يعصف به الغلاء..تتناوحه المحن..تسحقه الفوضى..يعاني من الحرمان..تطحنه رُحى الحرب.. يمزقه الجوع والفقر والحاجة.. تتقاذفه المصائب..تتالى عليه المحن..يعبث به العابثون.. ولكن رغم هذا وذاك وكل ما خفي لم ينكسر ولم يتزحزح ولم يستسلم أو يلوح براية الإنكسار والخنوع والذل والمهانة،بل مضى في طريق الحياة الصعبة بكل تعرجاتها وعقباته ومحطاتها المؤلمة والقصور وإفتقارة لأبسط الخدمات.. فعلاً نحن شعبٌ لايُقهر أو ينكسر،يقلب الساسة والمتناحرون الأوضاع بين أكف (الخساسة) والمناكفات والمكايدات والمماحكات فتأخذ الشعب تارة يمنة وأخرى يسره،بل وتوصله للحضيض ولكن يمضي الشعب ويواصل المسير متحدياً كل شيء،وغير آبه بأي شيء،فلا مكان للإنكسار أو الإنهزام أو الرجوع للخلف أو التوقف عند نقطة معينة أو نازلة واحدة، فالتوقف يعني (الموت) ونهاية رحلة الحياة.. التوقف يعني أن تختفي من خارطة الوجود والحياة وتذهب بين تلافيف الغلاء والفقر والجوع والهموم والغموم والضياع والإرتهان للتمني والنوح والعويل والصراخ وإنتظار المنقذ المجهول الذي لن يأت إلا متى شاء الله أن يأت أو يكون.. ترتفع العملة ويجن جنون الإسعار ومع ذلك يكافح الشعب البسيط من أجل لقمة العيش وشربة الماء ويجاري كل شيء بتناغم جميل ورائع فلا ينكسر أمام هذا الجنون ولا يطالب بالمحال فينصدم بالواقع،بل يسير بخطى متوازية مع كل شيء حتى يستطيع أن يجاري هذا الواقع المؤلم والمتقلب.. فحُق لهذا الشعب أن ينال لقب (شعبٌ لايُقهر) وشعبٌ مكافح بكل معاني الكلمة، شعبٌ يُصارع الهلاك ليحيى بأبسط مقومات الحياة وأقلها بل وفي إنعدامها كذلك..