لا نعلم مالذي ارتكابه سكان العاصمة عدن ، حتى يحاصرهم مسلسل من فصول المأساة الطولية بلا نهاية ، السنين الست ونيف ، من رحلة سفر من المعاناة والأوجاع والأوضاع المعيشية والأمنية ، وحروب ضروس تقود سكان العاصمة إلى رباعية الفقر المدقع ، والجوع على قارعة الطريق ، والمجاعة التي تطرق الأبواب ، وانهيار وتردي وتدهور كلي لكل الخدمات . تطارد عدن لعنة خبيثة وصراع سياسي " قذر " لا يعرف ولا يفرق بين حياة وموت الناس ، تحاصر المدينة ويلات من تناحر المصالح ، ويطبق عليها من كل الجهات داء ووباء أشد قسوة وضراوة من فيروس كورونا مرض العصر الحالي ، إسمه " الهوشلية والغوغاء والفوضى المؤسساتية .
عدن بين نارين وتعيش بين مخالب العاصمة المؤقتة للشرعية وبين أنياب العاصمة الأبدية للدولة الجنوبية .
حكم على عدن أن تحل بها لعنة الصراع والتناحر بين الأطراف المهيمنة والمتصارعة ، وأن تظل تحت وطأة " اللعنة " التي تلاحقها وتطاردها وتحولها إلى مركز صراع ونزاع أبدي ، فلا طالت عدن عنب الشرعية ولا أكلت بلح الدولة الانفصالية . عدن واللعنة لا يفترقان ، ولا يعرفون لهيب الفراق ، وهم كالعينين في رأس وأحد .
كتب على عدن مطاردة اللعنة والبقاء والوقوع والمكوث بين لهيب ونيران مخالبها وانيابها ، وقد قالها أستاذنا الكبير الصحفي الفقيد عادل الاعسم في أحد مقالاتة في العام 2003 م ، وهو يصف حال عدن وحيث قال :" اللعنة تطارد عدن من الداخل ومن الخارج وكأنه محكوم عليها ان تظل (انفصالية) أبد الدهر، لكن (لعنة عدن) ستطارد وتحاصر من باعها الف مرة الى يوم القيامة وحساب ارحم الراحمين!!
فعلاً أنه اللعنة التي تمزق وتدمر وتهدم وتنهش وتنخر في سكان عدن دون رحمة أو شفقة .