في بداية هذه الحرب الكارثية على الشعب اليمني والاستثمارية عند تجار الحروب تسابق العديد من المتنفذين في مدينة تعز على نهب مولدات الكهرباء التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء والخاصة ببعض المكاتب والمنشأت الحكومية والأهلية كالبنك المركزي وشركات الإتصالات والجامعات وغيرها وقاموا بتقسيم المدينة الي مربعات صغيرة وكل مربع منها يخضع لتحكم مجموعة من المتنفذين. وعبر الشبكة الداخلية للكهرباء الحكومية الواصلة إلي كل منزل تم ربط تلك المولدات وتم فرض مبالغ مالية تتراوح من ثلاثين الي اربعين الف ريال على كل مشترك كرسوم اشتراك وربط بالإضافة الي قيمة العداد التجاري وقيمة بعض الأدوات الكهربائية الخاصة بالتوصيل وأجور التركيب. وبالرغم من المبالغ الخيالية لفواتير الكهرباء بالإضافة للاشتراكات الأسبوعية او النصف شهرية التي تفوق الفائدة والمصلحة من تلك الخدمة بعشرات الأضعاف والتي لا يتقبلها العقل ولا المنطق الا ان إدارة تلك المولدات والتي تنتمي غالبيتها الي الوية عسكرية لم تستطع حماية مشاريعها من عمليات الربط السري والجبري الذي يقوم به بعض الأفراد والمجاميع المسلحة التابعة لتلك الالوية العسكرية. ولأن تلك القيادات العسكرية التي تخصصت بالتجارة والاستثمار في مجال الكهرباء وعلى رأسها ما يسمى بمؤسسة الحياة لا تستطيع أن تدير مشروع كهرباء في بضع حارات ولا تقتدر على حماية تجارتها التي تجني وتتحصل منها عشرات الملايين في العملية الواحدة فأنها لجأت الي معالجة الخطاء بخطأ اكبر منه وبدلاً من تخفيف وتخفيض أسعار الكهرباء ليكون مناسباً للجميع بما فيهم الجنود واصحاب الدخل المحدود فإنها لجأت إلي اسلوب جديد ومتطور في عالم النصب وهو فصل تلك الحارات التى يتم الربط السري والجبري فيها ومصادرة الاشتراكات التي تم تحصيلها في بداية الربط من جميع المشتركين في تلك الحارات والقيام بعملية ربط جديدة لبعض الحارات الأخرى برسوم واشتراكات جديدة. وهذه العملية المزدوجة في النصب والاحتيال ومصادرة ونهب أموال الناس تتم على مرى ومسمع السلطة المحلية وقيادة اجهزتها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية التي أهملت محطة الكهربائية الحكومية وتغاضت عن عمليات نهب وسلب مولدات ومعدات الكهرباء واغلقت سمعها وبصرها عن عمليات النصب والهبر الذي يمارسه المتنفذين على المشتركين في هذا المجال.... وعلي ما يبدو أن السلطة المحلية لا يهمها ممتلكات الدولة ولا مصلحة المواطن بقدر ما يهمها النسب والعمولات كما هو معروف عن نسبها من ضريبة القات وضرائب الدخل والوجبات وايرادات الأحوال الشخصية والجوازات وعمولات تحويل المرتبات ومن نسب الجزات والاستقطاعات ومن غيرها من المشاريع والإيرادات التي لا يمكن ان تمرر دون دفع الجزية لقيادات السلطة المحلية التى اثبتت فشلها في إدارة وحكم كيبل كهرباء.