قوات العمالقة قوات جنوبية جمعت كل التيارات السياسية والمجتمعية والدينية، والنسبة المطلقة من تلك القوات تنتمي الى التيار السلفي بمختلف تفرعاته، تتلقى أوامرها من عمليات التحالف العربي مباشرة ولا تدين بالولاء المطلق للمجلس الانتقالي الا في نقاط التقاء أوجدتها الحرب والعلاقة مع الامارات، قد تستمر وقد لا تستمر، وطالما وهي كذلك فلماذا كل هذا الضجيج لمجرد الحديث عن نقل وحدات عسكرية منها الى مأرب؟ القوات تأتمر بأمر التحالف وهو المسئول عن نقلها من عدمه وفق ما يراه مناسب ضمن استراتيجية الحرب ضد الجماعة الحوثية، ونحن مراراً وتكراراً نقول أننا الى جانب التحالف العربي وسنقاتل تحت رأيته أينما أراد . لذا في كل الاحوال صراخنا لا يقدم ولا يأخر والأولى ان نهتم لقضايا تحتاج إلى مواقف جامعة من قبل الكل حتى لا تستفحل وتتعقد بشكل اكبر، قضايا الأمن والخدمات والرواتب وهي التي لا يختلف عليها اثنان. وبخصوص ان اهتمامنا بنقل قوات العمالقة من منطقة شمالية الى شمالية اخرى، فأين المشكلة وماالفرق ؟ لكن لنفترض أن ذلك الضجيج مخطط له فلربما قد يكون الهدف هو التمهيد لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض والذي يقضي بنقل الوحدات العسكرية من عدن إلى الخطوط الأمامية وإصرار الانتقالي على بقاء وحدات عسكرية للقيام بواجبها كون الوضع الأمني لازال معقد والقوات الامنية لا يمكنها الاستغناء عن تلك القوات، حينها سيتم طرح فكرة إحلال قوات من العمالقة محل القوات التي ستغادر عدن وفق آلية الشق العسكري من اتفاق الرياض، وبهذا سيكون التحالف أوكل الامر الى قوات يثق بها وتأتمر بأوامره ، والشارع الجنوبي سيتقبل ذلك الاجراء استشعارا أن صوته كان مؤثر واستطاع ان يمنع نقل العمالقة الى مأرب وعلى هذا المنوال سنظل تحركنا الرياح شمالا وجنوبا وشرقا وغربا حتى يحكم الله في أمراً كان مقضيا ويعي الشعب الجنوبي في الواقع الذي يعيشه وأدراك أن التحالف لا يثق بأي قوة أكانت تتبع الشرعية أو الانتقالي، وتبقى ألوية العمالقة هي مخالبة في حرب اليمن، وغيرها قوى على الهامش تجمعه بها مصالح مرحلية الى أن يحين الوقت لإنتاج واقع أخر.