاية وارتهان وتبعية . عدن اليوم تنتفض عن بكرة ابيها , ترفض واقعها البائس , وترفض العبث القائم , وترفض تقاسم السلطة جهويا و مناطقيا , وترفض الصراع على تلك السلطة لتبقى عدن منصة حرب لذلك الصراع . عدن تنتفض لتقول انها مدينة ذات خصوصية سياسية واقتصادية واجتماعية وتطلب مراعاة تلك الخصوصية . سياسية باعتبارها جامعة للكل وترفض الاستئثار بالسلطة تدفع ل معارك عبثية ترى ان الديمقراطية والتعدد السياسي والانتخابات الحرة والنزيهة هي وسائل حسم السلطة . اقتصادية باعتبارها مركز تجاري واقتصادي هام ومنطقة حرة , تنفتح على العالم , اتنافس بقوة موقعها ومقدراتها ,حيث الكفاءة والمهنية , لتكن منطقة جاذبة للمستثمرين وامانة للاستثمار , ومستقرة ضامنة لحقوق الجميع بنظم وقوانين الاقتصاد الحر وعادلة, يحرسها ويحميها كوادر تعي وترعى تلك الخصوصية اجتماعية ذات ايقونة مدنية و فسيفساء نسيج اجتماعي جميل بأطيافه واعراقها وعقائدها , دون عصبيات قروية , يجمعهم مدنية عدن وارثها الثقافي والفكري وحبها , رافضه لثقافة العنف و الكراهية والنعرات كانت مناطقية او طائفية او مذهبية والعنصرية وترفض ان تستظل بمظلة القرية. هذه عدن وما تنشده من دولة كفكرة وقيم واخلاقيات دون مزايدة وزعيق وشعارات ومساوئ السلوكيات , فعاشوا على حساب معاناة الناس و واجعهم عيشه جعلتهم في مرتبة أعلى والناس مطحونين وهم اليوم يستعيدون حقهم في مراعاة خصوصية عدن لترتاح عدن ويرتاحوا .